كاسترو.. آخر العمالقة المحترمين..!!
فؤاد عبدالقادر
لم يبق إلا فيدل كاسترو.. وبرحيله يرحل عصر بكامله.. بكل ما جرى فيه من أحداث غيَّرت مجرى التاريخ وقلبت الخارطة السياسية في العالم الثالث، وأمريكا اللاتينية..
غابت وجوه مؤثرة على مستوى السياسة الدولية، وبرزت وجوه جديدة لعبت أدواراً فاعلة ومؤثرة فرضت مفاهيمها وأسلوبها ومبادئها على العالم وأدارت الصراع السياسي بحنكة وقدرة كبيرة..
سيذكر التاريخ أنه في مرحلة من مراحل هذا العصر ظهر في منطقة البحر الكاريبي وعلى بعد ثلاثين ميلاً بحرياً من ولاية فلوريداً “فيدل كاسترو” الذي حكم كوبا بعد أن قاد الثورة ضد نظام باتيستا الفاشي.. وعلى الرغم من فضيحة خليج الخنازير والحصار الأمريكي الظالم والاستغلال والاستبداد والعنصرية لا يزال يقاوم كل ذلك..ليتحقق احترام العالم..!!
ولأن كوبا من المؤسسين الرئيسيين في منظمة عدم الإنحياز والحياد الإيجابي، فقد حضر أحد المؤتمرات، وبعد جلسة الافتتاح غادر قاعة المؤتمر إلى بلاده..
ولا غرابة أن تحدث المغادرة قبل اختتام المؤتمر، فالرجل شعر بالغربة والضياع.. تلفت يساراً ويميناً فلم يجد إلا الفراغ القاتل..
كان إذا ما حضر المؤتمر يجلس على يساره “جوزيف بروز تبتو” وعلى يمينه عبدالناصر وأمامه سوكارنوا ونهرو.. كانوا يشاركونه هموم شعبه وأمته.. يشدون من أزره.. يتبنون مواقف كوبا في وجه الظلم.
واليوم من يجلس بجانبه في المؤتمر من؟ “شفيق يا راجل”.. إلى أسياسي أفورقي..وميليس زيناوي.. فكان الهروب من جلسات المؤتمر إلى كوبا..