أمريكا وبريطانيا ترسلان المئات من جنودهما إلى عدن
بناء قواعد عسكرية على الساحل الجنوبي والجزر اليمنية.. والإمارات تتكفل بالتشييد
المحتلون يباشرون مهامهم بمنع الصيادين من مزاولة مهنتهم
الثورة /
بدأت القوات الأمريكية المتواجدة في ميناء بلحاف النفطي أمس أول تحركاتها العسكرية في اليمن بمرافقة قوات إماراتية مشاركة في التحالف، في خطوة اعتبرها مراقبون سالبة لحقوق اليمنيين، وانتهاكاً للسيادة، إلى جانب كونها تجاوزاً لحكومة المرتزقة.
وأكدت مصادر محلية في محافظة شبوة أن “قوات الولايات المتحدة، أوقفت اليوم -أمس- عمليات الاصطياد في المياه الإقليمية على الساحل الشرقي لليمن، بالتزامن مع إعلان الإمارات بدء تدريبات مشتركة”.
وقالت المصادر إن “ما يقارب 3000 صياد يمني يعانون منعهم من الإبحار عميقا في مياه خليج عدن للاصطياد، وتلقوا اليوم تحذيرات من مغبة الاقتراب من مناطق تبحر فيها بوارج أمريكية”.
وكانت قوات الاحتلال الإماراتية وفي عملية عسكرية مفاجئة تحركت الثلاثاء من معسكر العلم الواقع على مشارف مدينة عتق بمحافظة شبوة, إلى ميناء بلحاف الذي تتخذه الإمارات قاعدة عسكرية بالتزامن مع وصول قوة أمريكية وذلك لتأمين واستقبال قوات من المارنز الأمريكي قادمة من أفغانستان، على نحو يؤكد التنسيق بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، لبسط الأخيرة سيطرتها على سواحل اليمن.
يأتي هذا التحرك بعد تلقي القوات الإماراتية الغازية أوامر من واشنطن بالتحرك نحو الميناء واستقبال الجنود الأمريكيين، كما فعلت في عدن حين استقبلت قوات المرتزقة الموالية لها قوات أمريكية، وفقا لإعلامي في المجلس الانتقالي التابع للإمارات يدعى فادي المرشدي حيث أكد وصول 450 جندياً أمريكياً وبريطانياً إلى مدينة عدن كدفعة أولى، وهي خطوة في طريق استقبال أكثر من ثلاثة آلاف جندي أمريكي سيتوزعون على كافة المحافظات اليمنية الجنوبية..
وكشفت مصادر عسكرية في شبوة أن “حوالي 110 من قوات المارينز وصولوا إلى ميناء بلحاف على متن بارجتين عسكريتين، مع عتاد عسكري ثقيل، مكون من 10 طائرات بلاك هوك، و30 مدرعة هارفي، إضافة إلى أنظمة دفاع جوي وغرفة عمليات متكاملة”.
وصول قوات أمريكية إلى بلحاف في شبوة يتزامن مع أنباء عن وصول قوة مماثلة إلى عدن، مكونة من 450 عسكريا أمريكيا وبريطانيا، في مهمة مبهمة، تزعم قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي أنها “لمكافحة التنظيمات الإرهابية في جنوب اليمن” في وقت لا تشهد المحافظات الجنوبية انحسار نشاط تنظيم “القاعدة” أو “داعش”.
ووفقا لمحللين عسكريين فإن انتشار القوات الأمريكية في اليمن يأتي بعد الاتفاق الذي أبرمته الولايات الأمريكية مع حركة طالبان الإرهابية في العاصمة القطرية الدوحة، والذي يقضي بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، حيث اعتبر ترامب تواجدها هناك لا يعود للأمريكيين بأي فائدة تذكر، وهو ما دفعه لتحويلهم إلى اليمن للسيطرة على المناطق اليمنية الغنية بالنفط.
حكومة الفار هادي لم تصدر أي تعليق على هذه التحركات العسكرية إلى كل من عدن وبلحاف في شبوة، الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشراً على علمها “بوصول هذه القوات، وتم التنسيق بشأن وصولها في زيارة لوفد أمريكي عسكري إلى عدن في يونيو الماضي ولقائه هادي في الرياض، ضمن ترتيبات نشر قوات أمريكية إضافية بجانب المتواجدة في قاعدة العند بمحافظة لحج”.
وحذر خبراء عسكريون من مخطط أمريكي وصفوه بالخطير في منطقة بلحاف تحديدا خصوصا بعد توجه القوات الإماراتية إلى المنطقة وتواجد جماعات مسلحة محسوبة على القاعدة وداعش بالمنطقة وتتمركز أيضا منذ فترة في المنطقة القريبة منها في ” عزان ” بذات المحافظة ” شبوة ” .
إلى ذلك طالب محمد صالح بن عديو محافظ شبوة المعين من الفار هادي المقيم بالرياض بوقف ما أسماه باستفزاز القوات الإماراتية محذراً من توتر الأوضاع في المحافظة.
وأكّد ” عديو ” في مذكرة رسمية رفعها للفار هادي أمس، أن الطيران كان يرافق قوة إماراتية كانت تنتقل إلى منشأة بلحاف للغاز المسال بمديرية الروضة جنوبي المحافظة وأن قوات المرتزقة سمحت لها بالتحرك لكن الأخيرة تعمدت المرور بالحواجز الأمنية بسرعة كبيرة ودون توقف، في خطوة وصفها بالمستفزة.
وسخر ناشطون وسياسيون في المحافظات الجنوبية من تصريحات تحالف العدوان بأن القوات الإماراتية والأمريكية تتواجد في منطقة بلحاف بهدف حمايتها, داعين إلى إخلاء منطقة بلحاف وكل أراضي جونب اليمن وترك مسؤولية حمايتها على أبنائها، حد قولهم.