شخصيات علمائية وبرلمانية لـ”الثورة “: إحياء جمعة رجب إحياءٌ للدين الخالد

عبدالله حسن خيرات: الاحتفاء بهذه المناسبة دليل على الانتماء الأصيل للإسلام
الدكتور علي محمد الزنم: اليمنيون هم المدد لنصرة الإسلام في كل مراحل التاريخ
عمار الربيدي: أهل اليمن هم أنصار الله وأنصار رسوله
حسن الدبعي: امتداح الرسول لأهل اليمن نتاج معرفته بأصالة هذا الشعب

للجمعة الأولى من شهر رجب أهمية كبيرة وتعتبر من أعز وأهم الذكريات لشعبنا اليمني وتعد هذه المناسبة من الصفحات البيضاء في تاريخ هذا الشعب، حيث دخل اليمنيون دين الإسلام أفواجا وسجد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم شكراً لله.
“الثورة” التقت عدداً من العلماء وأعضاء مجلس النواب الذين تحدثوا عن أهمية إحياء جمعة رجب .. فإليكم الحصيلة:
الثورة /عادل أبو زينة

مسيرة الحق
الأستاذ عبدالله حسن خيرات- رئيس لجنة العدل والأوقاف عضو مجلس النواب –أشار إلى أن أهل اليمن في أول جمعة من شهر رجب المبارك كانوا على موعد مع أهم وأعظم حدث في تاريخ اليمنيين وهو يوم دخلوا فيه دين الله أفواجاً، وأعلن فيه اليمنيون انضمامهم إلى مسيرة الحق والتوحيد .. وأضاف: في شهر رجب الحرام وفي السنة الثامنة من الهجرة النبوية على صاحبها وآله أزكى الصلاة والسلام والتحية وفي الجمعة الأولى من هذا الشهر المبارك، كان اليمنيون على موعد مع أهم وأعظم حدث مرَّ بهم في حياتهم وفي تاريخهم، كيف لا يكون كذلك وهو اليوم الذي دخل فيه الإسلام إلى اليمن، وأعلن فيه اليمنيون دخولهم الإسلام، هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله لخير أمة أخرجت للناس، ولا غرابة أن يظل هذا اليوم خالداً في ذاكرة اليمنيين وله في نفوسهم قدر كبير من الاعتزاز والتبجيل يعكس اعتزازهم وتبجيلهم لهذا الدين الخالد، وقد استبشر الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه خيراً بدخول اليمنيين الإسلام، وعندما كتب الإمام علي رضي الله تعالى عنه وكرَّم وجهه إلى الرسول عليه وآله الصلاة والسلام بإسلام همدان فرح رسول الله وخرَّ ساجداً لله رب العالمين وقال “السلام على همدان ثلاثا”، وروى ابن عباس رضي الله عنهما “بينما رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله في المدينة قال الله أكبر الله أكبر جاء نصر الله والفتح، جاء أهل اليمن، قيل يا رسول الله من أهل اليمن؟ قال: قوم رقيقة قلوبهم، لينة طباعهم، الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية” .
ورغم هذا العدوان والحصار إلا أنه بفضل الله لم يفت في عضد اليمنيين ولم ينل من عزيمتهم بل زادهم قوة ورباطة جأش وصبراً وتحملاً وإذكاءً لروح الجهاد والمقاومة والمواجهة أمام من يريد النيل من كرامة اليمنيين واستقلالهم، فما كان ليكون هذا الثبات في مواجهة العدوان لولا تشبَّع اليمنيون بالعقيدة الإسلامية العظيمة واعتصموا وتمسكوا بكتاب الله عز وجل وهدي رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فاليمنيون أولو البأس الشديد، وما غزا غاز أرضهم إلا اندحر وانكسر، وشواهد الماضي والحاضر تظهر ذلك وتجلِّيه..
فاعتزاز اليمنيين بهذا اليوم وتمجيده يعكس اعتزازهم بهذا الدين العظيم وتمجيدهم له، وفي الوقت الذي نجد فيه أنظمة تتخاذل وتتراجع عن الاعتزاز بالقيم والتعاليم الإسلامية وتغذي وتشجِّع وتتبنى سلوكيات لا تمت للدين بصلة بل تنتهج وتسلك مسارات لا ترضاها شعوبها من أبرزها المواقف المتخاذلة إزاء القضية المركزية والمحورية للأمتين العربية والإسلامية، قضية فلسطين والقدس، وتتناغم مع المؤامرات والإجراءات التي تستهدف إفراغ القضية الفلسطينية من محتواها والنيل من القدس والأقصى وتتهاوى في مستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
وكما أذهل اليمنيون الأعداء والمراقبين والمتابعين بالانتصارات المتتابعة والإنجازات الكثيرة، وفي مقدمة هذه الإنجازات عملية “البنيان المرصوص” وعملية “فأحبط أعمالهم” وقبلهما عملية “نصر من الله” ، كذلك تداعى أبناء الشعب اليمني بكل فئاته الرسمية والشعبية لإعلان رفضهم لصفقة الذل.. وهذا ما يؤكد اعتزازنا بالهوية الإيمانية.

