المسؤول الذي يريده الوطن والمواطن
عبدالفتاح علي البنوس
الجهود الحثيثة التي تبذلها قيادة وزارة الصحة العامة والسكان برئاسة الدكتور طه المتوكل لمواجهة جائحة حمى الضنك والملاريا التي تجتاح مناطق واسعة من محافظات الحديدة وتعز وصعدة وإب وحجة والمحويت وأجزاء من محافظة ريمة تستحق كل الشكر والتقدير والثناء والعرفان ، هكذا نريد رجال الدولة ، هكذا نريد من يتولون الحقائب الوزارية والمسؤوليات الحكومية ، نريد المسؤول المتحرك ، النشط ، الفعال ، المسؤول الذي يمارس مهامه ومسؤولياته من الميدان ، ليقف على الواقع كما هو ، بعيدا عن مساحيق التجميل ، والتقارير المظللة والتي تهدف إلى تخدير المسؤولين وتنويمهم في العسل ، وبعيدا عن ( شلة كل شي تمام يا فندم) والتي دائما ما تكون سببا في فشل العديد من القيادات الحكومية التي أدمنت على العمل المكتبي ، والدوام عبر الهاتف ، أو ممارسة مهامهم من ( دواوين وطيرمانات) فللهم ومنازلهم الفارهة . المسؤولية تكليف لا تشريف ، والمسؤول الذي يتعامل مع المنصب أو الوظيفة العامة التي يشغلها على أنها مغرم لا مغنم ، هو من يجد ويلمس أثرا وثمرة لعمله ، ويشعر بالطمأنينة وراحة البال ، لأنه يعمل بضمير ، ويبذل كل ما في وسعه من أجل خدمة المجتمع ، وهذا هو المعيار اليوم لمن يشغلون المناصب والمواقع القيادية في مختلف قطاعات ووحدات ومؤسسات الدولة المختلفة ، أنت تعمل ؟! ما هي ثمرة عملك ؟! وخصوصا ونحن في ظل هذه الظروف الصعبة والأوضاع المريرة التي يكابدها السواد الأعظم من أبناء الشعب جراء العدوان الغاشم والحصار الجائر المفروض على بلادنا برا و بحرا وجوا من قبل التحالف السعودي السلولي الذي أوشك على انقضاء عامه الخامس .
لا نريد مسؤولاً يغلق باب مكتبه ، ويحيط نفسه بالحرس والحجاب للحيلولة دون وصول أصحاب المظالم والمعاملات إليه ، لا بأس بتنظيم المسألة ، أو تحديد يوم في الأسبوع لمقابلة المواطنين من عامة الناس والاستماع إلى شكاواهم وإنجاز معاملاتهم بشكل مباشر بعيدا عن روتين بعض مدراء المكاتب الممل والمعقد ، تألمت كثيرا أثناء زياراتي لإحدى الوزارات وأنا أطالع البرنامج الأسبوعي لمعالي الوزير والذي خصص فيه يوما كاملا لمقابلة أعضاء مجلسي النواب والشورى ، ولم أجد فيه أي مساحة لمقابلة المواطنين وأصحاب المعاملات ، كون هذا الوزير وكل الوزراء ما جاءوا إلا من أجل خدمة أبناء الشعب ورعاية مصالحهم ، على الرغم أن تحديد يوم في الأسبوع لمقابلة المواطنين سيضع معالي الوزير وبقية معالي الوزراء أمام الواقع الذي عليه الوزارة وسيمكنهم ذلك من تقييم مستوى أداء كافة الدوائر والإدارات والعاملين فيها ، وسيتيح لهم الوقوف على أوجه القصور ومكامن الخلل بكل يسر وسهولة .
بالمختصر المفيد، السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته بمناسبة المولد النبوي الشريف حث حكومة الإنقاذ على مضاعفة الجهود لتحسين مستوى الخدمات وتحفيف معاناة المواطنين جراء العدوان والحصار وقطع المرتبات ، والرئيس مهدي المشاط وجه بضرورة الاهتمام بقضايا المواطنين والعمل على حلها أولا بأول ، ووجه بعمل بتفعيل الشكاوى داخل الوزارات والمؤسسات الحكومية واستحداث خطوط هاتفية مجانية لاستقبال الشكاوى المتعلقة بأدائها ، وهي خطوة إيجابية ، ومن أجل أن تؤتي ثمارها ويلمس المواطن أثرها يجب اختيار العناصر المشهود لها بالنزاهة للإشراف عليها واستقبال الشكاوى ، فالشفافية والمصداقية من الضروريات التي يجب توفرهما في هذا الجانب إذا ما أردنا خدمة الوطن والمواطن على حد سواء ، فلا قيمة لشكاوى وبلاغات لا يتم التفاعل معها ومتابعتها من قبل الجهات ذات العلاقة ، وأعتقد جازما أن المسؤول الميداني النشط والفاعل لا يحتاج إلى دائرة أو مكتب للشكاوى ، فهو يقف على كافة القضايا ميدانيا ويطلع عليها بشكل يومي ويعمل على حلها أولا بأول .
جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .