نموذج للمسؤول القدوة

 

جميل القشم

من مدينة حجة حتى مديرية عبس تمتد مسافة الطريق نحو 110 كيلو مترات مربع يتخللها عشرات النقاط الأمنية لخارطة جغرافيا مهمة تثير شهية العدو لكن المال لا يسيل لعاب أبناءها وأبطالها المبندقين لمهمة صون الأرض والعرض والتحري من حركة دبيب النمل طولا وعرضا.
أيا كان السائق ذو هامة وقامة أو يحمل رتبته العسكرية وبطاقته الوظيفية التي تشير إلى حجمه ومنصبه وقاعدته الشعبية والرسمية ، يخضع لإجراءات التفتيش والوقوف لتنفيذ التعليمات والاجراءات بلا استثناء.
السائق هذه المرة هو المسؤول الأول على المحافظة فيما الطاقم المناوب ذهابا وإيابا ينفذ ذات المهمة ونفس الإجراء، وبابتسامة عريضة ومن دون ضجر يلتزم المحافظ المكافح الذي يصنع فارقا كبيرا في أدائه وبصمته القيادية أيا كان غرض الزيارة روتينية أو مهمة ومستعجلة.
تأخذك الدهشة وأنت في رحلة صدفة إلى جواره فتتساءل بحيرة وشك: لماذا هذا التواضع ولماذا يصر هؤلاء على التعرف على بطاقة هذا المسؤ ول ولماذا هم لا يعرفونه ولماذا هذا الشاب الوسيم يمتثل لإجراءات أفراد النقاط بكل صمت وهدوء؟!
زحمة طوابير السيارات لعشرات النقاط تقترب من بعضها البعض لحفظ الأمن قد تثير الانزعاج والملل لكن هذا القيادي لا يطلق لعنان نفسه نزعة الغرور والانتشاء بالمنصب ودافع الايضاح عن مبررات المهمة وضرورة الاستعجال ولا نزعة التعريف بهويته واسمه أثناء المرور من كافة النقاط الأمنية المنتشرة.
على امتداد الجغرافيا وأفق الزمان والإحساس بعظم وحجم المسؤولية وهوية الانتماء تحتضن اليمن تربة نقية يجسدها أنقياء شرفاء لا وجاهات ومناصب أحدهم محافظ حجة اللواء هلال الصوفي ، لتكتشف من رحلة مصادفة عنفوان نجاح لقيادي ليس لتصريف الأعمال الروتينية فتقف إجلالا لمواقفه وأقواله وتواضعه حد التأثر بقوة إرادته وسلوكه القدوة..!!

قد يعجبك ايضا