متفائلون بنجاح الحوار وعبور اليمن إلى مستقبل أفضل
نركز على تحسين أداء الاقتصاد اليمني ومكافحة الفساد وتشغيل الشباب
, الاحتفال بيوم الأمم المتحدة تذكير بأهمية دورها في حل النزاعات
يؤكد المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن الأمم المتحدة تولي العملية الانتقالية اهتماماٍ كبيراٍ مشيراٍ إلى أن المنظمة الدولية فخورة بمشاركتها في إنجاح الحوار الوطني.
وفي حديث لـ»الثورة« تطرق ولد الشيخ إلى عدد من القضايا المتعلقة بالوضع الإنساني والدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في توفير التمويلات اللازمة لتنفيذ البرامج الإنسانية منوهاٍ بأن اليمن يعد ثاني بلد في العالم يعاني من سوء حاد في التغذية.. وهذا نص اللقاء:
رسالة إلى العالم
> ماذا يعني لكم الاحتفال باليوم العالمي للأمم المتحدة¿
- نحن عندما نحتفل باليوم العالمي للأمم المتحدة نوجه رسالة شعوب العالم مفادها أنه برغم أن هناك أزمات كبيرة وتحديات كبيرة تواجه الكثير من الدول خصوصاٍ الفقيرة لكن هناك إنجازات تحققت وتقدماٍ كبيراٍ حققته الأمم المتحدة منذ إنشائها وحتى اليوم ومنها ما يتعلق بأهداف الألفية ومنها ما يتعلق بتحسين الوضع الإنساني لملايين البشر في أرجاء المعمورة وتحسين الخدمات الصحية وتوفير الغذاء للملايين من الجائعين في أنحاء مختلف العالم.
ومن خلال الاحتفال بهذه المناسبة نود التركيز على أن العالم يحتاج إلى هذه المنظمة لحل كثير من الأزمات التي يواجهها على مختلف الأصعدة.
18 منظمة و« 988»موظفاٍ
> وعلى ماذا يركز برنامجكم الاحتفالي في اليمن¿
- برنامجنا الاحتفالي في اليمن يتضمن عقد لقاء إعلامي مع عدد من الإعلاميين والصحفيين وإطلاق الفيلم الوثائقي «الأمم المتحدة والناس في اليمن» وهو فيلم وثائقي قصير يعطي فكرة عن جزء من جهود وأعمال منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن والتي يصل عددها إلى »18«منظمة يصل عدد موظفيها من اليمنيين إلى حوالي»788«موظفاٍ بالإضافة إلى قرابة »200«موظف دولي منتشرين في عموم مكاتب الأمم المتحدة في الجمهورية اليمنية.
ومن خلال هذا الفيلم القصير تعرض البرامج والمشاريع التي تقدمها هذه المنظمات وكذا حجم المستفيدين منها في المجالات الإنسانية والتنموية وغيرها من البرامج.
ثلاثة مسارات
> حدثنا عن مسارات واتجاهات الدعم الذي تقدمونه لليمن خصوصاٍ خلال الفترة الانتقالية¿
- كما تعلمون أننا نقوم بتنسيق كامل مع الحكومة اليمنية فيما يتعلق ببرنامج الدعم المقدم لليمن يستجيب للفترة الانتقالية والمسمى »برنامج الاستجابة« فعلى المستوى السياسي تعلمون أن السيد الأمين العام للأمم المتحدة له مستشار خاص لليمن هو السيد جمال بن عمر يقوم بدعم العملية السياسية فيما يتعلق بالحوار الوطني وما يتعلق بمخرجات الحوار وإعداد الدستور في التحضير للانتخابات المقبلة حيث إن هناك دعماٍ هاماٍ تقدمه الأمم المتحدة للعملية السياسية ويدخل في إطار دعم المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية لها.
أما فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية أريد أن أعطيكم أرقاماٍ تلخص الوضع الإنساني في اليمن حيث إن هناك قرابة 10 ملايين يمني يحتاجون إلى مساعدات غذائية و13 مليون يمني لا يحصلون على ماء الشرب النظيف بسبب تلوث المياه وهناك مليون طفل يمني في الفئة العمرية »صفر – 5« سنوات يعانون من سوء حاد في التغذية حيث تصنف اليمن بأنها ثاني بلد يعاني من سوء حاد في التغذية في العالم بعد أفغانستان ولهذا فإن موضوع الغذاء في اليمن يعتبر من المواضيع المحورية التي تعطيها منظمة الأمم المتحدة الأولوية في برامجها وأنشطتها.
