
لم يعرف الخوف إلى قلبه طريقا فهو قائد فذ تحدى الانجليز وأشعل فتيل ثورة 14 أكتوبر.. أسد ردفان الذي هز الجيش البريطاني بسبعين رجلا◌ٍ وكبدهم خسائر فادحة ليكون أول المستشهدين في تلك الملحمة البطولية من أعالي جبال ردفان¡ وما هي إلا تسعة أيام تلت استشهاده حتى أعلنت قيادة الجبهة القومية في الجنوب بداية الكفاح المسلح وقيام ثورة 14أكتوبر.
الشيخ راجح غالب لبوزة نشأ يتيما◌ٍ في منطقة دبسان محافظة لحج لم يكن يملك سوى حفنة من تراب جرداء عاش طفولته في صراع للبحث عن لقمة للعيش لم يكن متعلما◌ٍ وإنما كان أميا يتحلى بالحكمة لم يعترف بلغة الخضوع حمل بندقيته في مواجهة الإمام ثم عاد إلى بلده ليخاطب الاستعمار بلغه البندقية فكان أول من قدم روحه قربانا◌ٍ لثورة اكتوبر عام 1963م.
بداية النضال
بدأ الشهيد يحس أن بلاده محتلة من قبل الاستعمار البريطاني وان عليه مقاومة هذا الاستعمار الغاشم فبدأ بتشكيل خلايا سرية من أبناء ردفان وأعدهم لمقاومة المستعمر ولكنها كانت جماعات غير منظمة شكلت بداية الانتفاضات وكان بداية عملها المسلح في 1942م حيث كانت توجد ثكنة عسكرية لجيش شبرة التابع للقوات البريطانية في منطقة ردفان جبل الحمراء الحبيلين وكان حينها يقود أول مجموعة تهاجم هذا المركز بالأسلحة الشخصية لينجح بالقضاء على هذا المركز نهائيا◌ٍ.
تحدى المستعمر
عندما عاد الشيخ لبوزة ومجموعته إلى ردفان وبحوزتهم أسلحة وقنابل يدوية قام الضابط البريطاني الموجود في الحبيلين بإرسال رسالة يطلب فيها من لبوزة ومجموعته تسليم أنفسهم وأسلحتهم وتقديم ضمانة قدرها خمسمائة شلن يتعهدون فيها بعدم عودتهم للشمال والقتال مع الثورة ضد الإمامة فاستلم الشيخ لبوزة الرسالة الموجهة إليه من البريطانيين ومن ثم دعا رفاقه والمواطنين إلى اجتماع في قرية تتوسط قرى ردفان وأطلعهم على محتوى الإنذار وطلب منهم رأيهم في الرد على الرسالة لأن لبوزة لم يكن يجيد القراءة والكتابة.. وقال: فيها نحن غير مستعدين لكل ما في رسالتكم ونعتبر حدودنا من الجبهة وما فوق وأي تحرك لكم من تجاوز لحدودنا فنحن مستعدون لمواجهتكم بكل إمكانياتنا ولا تلومون إلا أنفسكم وقبل أن يغلق المظروف اخرج لبوزة رصاصه من حزامه ووضعها بداخله وأرسلها بعد ذلك مباشرة لضابط البريطاني ردا على رسالته .
استشهاد لبوزة
بعد أن استلمت القوات البريطانية المظروف قامت بالتحرك في يوم 13من أكتوبر في وادي المصراح ونجحت في اختراقه واعتقلوا واحدا من زملاء الشهيد لبوزة وهو احمد مقبل عبدالله بعد أن قاموا بمهاجمته فأخذوا سلاحه وصادروه واحتجزوه فتناقل المواطنون الخبر من شخص إلى آخر حتى وصل الخبر إلى لبوزة الذي أمر الجميع بتجهيز أنفسهم حينها طالبا◌ٍ التحرك تجاه وادي ضرعة في منتصف الليل بعد أن تجمع الثوار أمرهم لبوزة بالتفرق على شكل مجاميع صغيره وقام بإعداد خطة قسم فيها الثوار إلى أربع مجموعات وكان هو على رأس المجموعة الثالثة وكانت مهمتها السير إلى غرب الجبل وتطويق العدو وعدم السماح له بالانسحاب بعد أن تهاجمه باقي المجموعات من جهات متفرقة وبعد الصمود العنيف الذي لاقته القوات البريطانية قررت التراجع ليقوم هو ومجموعته بالهجوم عليها في الساعة الحادية عشرة ظهرا◌ٍ أصيب موقع لبوزة بخمس طلقات مدفعية ثقيلة فأصابته شظية في الجانب الأيمن تحت الإبط اخترقت جسده حتى الجانب الأيسر على موقع القلب في حين كان قابضا◌ٍ على سلاحه يطلق النار على الجيش البريطاني استشهد على إثرها على الشيخ لبورة.
