, مؤتمر الحوار‮.. ‬ثورة تصحيح المسار وإعادة الاعتبار لتضحيات الأجيال

, الثورة الشبابية تجديد لروح سبتمبر واكتوبر وتحقيق لتطلعات وآمال الشعب

الثورة/شوقي‮ ‬العباسي

الثورة فعل مستمر ما أن‮ ‬يعلو صوتها في‮ ‬أي‮ ‬بقعة‮ ‬يمنية حتى‮ ‬يتردد صداها في‮ ‬مختلف أصقاع الوطن كان ذلك قبل نحو نصف قرن ويتكرر اليوم سعيا للحرية والعدالة والمساواة وبناء الدولة المدنية التي‮ ‬ظلت حلما للأجيال المتعاقبة‮.‬

واحدية الثورة اليمنية تعبير عن واحدية الإنسان اليمني‮ ‬بالمعنى التاريخي‮ ‬والجغرافي‮ ‬وبمعنى الهوية والمكان والزمان وتمثل هذه الواحدية حاضراٍ‮ ‬في‮ ‬كل الأحوال‮ ‬فقد اكتسبت الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر بْعداٍ‮ ‬تاريخياٍ‮ ‬يجسد الأفق الوطني‮ ‬الشامل في‮ ‬الدفاع والمقاومة وتغيير الموازين لصالح تحرير الوطن من الكهنوت والاستعمار انطلاقاٍ‮ ‬من واحدية الهوية الوطنية والتاريخ والجغرافيا والمصير المشترك للإنسان اليمني‮ ‬في‮ ‬شمال الوطن وجنوبه‮ ‬فالثوار جسدوا معاني‮ ‬ودلائل وتلاحماٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬عبر عنه التفاف أبناء الشعب اليمني‮ ‬شمالاٍ‮ ‬وجنوباٍ‮ ‬في‮ ‬الدفاع عن الثورة‮ ‬حيث انخرط الثوار من أبناء الجنوب وساهموا في‮ ‬الدفاع عن ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر وضحوا بأنفسهم في‮ ‬سبيل انجاح الثورة السبتمبرية وتحقيق اهدافها منذ اللحظات الأولى لقيامها وخاضوا معارك جسورة في‮ ‬ملاحقة الأئمة‮ ‬كما انخرط الثوار من ابناء الشمال في‮ ‬اشعال ثورة الرابع عشر من اكتوبر‮ ‬لإدراكهم أن اليمن جزء واحد عمل على تقسيمه الاستعمار والأئمة‮ ‬وكانت مدينة عدن هي‮ ‬غرفة العمليات التي‮ ‬يتم فيها التخطيط للقضاء على الحكم الإمامي‮ ‬فقيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر كان الانطلاقة إلى قيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر ضد المستعمر البريطاني‮ ‬التي‮ ‬ساهم فيها أبناء شمال الوطن وقدموا تضحيات كبيرة ودعماٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬لإخوانهم في‮ ‬الجنوب وكانت مدينة تعز جسراٍ‮ ‬لتزويد وتموين أبطال الثورة بما‮ ‬يحتاجونه من سلاح وقد هب أبناء الوطن من كل المحافظات لتنفيذ العمليات الفدائية ضد المستعمر واستطاع الثوار تكوين وحدة حقيقية في‮ ‬الدفاع عن الثورة وتحقيق أهدافهم السامية في‮ ‬شمال الوطن وجنوبه‮.‬
إشعال ثورة الجنوب
