إب / محمد الرعوي –
العيد عامل أساسي لإحياء مبدأ التكافل والتراحم وصلة الأرحام
تمثل محافظة إب قبلة للسياحة لما تمتاز به من مناظر سياحية غاية في الروعة والجمال حيث تشهد إقبالاٍ من السائحين والزائرين خصوصاٍ خلال المواسم السياحية والإجازات العيدية إلا أن هذه المحافظة ورغم موروثها السياحي والأثري تشهد تراجعاٍ ملحوظاٍ في إقبال الزائرين عليها الأمر الذي يؤكد على ضرورة إعادة النظر في تلبية متطلبات السياحة وحاجيتها من خدمات سياحية وإيوائية يتطلبها السائح والزائر وهي كواحدة من المدن اليمنية تشهد إحياء عدد من الموروث التقليدي خلال أيام عيد الأضحى المبارك خصوصاٍ في المناطق الريفية التي لا زالت تجسد ذلك الموروث الشعبي التقليدي وتحافظ عليه .
ولتسليط الضوء أكثر ( الثورة ) التقت عدداٍ من أبناء محافظة إب الذين تحدثوا عن ماذا يعني لهم عيد الأضحى المبارك وكذا أبرز العادات والتقاليد التي تشهدها المحافظة فإلى التفاصيل :
في البداية تحدث الأخ / محمد الحجافي – قائلاٍ: يأتي العيد على مدينة إب كسائر المدن الأخرى إلا أنها كمدينة سياحية تعاني من قلة الوافدين عليها بسبب عدم وجود البنية التحتية الإيوائية والخدمية وبارتباط العيد بإحياء العديد من العادات والتقاليد الموروثة في الريف وطابعه الخاص فإن العديد من أبناء المدن يسافرون لقضاء العيد في الأرياف .
أما العيد في محافظة إب فله نكهة أخرى خاصة لما تتميز من المقاصد السياحة مثل وادي الدور ووادي عنة وشلال جبل بعدان وجبل ربي ومدينة جبلة السياحية ورغم ثراء المناطق المذكورة بالمناظر السياحية والأثرية الخلابة وللأسف الشديد أن هذه المناطق تفتقر لأبسط المقومات الخدمية السياحية والإيوائية التي يحتاجها السائح أو الزائر كانعدام الطرقات المؤدية إليها وإن وجدت فإنها طرق ضيقة ومتهالكة.
أما عن الحدائق والمتنفسات فحدث ولا حرج فهي الأخرى لا تسر الناظرين حيث توجد ثلاث حدائق تجارية لا تتوفر فيها أبسط الخدمات الترفيهية من ألعاب وغيره وإن وجدت يؤدي انقطاع التيار الكهربائي المتواصل إلى توقف هذه الألعاب البسيطة الزهيدة والذي يمثل عامل طرد للعائلات والأطفال الزائرين لهذه الحدائق كمقاصد ومتنفسات تزورها العائلات والأطفال في كل البلدان ناهيك عن بعد الحدائق عن المدينة وهذا يمثل عائقاٍ آخر أمام وصول الزائرين إليها .
إلى ما سبق من المعاناة للسياحة في إب فإن الجانب الأمني يمثل عصب السياحة فغياب الأمن والاستقرار في المحافظة وانتشار نسبة الجريمة بأنواعها بشكل ملحوظ يمثل عائقاٍ للسياحة والاستثمار سواء كان في محافظة إب أو غيرها .
وأبناء إب عبر صحيفة “الثورة” يناشدون الجهات الأمنية بسط سلطة الدولة وهيبتها لكبح جناح العصابات والحد من ظاهرة التسيب الأمني غير المسبوق .
فرحة كبرى
أما الأخ / مبارك رسام فقال: العيد هو الفرحة الكبرى الذي تعم النفوس وتغمر القلوب فتغمر فرحته وبهجته الصغير والكبير خص تعالى الأمة الإسلامية بهذه الشعيرة المباركة التي تشهد إقامة أحد أركان الدين والإسلام وهو حج بيت الله الحرام والنحر والهدي قرباناٍ لله عز وجل .
