أمريكا ودول الاستكبار، والأطماع الاستعمارية

عبدالرحمن الشرفي

أمريكا تقود استكبارا عالميا.. ولها حلفاء من الدول الأوروبية، وإسرائيل، وعربان نجد، والخليج..
فقد عاثت أمريكا في الأرض فسادا، ولا زالت تعيث بالفساد.. مباشرة، أو عبر أدواتها في المنطقة..
فكم قد عملت أمريكا على تدمير بلدان، وإبادة شعوب، وخراب دول، وإفقارها، وإذلالها، واحتلالها.. من إبادة هيروشيما ونجازاكي بالنووي..
إلى احتلال فيتنام، والمجازر ، والجرائم الوحشية التي ارتكبتها بها.. إلى احتلالها لأفغانستان، مستخدمة القاعدة.. تحت ذريعة محاربة الشيوعية.. وما زالت تحت احتلالها إلى الآن.. إلى احتلالها للعراق.. وما صنعت بالعراق من قتل، وبشاعات، وسجون للتعذيب، والإهانة، والإذلال.. مثل سجن أبو غريب، وغيره من السجون..
إلى دور أجهزتها الإستخباراتية التي عملت على إنشاء القاعدة سابقا، وداعش لاحقا.. لتكون أدوات لها في المنطقة.. تنفذ مخططاتها، وتتخذها ذريعة للتدخل في شؤون الدول العربية.. بحجة ملاحقة، ومحاربة الإرهاب..
لتفرض سيطرتها وتمد نفوذها.. لتصل إلى ما تريده من إضعاف للدول العربية.. وتمزيقها، وتفريقها، وتشتيتها، وتدمير جيوشها.. من أجل ألا تكون هناك قوة تقف أمامها.. لتحقق بذلك أطماعها الاستعمارية.. بشتى الطرق، والوسائل المختلفة.. لنهب خيرات، وثروات هذه البلدان..
وكل ما يجري الآن في البلدان العربية، والإسلامية.. من سوريا، إلى العراق، إلى لبنان، إلى غزة، إلى ليبيا، إلى اليمن لا يزال ضمن تلك المخططات، والسياسات الاستعمارية لدول الاستكبار العالمي أمريكا وحلفائها..
وما يجري من عدوان على اليمن لا يزال يندرج ويتصل بما يجري في المنطقة من محاولة دول الاستكبار العالمي أمريكا، وحلفائها.. لكسر محور الممانعة، والمقاومة، والمناهضة للهيمنة الإستكبارية الأمريكية..
فمن سوريا إلى العراق إلى لبنان إلى غزة وإلى اليمن.. المخطط واحد..
ثم لما كان رفض الظلم والتسلط من قبل الولاة له ارتباط كبير بمنهج أهل البيت عليهم السلام الذين لا يجوِّزون طاعة ولي الأمر الظالم تجد أن محور الممانعة هي الدول، والأحزاب، والحركات المنتمية إلى منهج أهل البيتوقد وقف معهم في هذه الممانعة كثير من المتحررين من قيود الموروث من سائر الطوائف الإسلامية من الشافعية، والحنفية، والمالكية، والحنبلية.. والذين لم يتأثروا بالوهابية..
بل وهناك متحررون من سائر الملل، ومن كثير من الدول، وبعض الأنظمة الغربية رفضت الاستكبار الأمريكي ووقفت ضده مناهضة له..
أما التيار الوهابي التكفيري، والدول، والحركات المتبنية له والذين تأثروا به من سائر الطوائف فقد وقفوا مع دول الاستكبار كأداة إجرامية بشعة، لتنفيذ مخططات الهيمنة الإستكبارية الأمريكية، وتحقيق أطماعها الاستعمارية، في المنطقة..
ففي حقيقة الأمر قضية الصراع والأحداث الجارية في المنطقة هي بالدرجة الأولى قضية صراع سياسي بين دول الاستكبار، ودول الممانعة .. إلا أنه أخذ بعدا طائفيا.. نتيجة لأن دول الاستكبار، وأدواتها في المنطقة، استخدموا الطائفية، كأحد أسلحتهم الأكثر فتكا، فعملوا على إثارتها بكل قوة، فتراهم، في تعبئتهم، وفي إعلامهم، وخطبهم.. يقولون إنهم يقاتلون الشيعة الروافض.. ويصفونهم بأنهم مجوس يعبدون الأضرحة والقبور.. فهم بذلك كفار مشركون مستباحو الدم، والمال، والعرض، يقتلون نساء ورجالا وأطفالا وشيوخا، وبذلك صدرت فتاوى التكفير، وتبرير القتل، والنسف، والتفجير، والقصف ..
فلذا نحن نؤيد، وكل متحرر في العالم يؤيد.. كل تلك الدول، والأحزاب، والحركات المناهضة لذلك الاستكبار والطغيان والصلف الأمريكي..
نؤيدهم في تلك المناهضة.. كدولة فنزويلا ورئيسها الراحل تشافيز، وخلفه مادورو السائر على منواله في مناهضة أمريكا.. وكدولة كوبا وزعيمها فيدل كاسترو، وكذلك جمهورية إيران الإسلامية، ودولة سوريا.. والعراق، وحزب الله، وحركة أنصار الله، وحركة الجهاد الإسلامي، وحركة حماس..
وذلك التأييد إلى جانب المناهضة.. من الواضح أنه لا يعني الاندماج في كامل ثقافة تلك الدول أو الأحزاب أو الحركات.. ولا الانخراط في جميع قناعاتهم.. بل ربما يحصل الالتقاء في الكثير أو البعض من تلك الثقافات والقناعات.. وأما الجامع المشترك الذي حصل الالتقاء والاتفاق حوله والتأييد له فهو قضية وثقافة المقاومة والممانعة والمناهضة للظلم والتسلط والهيمنة الإستكبارية.. ثم يبقى للإنسان انتماؤه، وتظل له عقائده ومبادئه وقناعاته وثقافته التي يحملها ويقتنع بحملها، والانتماء إليها.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين.

قد يعجبك ايضا