فهاهو اللواء علي‮ ‬السعيدي‮ ‬يقول في‮ ‬إحدى مداخلاته التي‮ ‬قدمت في‮ ‬ندوة الثورة اليمنية‮.. »‬الانطلاق‮.. ‬التطور‮.. ‬آفاق المستقبل‮« ‬تحت عنوان دور ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر في‮ ‬التهيئة لثورة‮ ‬14‮ ‬أكتوبر‮ ‬بعد مرابطة المناضلين الجنوبيين عدة أشهر بجانب إخوانهم في‮ ‬الشمال عادوا من قمم الشرفين وحجة إلى قمم ردفان ليشعلوا ثورة الـ14من أكتوبر حيث كان‮ ‬يتردد على لسان الثوار الجنوبين أن الدفاع عن ثورة سبتمبر ليس المرابطة في‮ ‬جبال الشمال ومناطقه بل بإشعال ثورة داخل الجنوب وكان لهم ما أرادوا‮ ‬حيث فتحت المعسكرات في‮ ‬تعز وصنعاء وتوافد عليها المناضلون وانطلقوا منها مؤهلين لتحمل المسؤولية لمرحلة التحرير وحظوا بدعم شعبي‮ ‬ورسمي‮ ‬شمالاٍ‮ ‬وجنوباٍ‮ ‬لم‮ ‬يشهد له التاريخ مثيلاٍ‮ ‬حتى تحقق لهم النصر ونالوا الاستقلال‮ ‬يوم الـ30‮ ‬من نوفمبر‮ ‬1967م‮.‬
ثوار الجنوب وحصار السبعين
يقول اللواء مجاهد القهالي‮ ‬احد المناضلين لــ‮” ‬الثورة‮ ” :‬أن واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر تجسدت من خلال مساهمة الكثير من المناضلين الوطنيين مما كان‮ ‬يسمى الجنوب اليمني‮ ‬المحتل في‮ ‬26‮ ‬سبتمبر وفي‮ ‬الدفاع عنها حيث توافدت قوافل من المناضلين الوطنيين خلال كل سنوات النضال الوطني‮ ‬وقدم الكثير منهم أرواحهم خلال التحضير للثورة وبعد قيامها أثناء حصار صنعاء وأظهروا بطولات نادرة أثناء حصار السبعين‮ ‬يوماٍ‮ ‬فقد كان أبطال المحافظات الجنوبية‮ ‬يتواجدون مع اخوانهم في‮ ‬الشمال بمختلف المواقع حيث إشترك أكثر من‮ »‬450‮« ‬من المناضلين في‮ ‬الدفاع عن الثورة والجمهورية كانوا‮ ‬يقاتلون في‮ ‬الصفوف الأولى في‮ ‬نقم وعيبان وظفار وفي‮ ‬شتى مواقع الشرف والفداء والتضحية‮ – ‬وتواجد العديد منهم في‮ ‬مختلف وحدات القوات المسلحة وفي‮ ‬المدارس العسكرية وفي‮ ‬الكلية الحربية وأتذكر منهم أحمد المنتصر‮ ‬وصالح حسين اليافعي‮ ‬فهؤلاء كانوا من زملائي‮ ‬في‮ ‬الكلية الحربية‮ ‬كما عرفت آخرين أمثال الشهيد صالح مصلح قاسم والشهيد علي‮ ‬شائع هادي‮ ‬والشهيد علي‮ ‬أحمد ناصر عنتر وكثيرين‮ ‬غيرهم والأستاذ عمر الجاوي‮ ‬مؤكداٍ‮ ‬أن نضال الشعب اليمني‮ ‬وحركته الوطنية الديمقراطية ارتبط وطنياٍ‮ ‬في‮ ‬مختلف المحافظات مع بقية فئات الشعب في‮ ‬مختلف مراحل النضال الوطني‮ ‬والدفاع عن الثورة وفي‮ ‬قيام ثورتي‮ ‬26‮ ‬سبتمبر و14‮ ‬أكتوبر‮.‬
1150‮ ‬يوماٍ‮ ‬من النضال عمدت واحدية الثورة
فيما‮ ‬يقول اللواء المناضل محمد حاتم الخاوي‮ ‬في‮ ‬حديث صحفي‮ ‬بمناسبة العيد الـ50‮ ‬لثورة‮ ‬26سبتمبر والـ49‮ ‬لثورة‮ ‬14اكتوبر‮ : ‬أتذكر المقاتلين الذين جاءوا من عدن ولحج وردفان الى تعز وكان لي‮ ‬شرف القيام بتدريبهم وتسليحهم وإرسالهم الى أرحب وخولان وجبال المحابشة لترسيخ ثورة سبتمبر‮ ‬وكان لي‮ ‬في‮ ‬المحابشة شرف اللقاء بسيد الشهداء راجح‮ ‬غالب لبوزة رحمه الله مع رفاقه‮ ‬فقد كانوا كالأسود الكاسرة في‮ ‬الدفاع عن الثورة والجمهورية قبل أن‮ ‬يعودوا الى ردفان ليدافعوا عن آمال الشعب‮ ‬بالإضافة الى العديد من المناضلين ومنهم عبدالله الاصنج ومن معه‮ ‬وقد تم التنسيق معه لكيفية