لاتزال الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ على مستوى العالم بحسب تقارير دولية , فقرابة خمس سنوات من الحرب أدت بصورة مباشرة إلى انهيار الاقتصاد والخدمات الاجتماعية, وبات ملايين اليمنيين أشد جوعاً ومرضاً وضعفاً.
حيث أن نحو ستة ملايين من النساء في سن الحمل والإنجاب ( 15 – 49)عاماً يحتجن إلى الدعم وذلك بسبب النقص المتزايد في المواد الغذائية التي تعاني بسببها أكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية في الوقت الراهن. وهن معرضات لإنجاب أطفال يعانون من توقف النمو , ومن المحتمل إصابة 114000 امرأة بمضاعفات أثناء الولادة ,وفقا لتقرير الاستجابة الإنسانية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن لعام 2019 م.
المنشآت الصحية نصفها لا تعمل أو تعمل بشكل جزئي فقط , ثلث منها يقدم خدمات الصحة الإنجابية ,لأسباب تتعلق بنقص العاملين، وقلة الامدادات والمستلزمات الطبية ,والعجز في تغطية تكاليف التشغيل أو الأضرار الناجمة عن العدوان ،كما أن المعدات والأجهزة والمستلزمات الطبية غير كافية أو عفى عليها الزمن ,وفقاً للتقرير ذاته ،حيث اكدت لنا الدكتورة/ عذبة مطهر البرطي / إخصائية نساء وتوليد في مستشفى السبعين أن الصحة الإنجابية تمر بمرحلة حرجة.خاصة أن أغلب النساء الحوامل أو الأمهات الذين يبحثن عن وسائل تنظيم الأسرة أوعن رعاية حوامل يجدن صعوبة في الوصول إلى المراكز الصحية , بسبب أوضاع الحرب والحصار والظروف الاقتصادية القاسية والصعبة.
واوضحت البرطي قائلة: أن الحالات التي تصل إلى مستشفى السبعين هي حالات نزيف وإجهاض بالإضافة إلى حمل خارج الرحم ونتيجة للعديد من الصعوبات يصعب ومتابعة حالتهن.
وكشفت الدكتورة البرطي بأن كثيراً من الأمهات تأتي في مراحل من سوء التغذية والدليل أنها تأتي في مراحل متقدمة من الحمل ونمو الجنين ووضع الأم نفسها, ﻻ يوحي بذلك، كأنها في الأشهر الأولى، وذلك بسبب سوء التغذية عند الأم الحامل.
إن سوء التغذية بين النساء اليمنيات ليست حالة خاصة رغم أنهن اكثر تضررا فنقص الغذاء في اليمن وصل إلى وضع كارثي بحسب تقارير دولية أشارت فيها إلى أن أكثر من 80 % من السكان بحاجة إلى نوع ما من المساعدة منهم 14.4 مليون في عوز شديد ,أي بما يزيد عن مليونين مقارنة بعام 2018م.
تدهور الوضع الاقتصادي والصحي نتيجة العدوان جعل من وضع النساء والأطفال كارثة حقيقة أمام أعين سكان العالم.
نورا الظفيري