الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء عبدالله الجفري لـــ”الثورة “: هجمات كبرى تنتظر العدو إذا استمرت غاراته
أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء عبدالله الجفري أن هجمات القوات الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر على الأهداف الاستراتيجية في دول العدوان ” ستكون هجمات كبرى إذا استمر العدوان في غاراته”.. منوهاً بأن منظومات الدفاع الجوي التي أزيح الستار عنها هي ” ثمرة جهود وخبرات تواكب تطور الصناعات الجوية العالمية التي يستخدمها العدوان في قصف المدنيين بدعم لوجستي أمريكي وبريطاني كبير”.
وأوضح الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء عبدالله الجفري أن هذه المنظومات ساهمت بشكل كبير في تحييد طائرات العدوان وإسناد تحقيق الانتصارات الميدانية الأخيرة في عمليتي “نصر من الله” و”البنيان المرصوص”.. كاشفاً عن تطور سلاح الجو اليمني المسيَّر وخوضه مؤخراً الحرب الالكترونية التي “أصبحت أهم بكثير من الحرب القتالية”، موضحاً حجم الاستفادة التي ستحققها في قادم الأيام على سير المعركة وخصوصاً في الساحل الغربي..
ما سبق وغيره في هذا اللقاء:الثورة /
أحمد السعيدي
بداية.. حدًّثنا عن أهمية منظومات الدفاع الجوي التي أزيح الستار عنها الأحد، ودورها في تغيير معادلات المعركة ؟
-أهمية هذه المنظومة كمنظومة صاروخية للدفاعات الجوية – وهنا بين قوسين للدفاعات الجوية- وتعريفا لذلك، فإن القوات المسلحة في أي دولة في العالم تتكون من ثلاثة محاور رئيسية هي القوات الجوية مع الدفاع الجوي والقوات البحرية مع الدفاع الساحلي والقوات البرية، وبالتالي عندما نتحدث عن القوات الجوية والدفاع الجوي فنقصد الطيران من الطائرات المتنوعة، أما الدفاع الجوي فيقصد به الصواريخ، وكذلك على مستوى القوات البحرية فالقوات البحرية يقصد بها الزوارق الحربية والقطع البحرية العسكرية المقاتلة، أما الدفاع الساحلي فيقصد بها المنظومة الصاروخية للدفاع واستهداف أي قطعة بحرية تريد اختراق المياه الإقليمية للدولة وحمايتها، وأيضا القطع البحرية المتواجدة في مياه الدولة .
ولذلك لا بد للطيران من صواريخ تحميه مثل المطارات كما القوات البحرية تحمي الموانئ والقواعد البحرية، وبالتالي منظومات الدفاعات الجوية التي أزيح الستار عنها “ثاقب 1” و”ثاقب 2 “و”ثاقب 3″ و”فاطر1 ” تعتبر منظومات مختلفة المهام ومختلفة التشكيلات وتتميز كل منها بمواصفات مختلفة عن الأخرى، فعندما نتحدث عن ثاقب 1 و2 و 3 مثلها مثل الطائرات الحديثة المتطورة عندما يبدأ التصنيع تجدهم يبدأون بتجربة ثم تطويرها وتوسيعها في المرحلتين الثانية والثالثة، ولو أخذنا على سبيل المثال طائرات الميج 17 عندما صنعت في خمسينيات القرن الماضي كانت حينها من الطائرات الحديثة والمتطورة في تلك المرحلة والفترة، ثم جاءت طائرات الميج 21 ثم 23 و25 و27 و 29 فتم تطويرها بما تتطلبه طبيعة المعركة وأيضا التطور التكنولوجي الحديث في هذه المعارك .
مميزات خارقة
* ما هي أبرز مميزات منظومات الدفاع الجوي الأربع المطوّرة محلياً؟
– لكل هذه المنظومات الأربع مميزات تتناسب مع الطيران المتطور الذي نتحدث عنه، وعندما نتكلم عن تحالف العدوان فنحن نتكلم عن أمريكا وفرنسا وبريطانيا تلك الإمبراطوريات التي تصنع تلك الأسلحة الحديثة والمتطورة وهم متفوقون في هذا الجانب خصوصا الطائرات من الجيل الخامس لتلك الجيوش مثل طائرات ترنادو وإف 16وميراج وفايتون، وهي طائرات مكلَّفة جدا ولديها من المواصفات القتالية الكثير وتحمل من الأسلحة المحرمة دوليا منها القنابل النووية والعنقودية والأسلحة البيولوجية وكذلك الصواريخ المدمرة التي تضرب السفن والمطارات وشبكات الرادار والتي تكون غالبا موجهة بالليزر والبعض منها عبر الأقمار الصناعية.