صدق الانتماء
الدكتور علي محمد الزنم- رئيس لجنة العلاقات الخارجية -عضو مجلس النواب –أشار إلى أن شعب اليمني كان منذ فجر التاريخ الإسلامي مدداً لم ينقطع لنصرة الحق حتى هذه اللحظة من تاريخنا المعاصر، وأكد أن قيم الحق والعدالة وصدق الرسالة هي خصائص تميَّز بها الإنسان اليمني، وقال: لا شك أن الجمعة الأولى من شهر رجب الحرام تعد نقطة فارقة في حياة الشعب اليمني، كيف لا وقد كانت موعداً لدخول اليمنيين في دين الله أفواجا والهداية والتوحيد لأعظم دين سماوي نزل إلى هذه الأرض على نبي العالمين محمد الصادق الأمين، ومن خلال أمير المؤمنين علي ابن طالب موفد الرسول الأعظم إلى أهل اليمن كان التدافع الإيماني الذي طرد الشرك والأصنام ونقل الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، وتحوَّل اليمنيون بأصالتهم وشجاعتهم وكرمهم وحبهم لدين الله إلى مدد لم ينقطع ولن ينقطع حتى قيام الساعة في نصرة دين الله والوقوف مع الحق ضد الباطل أينما كان وفي أي زمان، وها هي الهوية الإيمانية تتجسد في قلوب ووجدان اليمنيين وتواصل مسيرة الخير والعطاء والدين الحنيف الذي يعد نعمة كبيرة تستوجب الشكر والحمد لله على ما هدانا إلى الحق.. وأن نتذكر بإجلال وإكبار في رجب الحرام وفي كل يوم وشهر وعام نعمة الإسلام التي ستظل المحرك الأساسي من خلال هدي القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة هي مصدر ثقافة الشعب اليمني بها يعيش ومن أجلها يدافع ويجاهد لإعلاء راية الحق والدين ورفع الصوت عالياً في وجه المستكبرين، فالحق يعلى ولا يعلى عليه، وستظل جمعة رجب الذكرى التي أحدثت التحول الكبير في أجيال اليمن المتعاقبة منذ فجر الإسلام حتى يومنا هذا.