إضافة إلى ما يعانيه اليمن من ظروف إنسانية صعبة هناك يتقبل أعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين القادمين من القرن الأفريقي البالغ عدد المسجلين منهم حوالي »350« ألف لاجئ في أن أعداد اللاجئين والمهاجرين من غير المسجلين قد يتجاور هذا الرقم كما أن هناك ما يناهز نصف مليون نازح داخلي بسبب الحروب والأحداث التي حدثت في كل من صعدة وأبين.
هذا الصورة التي أردت أن أشير إليها واستجابة لذلك قمنا نحن كمنظمات تابعة للأمم المتحدة بتحضير برنامج إنساني بتكلفة إلى »703« ملايين دولار وحصلنا حتى الآن على حوالي نصف المبلغ – ما يزيد عن »320« مليون دولار – من تمويلات ونتدخل في عدد من القضايا الصحية والتعليمية وحماية الأطفال وتوفير الغذاء فعلى سبيل المثال شهد العام الماضي انتشار مرض الحصبة ومات جراء هذا المرض حوالي »177« طفلاٍ يمنياٍ في أقل من شهرين وعندها قامت منظمة الصحة العالمية واليونيسف بالتطعيم والتلقيح لم يحدث بعدها أي حالات وفيات والحمدلله وهذه أدلة على النتائج الإيجابية التي نحصل عليها على واقع الأرض ونحن كمنظمة إنسانية تدخلنا الإنساني ليس له علاقة في السياسة ونعمل بالتعاون مع الحكومة اليمنية ومع المجتمع المدني ومع السلطات المحلية من أجل إنجاح البرامج الإنسانية.
دعم البرامج الإنسانية
> وهل هذه المبالغ المرصودة كافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية¿
- لا شك أننا لم نحصل على كافة التمويلات المالية لتنفيذ البرامج والأنشطة الإنسانية ونحب أن نذكر أصدقاء اليمن أن البرامج الإنسانية هامة جداٍ ولن يحصل استقرار في اليمن دون دعم البرامج الإنسانية.
كما أحب أن أشير إلى أنه بقدر ما هناك صعوبات وتحديات تواجهنا في هذا المجال هناك أيضاٍ إنجازات وتقدم ملحوظ.
وبشأن البرامج والدعم التنموي لليمن نحن نعمل الآن مع الحكومة اليمنية للتحضير لما بعد الحوار الوطني من خلال الإعداد لخطة تنموية على المدى الطويل ونحن نعمل في هذا السياق مع عدد من الشركاء ومنهم البنك الدولي لما بعد فترة الحوار الوطني نريد من خلالها أن نحدد برنامجاٍ تنموياٍ وعلى سبيل المثال نحن نركز على نقطة هامة تتمثل ببرنامج تشغيل الشباب والذي يعتبر من أولويات عملنا للخطط التنموية لفترة ما بعد الحوار الوطني حيث إننا قدمنا خطة كبيرة في هذا المجال وتقدمنا بها إلى اجتماع أصدقاء اليمن الأخير الذي عقد في سبتمبر الماضي في نيaويورك- كما أن لدينا خطة تتمثل بمسح وإحصاء حقيقي لحجم العمالة اليمنية وهناك شراكة كبيرة ما بين الدولة والمجتمع المدني في هذا المجال وهذه بعض الأمثلة التي تقوم بها في القضايا التنموية كما أن لدينا برنامجاٍ لدعم قدرات الكوادر الحكومية حيث لدينا خبراء يعملون مع الحكومة لوضع الخطط التنموية على المدى الطويل.
شريك فاعل
< تتعاظم مسؤولية الأمم المتحدة في المناطق التي تشهد تحولات سياسية واضطرابات وحروباٍ كيف واكبت أنشطتكم وبرامجكم هذه القضايا في اليمن¿
– كما أشرت سابقا إننا في احتفالات اليوم العالمي للأمم المتحدة دائما ما نتذكر أن الأمم المتحدة هدفها الأساسي هو تحقيق البيئة الملائمة للسلام.
ونحن إذا نظرنا إلى الأزمة في اليمن كنا شركاء في بلورة وتنفيذ المبادرة الخليجية على أرض الواقع من خلال ما يقوم به مستشار الأمين العام للأمم المتحدة وممثله في اليمن السيد جمال بنعمر الذي ساهم كثيرا في خلق مناخ ملائم للانتقال السلمي للسلطة والتحضير للحوار الوطني الذي شارف على نهايته ونحن ننظر إلى مؤتمر الحوار الوطني بأنه خطوة يحتذى بها حيث إن اليمن هو البلد الوحيد بين الدول الربيع العربي الذي استطاع الفرقاء مناقشة كافة قضاياهم عبر الحوار صحيح أن هناك بعض العراقيل لكن ما وصل إليه اليمن عبر مؤتمر الحوار إنجاز كبير ونحن في الأمم المتحدة فخورون جداٍ أننا كنا ومازلنا شركاء في إنجاح الحوار الوطني.
