إلى أصحاب السمو.. الشهداء
عبدالملك سام
في ذكراكم يصعب علينا أن نرثيكم، أو أن نكتب بعض الكلمات عنكم أيها الشهداء الذين رحلتهم عنا، هناك حجاب بين كلماتنا ومقامكم العالي، يا من تشرفنا بمعرفتكم لفترة قصيرة في هذا الزمن البخيل، يا ليتنا عرفنا برحيلكم قبل موعده… عزاؤنا الوحيد لفقدكم هو أننا نعرف بما تنعمون به من تكريم، فهنيئا لكم الفوز العظيم..
نحن هنا.. نعيش في ظل ما قدمتم عزا وكرامة، وفقدكم ملأنا شموخا وتصميماً على إنهاء ما بدأتموه، ولن نرتاح حتى ننزع قلوب المستكبرين، وحتى نزلزل عروش الطغاة، وحتى يعرف جميع من في الأرض قيمة العطاء الذي وهبتم لنا إياه، وحتى نملأ الأرض عدلا ونقضي على الفساد والمفسدين، وهذا أقل ما نقدمه أمام دمائكم الزكية..
خطاكم هي دستورنا، ونهجكم هو عهدكم لنا، لن نحيد أو نميل حتى نثأر ممن ظلمنا وظلمكم.. كونوا على ثقة بأننا بفقدكم قد ازددنا يقينا بصوابية ما بدأتموه يا أشرف الناس، لن نتراجع حتى نكمل الطريق، حتى نلقاكم ونحن محل فخركم واعتزازكم كما أنتم بالنسبة لنا..
فلتهنأوا بالنعيم.. أسركم هم أهلنا، ولن يخيب ظنكم بنا، سنرعى من تركتموهم أمانة في أعناقنا حتى يكتب الله لنا ما كتبه لكم أو ننتصر لقضيتكم العادلة التي من أجلها تركتم أهاليكم حبا في عيش الكرامة وفي سبيل الله، أنتم يا من عبرتم بتضحيتكم عن حبكم لله وللمستضعفين، نقول لكم إننا على العهد، فلا تقلقوا..
لقد تركتم لنا ميراثاً من القيم والعطاء، مازلنا نسمع دعاءكم وأنتم في محاريب الصلاة، ومازلنا نصغي لوقع أقدامكم وصرخات الحق في ميادين الكرامة، والأرض التي مشيتم عليها ما زالت تعبق بعطر شجاعتكم.. هنا كانوا رجالا طاروا بأجنحة العشق الإلهي لموعدهم المنتظر، هناك صاروا خالدين حيث الملائكة تغبطهم، وحيث النعيم يتشرف بقدومهم، وحيث يستبشرون بمن يمشي على خطاهم ولم يلحقهم بعد.. فهنيئا لكم.. سلام سلام أيها الصادقون..
ملاحظة : إذا ما بكينا فقدكم فاعذرونا، فهي دموع الشوق وليست دموع الأسى..