شيء واحد فقط يحدد علاقاتنا بالآخرين¿ ويسير حياتنا بشكل طبيعي في حال اتبعناه وأحسسنا به وهو المسؤولية.
المسؤولية إحساس داخلي يتكون لدينا منذ الصغر وينمو ويكبر معنا إن تمت تغذيتنا بمبادئه كما يجب منذ الصغر تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين وكل ما يحيط بنا.
إن الشعور بتحمل المسؤولية هو أحد أهم مكونات الفرد الرئيسية والذي من خلاله نستطيع أن تقول أن فلاناٍ أو فلاناٍ شخص مسؤول ويعتمد عليه.
وربما نتيجة أهمية هذه الصفة وتبعاتها يطلق على رجالات الدولة وساستها بـ”مسؤولين” فهم مسؤولون عن تيسير شؤون الدولة ورعاية مصالحها ورسم برامج التنمية وتنفيذها.
فالمسؤول يقع على عاتقه شيء محدد ويكلف بشأنه ومتابعته والاهتمام به وتقع عليه حينها المساءلة الاجتماعية والقانونية¿ والإنسانية كذلك في كل الديانات والشرائع.
فالأب مسؤول عن أسرته وكذلك الأم ومدير المدرسة مسؤول عن مدرسته ومعلميه وتلاميذه والمدير مسؤول عن موظفيه ومصلحته.. وهكذا.
ولكن الأهم هنا هو مسؤولية الفرد تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه وبلده.
ولكن كيف يولد هذا الإحساس بتحمل المسؤولية لدى الفرد¿¿
وكيف يجب عليه أن يتحمل تبعات مسؤوليته¿¿
وكما قلت سابقاٍ فإن الإحساس بالمسؤولية يولد لدى الفرد منذ صغره إذا فهو صفة مكتسبة وليست عريزة وإن تدخلت العوامل الجينية والوراثية بذلك.
يولد الإحساس بالمسؤولية وكيفيه تحملها لدى الفرد منذ صغره . إذاٍ فهو صفة مكتسبة وليست غريزة وأن تدخلت العوامل الجينية والوراثية بذلك.
يؤكد الإحساس بالمسؤولية وكيفية تجمدها لدى الفرد منذ صغره وذلك طريق التربية التي ينشأ عليها من خلال أسرته التي يقع على عاتقها غرس هذه الصفة المهمة لطفلها وتدريبه على تحملها شيئاٍ فشيئا¿ وذلك من خلال مراحل نموه المختلفة.
فالطفل يبدأ في تعلم المسؤولية واعتماده على نفسه من خلال أمور عدة بسيطة مثل تعلمه لارتداء ملابسه بنفسه¿ وترتيبه لفراشه بنفسه ورعاية إخوانه الأصغر سناٍ وكذلك لأداء واجباته المدرسية والمذاكرة بنفسه¿ وتوجيهه لحمل نتيجة تصرفاته وقراراته.
وفي سن المراهقة يتعلم الفرد الكثير عن المسؤولية عن طريق عنايته بنفسه وإخوته الأصغر سناٍ وبأنه أصبح مسؤولاٍ عنهم وعن توجيههم وإرشادهم¿ ومساعدتهم في أداء واجباتهم وفي مساعدة الأب والأم في إدارة شؤون المنزل.
وأن كل هذه الأشياء البسيطة هي التي تغرس وتؤسس لروح المسؤولية لدى الفرد¿ ويغذيها أمور أخرى في مجتمعه.
فعندما يوجه التلميذ بأنه مسؤول عن الحفاظ على أثاثه المدرسي كما يحافظ على أثاثه المنزلي يدرك حينها بأنه مسؤول عن المحافظة على بيئته ومجتمعه فينمو لدية الشعور بالمسؤولية تجاه وطنه وبلاده.
والشخص اللامسؤول واللامبالي شخصية عشوائية في حياته وشخص أناني لاتهمه إلا مصلحته بالدرجة الأولى حتى لو كانت على حساب أفراد أسرته ومجتمعه وينتج عن تصرفاته الأنانية هذه وقوع العديد من المشكلات التي قد تؤدي إلى تفكك الأسرة والمجتمع وخلوه من المسؤولية.
ونلاحظ أن هذا الشخص لا أصدقاء له ولا مقربون ولا يستطيع الفرد أن يعتمد عليه حتى في تكوين الأسرة لأن شخصاٍ لا مسؤول أناني لا يحب إلا نفسه ولايستطيع تكليفه بأعمال مهمة لعدم قدرته على تحمل المسؤولية والقيام بواجباته على أكمل وجه ويعد شخصاٍ متسبباٍ ومهملاٍ قد يجر بتصرفاته اللامسؤولة عواقب وخيمة وخسائر فادحة وكذلك فإن الشخص اللامسؤول يعتمد دائما على غيره في إدارة شؤون حياته وتصريفها لعدم قدرته على تحمل المسؤولية.
كلنا مسؤول عن تصرفاته وأسرته ومجتمعه ووطنه بشكل أو بآخر والإحساس بالمسؤولية يبني الأسر والمجتمعات والأوطان¿ وقد حثنا الإسلام على ذلك في كل أمور حياتنا ومنها قول الرسول »صلى الله عليه وسلم«: »كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته« فبهذا التوجيه النبوي الشريف لم يستثن الإسلام أحداٍ من تحمل المسؤولية وأعبائها لحماية الفرد والأسرة والمجتمع من التشتت والضياع.
إضاءة:
فلنتحمل جميعاٍ مسؤوليتنا تجاه أنفسنا وأسرنا ومجتمعاتنا ووطننا الذي يعد مسؤوليتنا الكبرى.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا