د. جابر يحيى البواب
غدا هو اليوم العالمي للسكري، يوم عالمي للتوعية من مخاطر داء السكري ويحتفل به كل عام في 14 نوفمبر؛ ربما تدوم الحملة على السكري طوال العام فان تحديد ذلك التاريخ تم من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية إحياءً لذكرى عيد ميلاد فردريك بانتنغ الذي شارك تشارلز بيست في اكتشاف مادة الأنسولين عام 1922، وهي المادة الضرورية لبقاء الكثيرين من مرضى السكري على قيد الحياة.
في كل عام يتم التركيز في اليوم العالمي للسكري على مواضيع لها صلة بمرض السكري وحقوق الإنسان، السكري وأسلوب الحياة العصرية، السكري والسمنة، السكري في الضعفاء وسيئي التغذية، السكري في الأطفال والمراهقين، وسنركز في هذا الموضوع على النشاط الرياضي وأهميته للوقاية من مرض السكري.
تعتبر الرياضة ضرورة مهمة في حياتنا، ولكن كثيراً منا لا يعيرها أهمية، وقد يكون السبب هو عدم معرفة فائدتها الحقيقية أولاً، والكسل عن ممارستها ثانياً، وتبقى الذريعة دائماً، وهي عدم وجود وقت لممارستها، ولما كانت فائدتها على الجسم لا تظهر في وقت قصير، وإنما تحتاج إلى فترة من الوقت قد تطول، يكون إهمالنا لها مبرراً، والرياضة مهمة، سواء أكانت للشباب أو الفتيات أو الحوامل أو المرضعات أو الشيوخ أو المعوقين.
فإضافة إلى تأثيرها بالحفاظ على الوزن الصحيح للإنسان، تعتبر الدرع الواقي من الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والوسيلة إلى تقوية عضلات الجسم والتخفيف من مشاكل أمراض المفاصل والروماتيزم وهشاشة العظام وتحسين الحالة النفسية والمعنوية حيث أنها تساعد على التخفيف من القلق والاكتئاب والمشاكل النفسية.
إنّ لممارسة الرياضة بانتظام أهمية كبيرة، خصوصاً في حالات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني حيث إنّها تلعب دوراً في خفض مستوى سكر الدم أو الجلوكوز، وذلك عن طريق زيادة استهلاكه من عضلات الجسم أثناء الحركة والرياضة، ويُنصح مصابي السكري بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين الرياضية خلال الأسبوع.
تُساهم الرياضة في تحسين حساسية الإنسولينبحيث تجعل مستقبلات الإنسولين في الجسم أكثر حساسيةً لهذا الهرمون، وبزيادة الحساسية يُصبح من الأسهل على الخلايا امتصاص الجلوكوز من مجرى الدم.
كما تساهم في زيادة قوة العضلات؛ حيث تؤدي الإصابة بمرض السكّري من النّوع الثاني إلى زيادة خطر التعرّض للسّقوط خاصّة مع التقدّم في العمر، كما يؤثر مرض السّكري غير المُتحكَّم به سلباً في قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم وفيتامين د المهمّين للعظام، وفي حال معاناة المصاب من زيادة الوزن فقد يُسبّب الوزن الزائد ضغطاً على العظام والمفاصل، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ ممارسة الرياضة تزيد من كتلة العضلات وكثافة العظام، إضافةً إلى تقليل خطر السّقوط.
وتُساهم ممارسة الرياضة أيضا في تحسين أعراض الإصابة بالاعتلال العصبي المُرتبط بمرض السّكري؛ عن طريق زيادة كلٍّ من تدفق الدورة الدموية والتوازن، وتقليل خطر التعرّض للسّقوط وتلف الأعصاب.
ممارسة الرياضة من قِبل مرضى السكّري تحقق لهم فوائد كثيرة، منها تقليل ضغط الدم والكولسترول، تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسّكتة الدماغية، تقليل الوزن من خلال حرق السعرات الحرارية، زيادة الطّاقة اللازمة لممارسة الأنشطة اليومية، تحسين القدرة على النّوم، تخفيف الضغوط النّفسية، تقوية القلب وتحسين الدورة الدموية، الحفاظ على مرونة المفاصل، تخفيف أعراض الاكتئاب وتحسين جودة الحياة.