الدفاع عن الثورة في‮ ‬صنعاء وعدن‮ ‬كما أن الاخوين عادل خليفة وسيف الضالعي‮ ‬اللذين ذهبت معهما الى قصر السلاح وقلت لهم خذا ما تريدان من الاسلحة لتذهبا الى عدن للقتال ضد الاستعمار وكان قدر الثورة السبتمبرية تحرير الشمال من الطغيان الإمامي‮ ‬وتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني‮ ‬المحتل‮ ‬ومنذ‮ ‬14‮ ‬اكتوبر وحتى‮ ‬30‮ ‬نوفمبر قدمت الحركة الوطنية بمختلف توجهاتها ومناطقها شمالاٍ‮ ‬وجنوباٍ‮ ‬شرقاٍ‮ ‬وغرباٍ‮ ‬قوافل من الشهداء وأنهاراٍ‮ ‬من الدماء في‮ ‬سبيل الاهداف الوطنية المرسومة وبالتالي‮ ‬فقد عْمدت واحدية الثورة اليمنية خلال‮ ‬1150‮ ‬يوماٍ‮ ‬من النضال كانت كافية لحصد الكثير من الشهداء‮.‬
عندما اختلط الدم الشمالي‮ ‬بالجنوبي
وفي‮ ‬حديث إعلامي‮ ‬له‮ ‬يقول المناضل حسن بن حسن سعيد أحد المناضلين الذين هبوا للدفاع عن ثورة‮ ‬26سبتمبر المجيدة من ابناء محافظة أبين‮ : ‬ذهبنا من أبين وعدن وردفان وشبوة وغيرها للنضال والدفاع عن ثورة‮ ‬26سبتمبر منذ وقت مبكر لإيماننا بواحدية الهدف والمصير‮ ‬وفي‮ ‬الايام الاولى لحصار صنعاء مررنا بظروف صعبة وكانت مواقعنا تتعرض للقصف المدفعي‮ ‬والنيران المكثفة من الاماميين في‮ ‬اتجاه دار الحيد وضبوة والسواد وحزيز وكنا طوال الحصار وبدفاعنا المستميت ننتظر لحظة الاستشهاد ولكن تلاحمنا كان اكثر صموداٍ‮ ‬وأقوى من الهجمات وحبنا للثورة والجمهورية‮ ‬وقدمنا تضحيات كبيرة فالثورة اليمنية واحدة الهدف والنضال والتضحيات من الشعب اليمني‮ ‬مثلما هو اليمن واحد والشعب اليمني‮ ‬الواحد الموحد منذ الأزل‮.‬
الشمال والجنوب‮ ‬ينتصران للثورة
ويذكر الدكتور عبدالله حسين بركات في‮ ‬إحدى مداخلاته عن واحدية الثورة اليمنية بأن المناضلين من شمال الوطن وجنوبه التقوا في‮ ‬الأهداف والتضحيات وشكلوا جسراٍ‮ ‬للنضال اليمني‮ ‬المشترك‮ ‬ومن هنا جاءت واحدية الثورة اليمنية المباركة‮ ‬واجتمع الشعب اليمني‮ ‬بشطريه على نصرة الثورة‮. ‬
الثورة الشبابية تْحيي‮ ‬روح الثورة اليمنية
ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر وضعت اليمنيين على أولى خطوات التغيير الجاد نحو حياة أفضل وجاءت الثورة الشبابية الشعبية السلمية لتجدد روح ثورة سبتمبر وتحيي‮ ‬قيمها النبيلة وتبعث آمال اليمنيين من جديد في‮ ‬إمكانية بناء الدولة المدنية العصرية التي‮ ‬أصبحت الهدف الرئيسي‮ ‬للثورة السلمية‮ ‬كما ان انطلاق الثورة الشبابية السلمية جاءت لتحفز المضي‮ ‬في‮ ‬مسيرة الثورات اليمنية الخالدة واحياء اهدافها ومنحها دفعة اضافية للمواصلة والاستمرارية‮ ‬فالشباب في‮ ‬ميادين التغيير في‮ ‬مختلف المحافظات الشمالية والجنوبية حركوا المياه الراكدة باتجاه التغيير الذي‮ ‬ظل أمل وغاية لكل اليمنيين دون استثناء‮ ‬وبالتالي‮ ‬فان الثورة الشبابية هي‮ ‬امتداد لآمال وطموحات الشعب اليمني‮ ‬في‮ ‬ديمومة الثورة اليمنية وفي‮ ‬تحقيق اهدافها وغاياتها الوطنية السامية والنبيلة‮.‬
