للشهداء تعظيم سلام

 

عبدالله الأحمدي
كما قال الإمام الخميني: (الشهداء هم خيرة أبناء الأمة) بل هم رافعة المجد للوطن الواقف في وجه العدوان.
قطرة دم من شهيد تُعد حائط صد في وجه العدوان الغاشم الذي يقوده الطاغوت السعوأمريكي وعيال إمارات البغاء في أبو ظبي وغيرهم من العملاء.
على اليمنيين أن يفخروا ويحتفلوا بيوم الشهيد، وأن يرفعوا رؤوسهم عالياً، فقد صمدوا في وجه أحقر عدوان رجعي امبريالي مستهتر بكرامة الإنسان وسيادة الشعوب وهزموا أعتى رجعية مالية في العالم ومرَّغوا أنفها في التراب، ووصلوا إلى عُقر دارها وأبعد من ذلك، وحولوا صمودهم إلى هجوم، وأصبحت مملكة الشر تستجدي العالم للتوسط لدى اليمنيين لإيقاف الهجمات عليها.
كل هذا الصمود وهذه الانتصارات ما كانت لتتم لولا تضحيات الشهداء الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل تحقيق الانتصارات وإعلاء راية الكرامة لشعب اليمن الجبار المتمسك بأرضه وبحقه في الحياة الكريمة.
لقد أعادت تضحيات الشهداء لليمن ذكره بين الأمم، واعترف من كان جاهلا بوجود شعب في غرب جزيرة العرب له أمجاد حضارية وتاريخ مشرف في مسيرة البشرية.
كسر اليمنيون بتضحياتهم عنجهية بعران الصحراء وعلموهم أن الحياة ليست أموالاً، بل كرامة، وأن كرامة الأوطان لا تباع، حتى وإن سقط البعض أمام بريق الأموال.
إن عظمة الشعب اليمني هي من عظمة شهدائه الذين صنعوا النصر والعزة.
هذا شعب الشهادة والتضحية، فقد دخلت الشهادة كل بيت في اليمن طولاً وعرضاً، ومعها دخل الفخر الذي تتحلى به كل أسرة شهيد.
نعم.. اليمنيون صنعوا كربلاء جديدة على طريق الشهيد الحسين بن علي سبط النبوة وما زالوا سائرين على النهج.
خمس سنوات ودم اليمنيين يسمد ويروي تراب اليمن، ويلقن العدوان ومرتزقته وأعوانه دروساً في فن التضحيات وحب الأوطان.
أصبح المقاتل اليمني صانع بطولات أسطورية لا تنكسر أمام كل صنوف الموت التي يتفنن بها العدوان وأنذاله الجبناء.
انتصر الدم على السيف، وانتصرت العين على المخرز، وانتصرت البندقية على الصاروخ والدبابة، وبقي اليمن رمزاً للنضال والتضحيات يختط طريق السيادة والاستقلال لكل الأحرار المدافعين عن أوطانهم في وجه المعتدين، إنها إرادة الحق ضد الباطل. صاحب القضية دائما منتصر، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.
كان العدوان ولا زال يرتكب المجازر في المدن والقرى في محاولة منه لكسر إرادة المقاتل اليمني، لكن هذا المقاتل الأسطورة لم ينثن، بل واصل تقدمه لكسر عنجهية العدوان والوصول إلى عمق أراضيه رغم التفوق الجوي والبحري الذي استعان به العدوان من الدول الامبريالية.
اليوم ونحن نحتفل بيوم الشهيد نحتفل بالانتصارات والتفوق العسكري والأخلاقي على حثالات العدوان ومرتزقته الهمج الذين جلبهم من كل أصقاع العالم.
أحذية الشهداء الممزقة وملابسهم الرثة، وسيرهم العطرة يجب أن تدخل متاحف التاريخ، ويجب أن تُدرَّس في الكليات العسكرية. فهذا المقاتل البسيط بسلاحه الفردي هزم أقوى الأسلحة الأمريكية والأوروبية، وجعل من دبابات أمريكا حطاماً ورماداً.
وفي هذا اليوم المجيد على كل اليمنيين أن يدونوا كل قصص وسير شهدائهم الأبطال الذين سقطوا في هذه الملحمة البطولية، وأن يهتموا بالشهداء وذويهم ويصنعوا من بطولاتهم حافزاً لحب الحياة والمجد والبطولة.
لقد جعل اليمنيون الأحرار الشهادة عشقاً ومنحة ربانية يتسابقون لنيلها، فبورك هذا الشعب العظيم وبوركت قيادته الربانية ومسيرته القرآنية.
وأخيراً مع قول الحق جل وعلا (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) وصدق الله العظيم.
الرحمة والخلود لكل الشهداء، والمجد للوطن، والحرية للشعب، والخزي والعار للمعتدين وعملائهم.

قد يعجبك ايضا