لذلك نجد أن سرعتها تفوق 2.5 ماخ، والماخ هو وحدة قياس لسرعة الطائرة والصاروخ وهو ما يعادل 1200 كيلو متر في الساعة وهذه سرعة فائقة، وأيضا مسألة الارتفاع فهي تحلَّق على ارتفاع عال “ما يقارب 20 ألف متر، ولذلك لا بد أن تبحث عن صواريخ تستطيع اللحاق بالطائرة وتكون سرعتها ضعف سرعة الطائرة وترتفع هذا الارتفاع الكبير، ولذلك نجد أن هناك اختلافاً في المنظومات الصاروخية، فالمنظومات الصاروخية التي تعمل بالوقود السائل أرض- أرض يطلق عليها صفة “الصواريخ الباليستية” وبين قوسين “باليستي” هي كلمة لاتينية ويقصد بها الصواريخ ذات المسار المنحني بشكل قوس من الأرض إلى السماء يتجاوز الغلاف الخارجي ثم يعود إلى الأرض، ومن الصواريخ ما تعمل بالوقود الصلب ولكل منهما خصائص ومميزات مختلفة.
تقنية باليستية
* هل تقصد أن صواريخ منظومات الدفاع الجوي المطوّرة محلياً تُجاري تقنية الصواريخ الباليستية؟
– ما يميز الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب صغر حجمها وقلة تكلفتها والسرعة الفائقة التي تمتلكها وكذلك الدقة في الإصابة، وهذا ما شاهدناه من خلال الإعلام الحربي عندما أزيح الستار عن صواريخ” بدرB 1 “و” بدرF ” التي استخدمت في الساحل الغربي والتي وصلت سرعتها إلى 4.5 ماخ لكنها صواريخ أرض – أرض، فالتطوير في الصناعات العسكرية يمكن تحويلها إلى “أرض- جو” لتحقق هدفها من خلال السرعة والدقة في الإصابة لكن ذلك يتطلب تحديثها والتعديل في منظوماتها وهذا يعتمد على الخبراء الفنيين في التصنيع العسكري..
وحقيقة أن هذه الصواريخ التي تم الإعلان عنها لا أستبعد أن تكون صممت من نفس خاصيات تلك الصواريخ لأننا شاهدنا العملية الأخيرة التي أسقطت طائرة العدوان من طراز “ترنادو” في مديرية المصلوب محافظة الجوف وذكر في التصريح بأنه صاروخ حديث ولم يتم الإعلان عنه، فمن المتوقع أن يكون من صواريخ منظومات الأمس، وقد حددت هذه المنظومة بأربعة موديلات تختلف عن بعضها في الموصفات لأن دول التحالف تمتلك طائرات حربية نفاثة حديثة وطائرات حوامة أو هيلكوبتر مثل الأباتشي وطائرات درونز مسيرة( بلا طيار) مثل MQ9 ،و 1MQ الأمريكية والطائرات الصينية CH4 وwing Iong وغيرها من الطائرات المسيَّرة التي أقل ارتفاع لها 7000 متر، ولذلك صنعت هذه المنظومات المحلية خصيصا لتلك الأنواع من الطائرات، فلا يمكنني أن استخدم صاروخ باليستي تصل سرعته إلى 5000 كيلو متر لإسقاط طائرة مسيَّرة .. هذا الصاروخ سأحتفظ به لملاحقة الطائرات الحديثة ذات الارتفاعات العالية مثل ميراج والترنادو وفايتون وإف 16 ”
إسناد المعارك
*ماذا عن دور هذه المنظومات الدفاعية في تحقيق الانتصارات العسكرية الأخيرة “نصر من الله” و”البنيان المرصوص”؟
– لقد لعبت المنظومات الدفاعية الصاروخية دوراً مهماً في الانتصارات الأخيرة كما في عمليتي “نصر من الله “و”البنيان المرصوص” ، فقد حيدت إلى حد كبير طائرات العدوان رغم أنه يراهن عليها في المناطق المكشوفة على عكس المناطق التي فيها جبال ووعورة ولا يستطيع تحقيق أي مكسب فيها، فاستطاع المجاهدون أن يتنقلوا من مكان إلى آخر ويغتنموا تلك الغنيمة، ولكن ليس بنسبة 100% فلا يوجد سلاح في العالم يحقق النصر بهذه النسبة فأمريكا في 2011م لم تستطع حماية أجوائها من هجمات11سبتمبر الشهيرة رغم أنها تمتلك من القدرات الدفاعية والصاروخية ما لا تملكه كثير من الدول وليس عندهم حرب ولا حصار، فما أريد قوله أنه على البعض ألا يعتقد أننا سنقضي على سلاح الجو المعادي نهائياً .
