مشروعنا الوطني 

يتأكد يوما◌ٍ بعد يوم أن المشروع الوطني الذي جاء متلازما◌ٍ مع الإنجاز الوحدوي في الثاني والعشرين من مايو العام 1990م هو المشروع القابل للحياة والديمومة والاستمرارية لأنه يحمل المفهوم الوطني الصادق لعملية التطور والتحديث والنهوض باليمن الجديد القادر على استيعاب تطلعات أبنائه وضمان المستقبل الآمن والمزدهر لهم جميعا◌ٍ.
وقد أثبتت الوقائع أن هذا المشروع الوطني الذي ازداد عنفوانا◌ٍ ورسوخا◌ٍ واكتمالا◌ٍ خلال السنوات الماضية¡ هو وحده الكفيل ببناء يمن قوي ومزدهر ومتمكن ومتسلح بالإرادة والعزيمة على ارتياد مكانته الحضارية والفاعلة في إطاره الإقليمي والعربي والدولي وبناء الشراكة الحقيقية مع جميع أشقائه وأصدقائه لما يخدم أهدافه التنموية ومسيرته الاقتصادية والنهضوية على قاعدة متكافئة من تبادل المصالح والمنافع التي تعود بالخير على الجميع.
وبرهنت كل التطورات والمتغيرات التي شهدها اليمن خلال العقدين الماضيين على نجاح هذا المشروع الوطني في تجنيب اليمن الوقوع تحت تأثير الكثير من المحن والمصاعب والتحديات العارضة أو الطارئة التي مر بها¡ والنأي به عن الاستهدافات الخارجية التي كادت أن تسلبه قراره السياسي وتعصف بأمنه واستقراره وسيادة أراضيه تحت موجة “الحرب على الإرهاب” كما حدث في أكثر من بلد طاله ذلك الاستهداف ولا يزال يدفع الثمن حتى اليوم.
والشيء نفسه فقد حافظ اليمن من خلال تمسك أبنائه بهذا المشروع الوطني¡ على إنجازه الوحدوي العظيم وأسقط المخططات والمؤامرات التي قادتها عناصر ارتدادية وانفصالية مغامرة ومأجورة ع◌ْرفت بتهتكها القيمي والأخلاقي وانحرافها المسلكي وتجردها من المثل والمعاني الوطنية وامتهانها العمالة والخيانة.
وكما استطاع اليمن بفضل مشروعه الوطني الانتصار في هذه الحرب والمعارك الأخرى التي فرضت عليه واجتياز أصعب تحدياته¡ فقد م◌ْنيت المشاريع الصغيرة التي أطلت علينا بقرونها تحت شعارات مناطقية أو عنصرية أو جهوية أو انفصالية بالفشل الذريع والخيبة والخسران¡ لكونها مشاريع تجاوزها الزمن وتخطاها شعبنا بقيام ثورته المباركة (26 سبتمبر و14 اكتوبر) وإعادة وحدته ولحمته الوطنية في الثاني والعشرين من مايو العام 1990م.
وكان من الطبيعي أن تتساقط تلك المشاريع وتتهاوى واحدا◌ٍ تلو آخر أمام الروح الوطنية الراسخة في وجدان وضمير الشعب اليمني وإرادته الصلبة التي يستحيل أن تفرط بثوابتها الوطنية أو تسمح لأي كان بالنيل منها أو العبث بها أو المساس بها بأي شكل كان.
ويستفاد من كل ذلك أن المشروع الوطني في اليمن صار اليوم أكثر رسوخا◌ٍ وثباتا◌ٍ وأصلب عودا◌ٍ وأقدر على الصمود في وجه كل النتوءات والنزعات المريضة والبليدة التي تتغذى من مستنقعات آسنة تطفح بنتانة الخيانة والعمالة والارتزاق.
وشتان بين مشروع وطني يستمد قوته من إرادة شعب تواق للمزيد من النماء والتطور والرخاء وبين فرقعات وزوابع دخانية تطلقها بعض العناصر الحاقدة والمأجورة التي تلهث وراء الزعامة من نافذة العمالة والخيانة والتآمر والارتهان لأجهزة الاستخبارات الأجنبية بهدف التكسب والتمصلح عبر المتاجرة بالوطن والإضرار بمصالحه ومصالح أبنائه¡ دون إدراك من هذه العناصر التي تسعى للظهور بعد أن فاتها الزمن وصارت خارج العصر ولفظها شعبنا إلى مزبلة التاريخ¡ أن الزعامة يستحيل أن يبلغها عميل أو خائن لوطنه وشعبه¡ فهي صفة رفيعة وسامية لا يرقى إليها إلاø الرجال الشرفاء والمناضلون الذين نذروا حياتهم من أجل عزة ورفعة أوطانهم وقدموا التضحيات والجهد والعرق من أجل الارتقاء بشعوبهم وتطورها ورخائها.
وكما أشار فخامة الرئيس علي عبدالله صالح¡ فإن اليمن سيظل بمشروعه الوطني شامخا◌ٍ شموخ جباله الشماء كما أن منجزاته ومكاسبه الوطنية وفي المقدمة منها الوحدة والديمقراطية والنظام الجمهوري¡ لا خوف ولا قلق عليها فهي محمية بإرادة 24 مليون يمني ولا يمكن أن تهزها أو تنال منها تلك الزوابع والفرقعات أو تعكرها الأصوات الناعقة بالأكاذيب والزيف والتضليل وافتراءات المغامرين وسخافاتهم والذين لا يهمهم سوى إشباع نهمهم من المال الحرام والمدنس ليخسروا بذلك دينهم ودنياهم¡ وليغدو مستقرهم جهنم وبئس القرار.

قد يعجبك ايضا