من الواضح أن حديث فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح خلال لقائه يوم أمس في مدينة سيئون بأصحاب الفضيلة العلماء والوعاظ والمرشدين وأئمة المساجد قد حمل الكثير من المؤشرات الدالة على أن الوطن اليمني يدلف مرحلة جديدة تقتضي من الجميع أن يحسنوا التعامل مع متطلبات في مختلف مواقعهم¡ فالعلماء يتعين عليهم أداء رسالتهم في نصح العامة وإرشادهم بالسبل الصحيحة لتعاليم دينهم التي تحث على الوحدة والتلاحم والتآخي والمحبة والتسامح ونبذ الفرقة والبغضاء والضغائن والأحقاد والغلو والتطرف والإرهاب بكل أشكاله¡ باعتبار أن هذه هي رسالة العلماء والوعاظ والمرشدين التي كلفهم الله بها كواجب تجاه دينهم ووطنهم وأمتهم.
والحال نفسها فإن السلطة المحلية معنية أيضا◌ٍ – كما أشار فخامة الأخ الرئيس – بالاضطلاع بدورها وممارسة صلاحياتها كاملة بعيدا◌ٍ عن أي تخاذل أو تلكؤ أو تردد أو مجاملة أو نفاق¡ باعتبار أن من قبلوا التحدي في تحمل مسؤولية السلطة المحلية هم أحوج لأن يبرهنوا على أنهم في مستوى هذا التحدي¡ وإلا لماذا تصدروا له والتزموا بتحمل مسؤوليته أمام المواطنين والقيادة السياسية¿! .. وبكل تأكيد فإن من سيتقاعسون عن مسؤولياتهم بعد كل تلك الصلاحيات التي منحها الأخ الرئيس للمحافظين وأعضاء السلطة المحلية وتوجيهه الجميع بوضوح شديد بالابتعاد عن المجاملة و”تمليس الظهور” والمحاباة للبعض على حساب تطبيق الأنظمة والقوانين وانسياب عجلة التنمية وتأدية الواجبات على خير وجه¡ فإنهم سيجدون أنفسهم عرضة لمساءلة المواطنين ومحاسبين من قبل القيادة السياسية على تقصيرهم في تأدية واجباتهم.
والأمر نفسه ينطبق على أعضاء الحكومة من الوزراء الذين ينبغي عليهم المتابعة المستمرة للقضايا التي تهم المواطنين وتختص بها وزاراتهم¡ وذلك من خلال الارتقاء بكفاءة العمل الإداري وفاعلية الرقابة والمحاسبة للمقصرين بالأفعال وليس بالأقوال¡ لأن ما نحتاجه في هذه المرحلة هو الابتعاد عن المظاهر والالتفات إلى تعزيز الايجابيات والحد من السلبيات والقضاء على الاختلالات أينما وجدت وحيثما ظهرت¡ وتسريع وتائر التنمية بشكل أكبر في شتى المجالات وعلى مختلف الص◌ْعد.
وبالمثل فإن الواجب يحتم على أولئك السياسيين الذين باتوا يمثلون اليوم ظاهرة صوتية التوقف عن ممارسة المكايدة والمناكفة بأسلوب المشاغبين الذين لا هم لهم سوى نشر الإحباط واليأس في النفوس وتلوين كل الصور بالسواد وقتل الأمل لدى الشباب بوجه خاص¡ وأن يتقوا الله في وطنهم وشعبهم¡ ويعلموا أن ما تطلقه ألسنتهم أو تسطره أيديهم بوعي أو بغير وعي وبقصد أو بدون قصد من زيف وتضليل إنماهم بذلك يلحقون الضرر بالوطن وأبنائه ويدفعون بأولئك الشباب الذين يقعون تحت تأثير إحباطهم إلى الانحراف¡ بل ويقودونهم إلى محرقة الضياع والهلاك.
وفي الإطار نفسه¡ فلا ي◌ْحسن من أي أحد يشكو من اختلال إداري أو مشكلة مع مسؤول في مرفق حكومي أو مع مدير المديرية أو مدير الأمن أو محافظ أو وزير¡ أو كانت له مظلمة من أي شخص¡ أن يجير تلك المشكلة أو المظلمة على الوحدة¡ باعتبار أن الوحدة خير مطلق ونعمة من نعم الله علينا جميعا◌ٍ وليس من حق أحد أن يجعل منها مشجبا◌ٍ للإساءة إلى أهدافها النبيلة والعظيمة¡ وإن وجدت أخطاء أو اختلالات فهي لا تنحصر على محافظة أو منطقة بعينها .. وكما أشار الأخ الرئيس¡ فإن المجالس المحلية هي المسؤول الأول عن إجراءات تصويب وتصحيح ومعالجة تلك الأخطاء وإعطاء كل ذي حق حقه¡ ومن لم يصل إلى ذلك الحق فبوسعه أن يلجأ إلى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بعيدا◌ٍ عن الأحكام الجزافية والإساءة للوحدة والانسياق وراء الأصوات الانفصالية النشاز التي فاتها الزمن بعد أن انسلخت عن اليمن وانقطعت صلتها به وسقطت في مستنقعات العمالة والخيانة والارتزاق وباعت نفسها للشيطان وانساقت وراء أهوائها وشهواتها إلى درجة باتت معها تنتقل من حضن إلى حضن بعد أن أعمتها أحقادها وفساد أخلاقها لتناصب هذا الوطن العداء وتتآمر على وحدته وأمنه واستقراره¡ رغم علمها أنها لن تفلح في مراميها الخبيثة وستسقط لا محالة كما سقطت في الماضي¡ في مزبلة التاريخ¡ يلاحقها الخزي والعار.
وآن الأوان لكي تصحو الضمائر النائمة من سباتها وأن يدرك الجميع أن المرحلة هي مرحلة البناء الجاد والأداء النظيف والإنجاز المتكامل والشامل¡ ولا مكان بعد اليوم للمتخاذلين والمتكاسلين والمتقاعسين عن أداء واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه الوطن والشعب والبقاء لن يكون إلا للأصلح.
Prev Post
Next Post