ومن المؤكد أن تكون هناك اختراقات فطائراتنا المسيَّرة تخترق الأجواء السعودية رغم امتلاكها دفاعات الباتريوت الحديثة ولكن لا بد أن نتحلى باليقظة والجاهزية وسرعة الانتقال وإخفاء أسلحة دفاعاتنا الجوية عن العدو الذي يمتلك الدعم اللوجستي الأمريكي والبريطاني عبر الأقمار الاصطناعية، ولا ننسى الجانب الاستخباراتي المهم وأهمية الطائرات المسيَّرة التي تكشف المواقع وتسقط الإحداثيات ويتم قصف النقطة بالتحديد ..لقد أصبحت المعركة الكترونية، ويجب أن نعمل على إيجاد شبكة رادارية مصاحبة لهذه المنظومات، والشبكة عبارة عن ثلاث عربات الأولى للهوائي والثانية للتحكم والثالثة للمولدات ويجب إخفاؤها عن العدو باعتبار أن الطيار يشاهدها بالعين المجردة.
أيضا الانتصار الكبير الذي حققته عملية توازن الردع الثالثة والتي استهدفت مواقع استراتيجية في مدينة ينبع السعودية وشاركت فيها 12 طائرة مسيَّرة وإن شاء الله ستكون العمليات المقبلة في حال استمر العدو في غاراته، أكبر وأكثر عددا من الطائرات وستشارك عدد من الأساطيل المسيَّرة في تنفيذ العمليات المقبلة.
حرب إلكترونية
* من زاوية عسكرية .. هل صار الرهان أكبر على الطيران المسيَّر والحرب الالكترونية في الوقت الراهن؟
-الطائرات المسيَّرة مع تطور العلم الحديث في عصر التكنولوجيا والمعلومات أصبحت أخطر من الطائرة المقاتلة الآهلة بالطيارين لصغر حجمها، فهي لا ترى بالعين المجردة وتحلَّق في الفضاء 24 ساعة وتستطيع من خلال الأجهزة الملاحية والاستخباراتية التي تحملها جلب المعلومات والكشف الراداري بالأشعة تحت الحمراء والكشف عن حقول الألغام الموجودة في باطن الأرض ولديها كاميرا رقمية تقوم بعملية إرسال المواقع والتحركات مباشرة إلى غرفة العمليات، ويمكنها أن تشاهد على بعد 150متراً بالإضافة إلى أن تصميم هذه الطائرة من مواد لا يستطيع الرادار كشفها ولذلك إسقاط هذه الطائرات يحتاج إمكانيات كبيرة جداً.
وبسبب هذا العدوان انتقلنا اليوم إلى الحرب الالكترونية، فهناك طائرات معادية استطعنا السيطرة عليها وإنزالها وهي سليمة دون أن يمسها أي أذى، وهذه الحرب الالكترونية تأتي عبر اختراق شفرة الطائرة وتردداتها والتحكم بها وهذا يعد من ناحية المكاسب إنجازاً، فالحرب الالكترونية معقدة وتحتاج إلى كفاءات ومتخصصين، فبدلاً من تدمير الطائرة وخسارة الصاروخ بإمكانك عبر الحرب الالكترونية والمعلومة الاستخباراتية الاستفادة من الطائرة المعادية وتحويلها للعمل معك وأيضا توفير كلفة الصاروخ الذي تطلقه عليها.
جبهة الساحل الغربي
– برأيك .. أي الجبهات استفادت أكثر من هذه المنظومات الدفاعية الجوية؟
– جبهة الساحل الغربي هي المستفيد الأكبر من هذه المنظومات، فمعركة الحديدة ستشترك فيها هذه المنظومة الصاروخية لأن الساحل الغربي يمتد شريطه الساحلي من جيزان إلى باب المندب وهي منطقة مكشوفة بإمكان الطيران أن يستهدف المجاهدين لأنه من يسيطر على السماء يسيطر على الأرض، ونحن ندرك أن هذا العدو عندما يحتل دولة يستخدم الطيران والبحرية ويضرب بصواريخه من مسافات بعيدة كما حصل في 2011م عندما قصفوا ليبيا بصواريخ توماهوك على مسافة أكثر من 2000 كيلو وكذلك سوريا.
– إذاً هذه المنظومات تغير قواعد الاشتباك في هذا العام الذي تم الإعلان عنه أنه عام الدفاعات الجوية تحت شعار “سماء اليمن ليست للنزهة”، ولذلك ستكون المنظومات رافداً للقوات البرية في الحديدة في عمليات الاقتحام وقطع خطوط الإمداد والتي تحقق نتائج كبيرة وبتكلفة منخفضة بالإضافة إلى منظومة الدفاع الساحلي التي ستشارك في قطاع البحرية، وهذا ما صرح به قائد الثورة في أحد خطاباته لدى تحذيره قوات العدوان من أي محاولة لغزو الحديدة وساحل اليمن الغربي.