خلاصة القراءة الموجزة لعدد من الآراء لأبناء محافظة أبين حول استقبالهم عيد الأضحى المبارك وكيف قضوا أيامه الأولى ممكن استخلاصها بأن أبين كان من المفترض أن تكون كما كانت قبل سنوات ليست بقليلة عندما كانت قبلة سياحية لكل اليمنيين لما تتمتع به من مناخ جغرافي متنوع ومتعدد بتعدد التقسيم الإداري والجغرافي للمحافظة مناطق ساحلية مرتفعة ومتوسطة الارتفاع وكان يمكن أن تكون كذلك اليوم مقصدا للجميع من كل مناطق اليمن لقضاء إجازاتهم وأعيادهم الدينية كعيدي الفطر وعيد الأضحى المبارك لو تمت وبمسؤولية إعادة تأهيل مناطق الجذب السياحي المنتشرة في كثير من المناطق ناهيك عن توفير مقومات الأمن والاستقرار الحياتي والمعيشي.
أبناء أبين تحدثوا عن عظمة المناسبة وعن أبرز وجوه القصور الإداري وتحدثوا عن تهديدات عناصر القاعدة التي أزهقت روح البهجة والفرح لمثل هكذا مناسبة كما تحدثوا عن تهان مخنوقة وعن عادات قالوا إنها تحتضر وأكدوا أن أهم صور البهجة والفرح المرتبطة بهذه المناسبة الدينية العظيمة كانت مشوشة تماماٍ في عيون الكبار ولم تتضح إلا في أحايين قليلة بعيون بعض الأطفال التفاصيل نتابعها في السياق التالي..
الأخ/محمد أحمد يسلم السنيدي وهو تربوي وملحن غنائي وأحد أعضاء فريق سقيفة التراث بأبين بدأ حديثه بتهنئة من القلب لكل أبناء الشعب اليمني حيث قال: أبدأ حديثي عن هذه المناسبة الدينية العظيمة بتهنئة الشعب اليمني بكل أطيافه أينما وجد في هذا الوطن العزيز والغالي وإنها لمناسبة للدعاء للوطن بالتعافي والخروج من هذه المرحلة القاسية والصعبة بحلول شافية من خلال مؤتمر الحوار الوطني وذلك لكل قضايا اليمن ومشكلات اليمنيين.
حالة الفقر
وعن الاستعدادات التي استقبل بها أبناء أبين مناسبة عيد الأضحى المبارك قال: لقد كان ومن الطبيعي أن تكون الاستعدادات وخاصة على المستوى الشعبي ليست بالمستوى المطلوب نتيجة لعدد من الأسباب أهمها حالة الفقر وعدم الاستقرار النفسي وتعاظم المشكلات في ظل انعدام الحلول وعدم الرقابة على الأسعار مما نتج عنها من فوضى تجارية يسود فيها الجشع والمزاج في بيع السلع الأساسية وغيرها بالإضافة إلى تراجع الدور الإنساني للجمعيات الخيرية وعطاء أصحاب الأيادي البيضاء تجاه الفقراء والمساكين وإن وجد منها فهو نادر جداٍ لا تخلو مثل تلك الأنشطة من النزعة الحزبية والهدف السياسي.
ويواصل الأخ/السنيدي حديثه: لقد كان استقبال الغالبية العظمى من أبناء محافظة أبين لعيد الأضحى المبارك استقبالا دينيا وهو الأهم ولكن غابت بعض الأهمية لجواب مهمة أخرى ومنها روح التسامح والإحساس بالآخر وروح التكافل الاجتماعي وإحياء العادات والتقاليد نتيجة لضيق الحال وبدت فيه تلك العادات وكأنها تحتضر أو في طريقها للنسيان فالمواطن كان يعمل ألف حساب لزيارة الأهل خلال أيام العيد أما اليوم وفي ظل هذه الظروف الصعبة فقد أصبحت هذه العادات الحميدة حصرا على القادرين نتيجة لارتفاع تكلفة المواصلات بلا حسيب أو رقيب.
ويوضح الأخ /السنيدي أكثرفيقول: لقد غابت كل صور الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة خاصة الاحتفالات الشعبية والتي كانت في أحلى حللها سابقاٍ والتي كان يبدع في تقديمها المبدعين ويعود السبب في ذلك لعدم وجود التشجيع والدعم والاهتمام نتيجة لاتساع فجوة انعدام الثقة بين السلطة المحلية والمجتمع بشكل عام وبشكل خاص المبدعين خاصة الشعراء والفنانين والمشتغلين في حقول الثقافة والفن والتراث.
(تهانُ مخنوقة)
الأخ/ نهرو علي قاسم وهو مخرج إذاعي يحدثنا عن العيد السعيد والحالة النفسية لأبناء محافظة أبين فيقول: من المفروض أن تأتي هذه المناسبة الدينية السعيدة وكل منا على استعداد للعطاء وفي هذه المناسبة كنا في الأعوام السابقة نتبادل التهنئة براحة بال وصفو القلوب إلا أن تلك التهان أضحت اليوم وكأنها مخنوقة نتيجة لثقل المعاناة التي خلفتها الحرب المدمرة التي شهدتها المحافظة عام 2011م وهي الحرب التي شردت الآلاف من أبناء المحافظة ودمرت المنازل وأحرقت الأخضر واليابس ودمرت فينا منابع الفرح والسعادة كمكون أساسي للحياة والذي أبدع في غرسها فينا الله عز وجل.