ناهيك عن ما يشهده العيد من أفراح وطقوس فرائحية تكاد تكون مشتركة في عدد من المحافظات والمديريات وخصوصاٍ المناطق الريفية التي تشهد إحياء العديد من الأفراح والحفاوة لاستقبال العيد إضافة إلى إحياء العديد من العادات والتقاليد الشعبية المختلفة.
فالعيد بطقوسه وعاداته وتقاليده عامل أساسي لإحياء مبدأ التكافل والتراحم وتوطيد العلاقات بين الأهل والأقارب والجيران وكذا صلة الأرحام .
ومما يشهده العيد من إفشاء السلام وتقارب النفوس يكون ذلك سبباٍ لنبذ الأحقاد والضغائن وحل المشاكل العالقة في المجتمع .
كما تشهد أيام ما قبل العيد استعدادات مكثفة لشراء حاجيات العيد من ملبوسات ومأكولات وغيرها من الاحتياجات وخصوصاٍ ما يخص المتعلقات بالأطفال والنساء .
ومن العادات ما هو خاص بالأسرة وأخرى اجتماعية على مستوى الجيران والأصدقاء كتبادل الزيارات الأسرية وصلة الأرحام وتواصل الأصدقاء والأحباب وتبادل التهاني العيدية .
تقاليد فرائحية
ومن جانبه تحدث الأخ / ماهر الخولاني قائلاٍ :
من خلال معايشتي للأفراح العيدية سواء كان ذلك في الريف أو المدينة فإن العيد بطقوسه الفرائحية يشهد إحياء للعديد والكثير من العادات كإحياء الأعراس والأفراح بالتزامن مع فرحة العيد مما يضفي فرحة غامرة وسعادة تشهدها الأرياف والمدن بأهازيج يرددها الأطفال وتعبر عن فرحتهم بما يلبسونه من جديد وحصولهم على الألعاب والهدايا.
طبعاٍ ما سبق من تقاليد فرائحية وتبادل الزيارات بين أفراد المجتمع رجالاٍ ونساء وأطفالاٍ وهنا يمكنني أن أقول إن أجمل ما يستشعره الإنسان في العيد أن المجتمع في إطار هذه الفرحة لا يغفلون مبدأ التكافل والتراحم وإدخال البسمة على الفقير والمحتاج واليتيم من السكان .
الأخ معمر الدعيس قال: يشهد العيد في محافظة إب العديد من الأفراح والعادات والتقاليد التي تكاد تكون مشتركة في عدد من المحافظات والمديريات في الجمهورية اليمنية خصوصاٍ المناطق النائية التي لا زالت تحتفظ بإرث العادات والتقاليد والطقوس التي كان يمارسها آباءنا وأجدادنا كتقاليد حميدة لم يفرط فيها الأجيال فمثلاٍ في بعض مناطق إب كبعدان والشعر وغيرها تحيي الليالي الساهرة من الأهازيج وإيقاعات البرع والرقص .
لكن المشاهد الآن أن الناس بدأوا يهجرون القرى والأرياف إلا القليل وأصبحوا يبحثون عن قضاء إجازة العيد في المدن رغم ما تشهده من صخب وتزاحم خصوصاٍ أيام الأعياد وبالأخص محافظة إب باعتبارها مقصد العديد من الزائرين فإنها تشهد إقبال عدد من الزوار من داخل اليمن ومن خارجها أحياناٍ .
إلا أن ما يعاب على محافظة إب عدم اكتمال البنية التحتية للسياحة والمتنفسات والحدائق والخدمات الإيوائية التي يتمناها الزائرون فمثلاٍ العيد السابق وكوني من أبناء محافظة إب كنت في زيارة مع العائلة وأعياني التعب في البحث عن متنفس للجلوس والراحة واللعب مع الأطفال حيث توجد لدينا حديقة واحدة فقط خارج المدينة في منطقة مشورة .
ومع ذلك لا توجد فيها كل الألعاب والتسليات التي يبحث عنها الأطفال باعتبارهم هم من زالوا يحسون ويستمتعون بفرحة العيد دون الكبار الذين شغلتهم احتياجات الحياة المعيشية والضرورية عن أساليب الترفيه والراحة .