كما أننا الآن بصدد التحضير للانتخابات المقبلة والتي ستقام عبر طريقة إلكترونية وسيكون من الصعب التزوير فيها أو التلاعب بنتائجها- وهذا إنجاز كبير للمستقبل لليمن الديمقراطي.
وكما تعلمون أن الأمم المتحدة أولت عملية الانتقال السلمي في اليمن اهتماماٍ كبيراٍ وتمثل ذلك بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بنفسه إلى صنعاء وكان الهدف من زيارته إلى اليمن هو إرسال رسالة إلى العالم مفادها أن الأمم المتحدة تقف إلى جانب اليمن واعتراف من الأمم المتحدة بما حققه من إنجازات خلال الفترة الانتقالية رغم التحديات الكبيرة التي واجهها اليمن خلال هذه المرحلة.
كما أن اليمن تعتبر اليوم من أولويات عمل الأمم المتحدة وعلى سبيل المثال عملية إنشاء المكاتب التابعة للأمم المتحدة حيث صارت بالمرتبة الثانية على مستوى المنطقة العربية من ناحية الحجم ومن ناحية التمويل لأن الأمين العام ينظر إليها بأنها بلد تستحق كل الدعم والموارد التي يحتاج إليها كما أن زيارة الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن إلى اليمن خلال الأشهر الماضية كان لها بعد ودلالة كبيرة على مدى الاهتمام الذي توليه المنظمة الدولية والعالم لليمن.
حلول يمنية
< رغم وصول مؤتمر الحوار الوطني إلى مرحلة الأخيرة لكن هناك بعض العقبات المرهون حلها بتدخل الأمم المتحدة كيف تنظرون إلى ذلك¿
- مؤتمر الحوار مايزال مستمراٍ وتعلمون أن السيد بن عمر سيزور اليمن ومعه فريق من المتخصصين الخبراء الذين سيقدمون التسهيلات والدعم المطلوب لمواجهة الصعوبات التي تحدث في مؤتمر الحوار الوطني ولكن نحن رسالتنا ورؤيتنا دائما أن لن يحل أي شيء إلا بالتفاهم بين الأطراف اليمنية المتحاورة لأن القضية في الأساس هي قضية اليمنيين وهم المعنيون بحل قضاياهم لأن الأمم المتحدة دورها داعم مساند للأطراف المتحاورة سواء من خلال الخبرات ونقل تجارب البلدان الأخرى أو من ناحية تسهيل الاجتماعات وتقديم الدعم الفني والتقني ولكننا في الأساس نركز على ما سيقوم به اليمنيون وما ستخرجون به من حلول.
قضايا سلبية
< ما هي الأولويات التي ستركزون عليها في خططكم وبرامجكم المستقبلية في اليمن
- توجهاتنا المستقبلية تتمثل في إعداد البرامج والخطط لفترة ما بعد الحوار الوطني كما أشرت سابقاٍ وستركز خططنا وبرامجنا على تنمية قدرات الاقتصاد اليمني من أجل خلق فرص عمل لأن رؤيتنا في هذا المجال أنه لن يحصل أي استقرار في البلد لن يحصل من خلال القضايا السياسية فقط ولابد أن تؤخذ في الاعتبار إيجاد فرص عمل للشباب وأصحاب المؤهلات والتركيز على التعليم والتربية من أولوياتنا حيث إن المسح الذي قمنا به لأولويات اليمنيين ما بعد 2015م أظهر أن غالبية اليمنيين المصوتين معنا في هذا المسح صوتوا لصالح التربية والتعليم باعتبارها أول الأولويات التي يحتاجها اليمنيون إذا نحن ننظر إلى المستقبل اليمني ونتشاور مع شركائنا ونحن متفائلون بمستقبل اليمن لأن ما تم إنجازه حتى الآن كبير جداٍ يصل برأيي إلى %85 وبرغم أن هناك قضايا لاتزال تواجه صعوبات لكني كما قلت متفائل جداٍ بأننا سنحصل على النتائج الإيجابية التي تنقل اليمن إلى واقع أفضل على كافة المستويات.
تجديد الدعم الدولي