ويوضح الأخ / نهرو علي قاسم كيفية اختناق التهان قائلاٍ: مثلا عندما تبادل التهان مع أحد بعبارة كل عام وأنتم بخير وأنت تعرف تماما أن الشخص الذي أمامك قد فقد عزيزاٍ عليه وآخر يصارع الألم وهو في رحلات مكوكية للبحث عن مساعدة من القادرين وأصحاب الأيادي البيضاء بينما السلطة المحلية والحكومة غائبتان تماماٍ عن هذه الصور الماساوية.
ويتساءل: بالله عليك هل تصبح تلك الكلمات المحتواة في التهنئة ذات معنى¿! ويستطرد: حتى عندما يبادلني أحدهم التهاني وأنا في منزل شبه مدمر وفي انتظار التعويض الذي لم يأت حتى اللحظة والله أن العبارات تقتلني لذلك يمكن تسمية تلك اللحظات وإن صح التعبير بالتهاني المخنوقة. ويعاود الأخ/نهرو حديثه بنوع من التفاؤل البسيط عن الفرح في هذه المناسبة وخاصة بأبين كمكان استثنائي فيقول: الظاهر أن بعض صور الفرح والسعادة قد غادرتنا نحن أبناء أبين باستثناء بعض ملامح الكبار وابتسامات الأطفال وضحكاتهم التي تبعث فينا الحياة.
صور عيدية
عن عدد من الصور العيدية التي عاشها أبناء أبين في بعض المناطق يحدثنا الأخ/غالب الحاج سالم وهو من أبناء منطقة الحصن مديرية خنفر قائلاٍ: مع بزوغ فجر العيد كانت المنازل في أحلى حللها وكانت الروائح الزكية ورائحة البخور تنبعث من كل مكان وبدا الأطفال وكأنهم ملائكة يتنقلون من منزل لآخر للمعايدة وللحصول على عيدية العيد (الجعالة) حيث كانوا يرتدون ملابسهم الجديدة وكانت ضحكاتهم تملأ أركان المدينة ومع بداية الشروق تنبعث من المطابخ روائح البطيخ الشهية التي تكون من كبدة الخراف لأن رب الأسرة كان قد قام بذبح الذبيحة بعد أن أدى صلاة العيد مع جموع المصلين في أحد المساجد لأن الصلاة في الساحات العامة أصبحت خطرة بسبب تهديدات العناصر الإرهابية التي قتلت مؤخراٍ العديد من أبناء القوات المسلحة من خلال تنفيذها عملية انتحارية في اللواء 111بمديرية أحور.
(مأكولات شعبية)
الأخ/عبد القادر خضر تحدث من جانبه عن المأكولات الشعبية التي يتناولها مواطنو أبين أيام العيد قائلاٍ: تختلف العادات والتقاليد من منطقة لأخرى حتى المأكولات الشعبية تختلف من منطقة إلى أخرى ففي أبين تعد العصيدة بالمرق المخللم خبز السكوع وخبز بالبيني والهند والغربة الزر بيان من أهم الوجبات الشعبية في عيد الأضحي.
(النظافة والغلاء)
الشيخ أنور أحمد عباد تحدث عن النظافة والأسعار أيام العيد حيث قال: الأسعار هذا العام كانت ناراٍ مولعة والتجار كانوا مزاجيين نتيجة لعدم وجود الرقابة.
(المتنفسات السياحية)
منذ فترات زمنية سابقة كانت أبين قبلة سياحية ومتنفساٍ طبيعياٍ لما تمتلكه من مقومات.. حول هذا الموضوع تحدث الباحث في مجالات السياحة والآثار الدكتور/ منصور جْميع عوض وهو مدير سابق لقطاعات الزراعة والاستثمار قائلاٍ: إن التقسيم السياحي في محافظة أبين استند على جملة من المعطيات الجغرافية والإدارية والتركيبة المناسبة للمجتمع وكذا توفر الخدمات الممكنة وتماثل رغبة السياح بالاطمئنان للعودة حسب ما توقعوه وما خططوه في رحلتهم السياحية ولذلك فإن المجمعات السياحية والمتنفسات هي بالأساس منسجمة مع الموقعين الطبوغرافي والإداري وتأتي على النحو التالي.. موقع الرئيس الشهيد/سالم ربيع علي الواقع بمنطقة الشيخ عبدالله بزنجبار مركز البحوث الزراعية وحدة البحوث للأغراض الزراعية بالكود ساحة الشهداء والمتحف بزنجبار قلعة خنفر منطقة الفرو موقع كيث المعدني ومركزه مدينة باتيس وهي المدينة المتميزة ببساتينها الخضراء مرورا بعين النبوة وسد باتيس التحويلي ومصانع الأسمنت آثار مقبرة الكلية موقع الكثيب ومركزه الدرجاج موقع سد حسان مدينة الطرية التاريخية محط القوافل في التجارة القديمة مركز العرقوب المصنع والمجمع السمكي بشقرة الجمعية الحرفية والتحنيط السمكي ساحل مقاطين حصن سعيد رحلات بحرية ولحظات في عالم الأسماك والطيور النادرة.