أنصار الإيمان
القاضي عمار محمد محمد الربيدي أوضح أن شعبنا اليمني بكل قبائله وفئاته قدّم نموذجاً إيمانياً نادر المثال في مسيرة الجهاد وإعلان دين الله، وبذلت قبائل اليمن مهجها وكل ما تملك في سبيل نصرة الرسول الخاتم..
وأضاف: إن الله كسا أهل اليمن حلل اليُمن والإيمان وخصهم بفضائل وعطايا زاهرة في كل زمان وحمى بلادهم من جراثيم الفجور والفسوق والطغيان، فإن الأمم بحاجة إلى إحياء تاريخها الذي يذكِّر الأبناء بمجد الأسلاف وما كانوا عليه من عز وسؤدد ورفاهية وأن العالم الإنساني قد استهل تاريخاً جديداً بظهور الدين الإسلامي الذي مزَّق شمل الشرك وبدَّد ظلمات الكفر والضلالة وجمع كلمة الأمة على دين الله القويم وصراطه المستقيم، ثم من هداه الله من الأمم الأخرى والشعوب المختلفة الكثيرة تحرَّر من قيود الجاهلية وأزال آثار وحشيتها الشنيعة وهمجيتها التي صارت مضرب الأمثال، وهذا العمل العظيم والإصلاح الواسع قد كان لليمن السعيد وأبنائه فيه اليد الطولى والمسعى المشكور والفضل غير المنكور، حيث لازالت بطون الكتب تحفظ لهم أجل الأنباء وأعظم الأخبار وأُجلّ الحوادث وأطيب الشهرة الحسنة، فهم من أعظم دوحة ظلَّلت على الإسلام وبذلت مهجها وكل ما تملك في سبيل نصرة الله ورسوله وإحياء معالم الدين وإقامة شعائره ومحاربة أعدائه حتى سمَّاهم الله أنصاره وأنصار رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، فيروى أنه في أول جمعة من شهر رجب المحرم دخل اليمنيون الإسلام أفواجا وجماعات وزمرا وصار عيداً بالنسبة لهم يختص بهم فرحة بدخولهم هذا الدين العظيم، كما اختصوا بها بأن كانت عيداً ثالثاً لهم عن سائر المسلمين، فرحة بهذا الدين العظيم واعتنقوا دين الواحد الأحد دين الإسلام والاستسلام لله وحده، فهم الذين قال الله فيهم ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ” وقال فيهم عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم ” إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا”.
قال الخازن في تفسيره عن عكرمة ومقاتل “إن المراد بالناس هم أهل اليمن فقد وقدم منهم سبعمائة إنسان على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنين”.. وقال النسفي “هم أهل اليمن يدخلون في ملَّة الإسلام جماعات كثيرة بعدما كانوا يدخلون فيه- أي غيرهم -واحداً واحداً، واثنين اثنين، وقال الطبري في تفسيره عن ابن عباس رضى الله عنهما قال بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة إذ قال: الله أكبر.. الله أكبر، جاء نصر الله والفتح وجاء أهل اليمن” وعن أبن عباس أيضا قال “إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرأ “إذا جاء نصر الله والفتح”، وقال: جاء أهل اليمن رقيقة أفئدتهم لينة طباعهم سخية قلوبهم عظيمة خشيتهم يدخلون في دين أفواجا”، فهذه الذكرى تذكّرنا بهذا الفضل وهذا الشرف وهذا الوسام الرباني المحمدي لأهل اليمن.. حفظ الله ديننا وبلادنا وأهلنا.

مناسبة جليلة
الأستاذ حسن سعيد الدبعي أوضح أن أول جمعة من شهر رجب الفضيل تمثل للشعب اليمني مناسبة ذات قيمة دينية جليلة كونها فاتحة دخول أهل اليمن دين الإسلام طواعية وباقتناع كامل.. وقال: تمثل الجمعة الأولى من شهر رجب مناسبة ذات قيمة دينية بالنسبة للشعب اليمني، في هذا اليوم الذي شهد إقبالاً غير مسبوق من اليمنيين على الدخول في الإسلام طواعية وباقتناع بعد استماعهم للرسالة النبوية التي حملها إلى قبائل همدان الإمام علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه ورضي عنه شارحاً لهم ركائز الإسلام وأساسياته وهدفه النبيل الذي ينقل الأمة من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد والتوجهات السمحاء التي تخرج الأمة من ظلمة الشرك إلى نور الإيمان.
لقد كان اليمنيون معروفين بانصياعهم إلى ما هو جيد وسمح، وبعيدين عن العصبية المقيتة.. ولهذا كان امتداح النبي صلى الله عليه وآله وسلم لليمنيين ليس تحصيل حاصل وإنما نتاج معرفة بالنفوس والقيم المتعارف عليها لدى اليمنيين منذ حكم سبأ وحمير والتبابعة .. ولقد كان لهم ما يؤكد هذا المدح النبوي بما قام به اليمنيون من أدوار رائعة عبر التاريخ الإسلامي المجيد والفتوحات العظيمة التي من ركائزها وعباقرتها قادة يمنيون أوصلوا الإسلام إلى شتى بقاع الأرض.
إن من يفتح قلبه وسمعه لصوت الرسالة المحمدية ويعتنق الدين الإسلامي بكل أريحية جدير بأن يحسب من الذين يعقلون ويميزون بين الحق والباطل ولهذا كان لليمنيين شرف الريادة والعلو عبر التاريخ.
ومن المفارقات العجيبة أنه في الوقت الذي يمجِّد فيه اليمنيون هذا اليوم التاريخي، يستقبل في أرض الحرمين حاخام يهودي جاء ليحرِّض على إيجاد قواعد تعامل بين اليهود والمسلمين تكون سطوتها في النهاية لصالح صفقة ترامب الملعونة.. وفرق بين من يمجِّد تاريخه وبين من يمسخ وجوده بطريقة مهينة ومذلّة.

قد يعجبك ايضا