واحدية ثورتي‮ ‬الأمس واليوم
يقول فخر العزب قيادي‮ ‬في‮ ‬الثورة الشبابية الشعبية السلمية‮ : ‬حين نتحدث عن واحدية الثورة اليمنية فإننا نتحدث عن شعب عريق ضارب بجذور انتمائه وأصالته في‮ ‬أعماق التاريخ‭, ‬وهو بلا شك شعب لم تمزقه سنوات التاريخ ولا حدود الجغرافيا‭, ‬ومن هذا المنطلق فقد عاش الشعب اليمني‮ ‬في‮ ‬الجنوب والشمال على حد سواء موحداٍ‮ ‬تحت وطأة الآلام وشعشعة الآمال‭, ‬فكانت ثورتي‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬62م و14‮ ‬أكتوبر‮ ‬63م وجهين لعملة واحدة هي‮ ‬عملة التحرر من الاستبداد والاستعمار‮ ‬ولذا لا‮ ‬غرابة أن نرى أن الدم اليمني‮ ‬قد اختلط ببعضه في‮ ‬كلتا الثورتين‭, ‬فكانت واحدية الثورة وواحدية الهدف هي‮ ‬ترجمة فعلية للنضال والمصير المشترك لهذا الشعب‮ . ‬وامتداداٍ‮ ‬لهذه المسيرة النضالية التي‮ ‬جمعت ووحدت أبناء هذا الشعب فقد كانت هذه الواحدية هي‮ ‬العنوان الأبرز لكل الحركات والانتفاضات الوطنية التي‮ ‬شهدتها اليمن شمالاٍ‮ ‬وجنوباٍ‮ ‬‭, ‬فإذا ما تحدثنا مثلا عن حركة‮ ‬15‮ ‬أكتوبر‮ ‬78م أو ما‮ ‬يمكن أن نسميه بثورة التغيير السلمية الأولى لرأينا فيها أن دم المحويتي‮ ‬قد اختلط بدم ابن ردفان وابن حضرموت وتعز والبيضاء وغيرها من المناطق اليمنية في‮ ‬لوحة وحدوية فريدة ومميزة لتؤكد أن الدم اليمني‮ ‬واحد رغم التشطير والتجزئة الذي‮ ‬كان في‮ ‬تلك الفترة‮ . ‬ومروراٍ‮ ‬بهذه المحطات الفاصلة في‮ ‬مسيرة الثورة اليمنية والكفاح الوطني‮ ‬كانت العلامة البارزة هي‮ ‬تلك الممثلة بثورة‮ ‬11‮ ‬فبراير والتي‮ ‬جاءت تتويجاٍ‮ ‬لآلام وآمال اليمنيين في‮ ‬الكرامة والانعتاق والتحرر‭, ‬فكانت أن توحدت جماهير وقوى الشعب اليمني‮ ‬تحت راية واحدة هي‮ ‬راية التغيير‭, ‬ومقدمة تحت لوائها أعظم وأشرف التضحيات‮ ‬‭, ‬وهذا كان من شأنه تعميق الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد وتعميدها بتضحيات خالدة تؤكد على واحدية ثورة الأمس واليوم والغد‮.‬
ثورة تصحيحية
يقول الشاب ماجد احمد فضائل احد شباب الثورة الشبابية الشعبية السلمية ان ثورة سبتمبر واكتوبر كانتا ثورتين عظيمتين لكل منهما اهداف ولقد تحقق في‮ ‬كلا الثورتين الهدف الاول من اهدافها وهو طرد المستعمر في‮ ‬الجنوب واسقاط النظام الملكي‮ ‬في‮ ‬الشمال ولكن للأسف لم تحقق بقية الأهداف التي‮ ‬قامت لأجلها تلك الثورات من نماء وتطور وتحقيق العدالة الاجتماعية في‮ ‬الشمال والجنوب ودخل جنوب وشمال اليمن في‮ ‬صراعات عديدة بعد ثورتي‮ ‬سبتمبر واكتوبر وقد تحققت الوحدة التي‮ ‬كانت احد اهداف الثورتين بين شمال والجنوب على امل اكمال تحقيق اهداف الثورتين وتحقيق النمو والازدهار للوطن الواحد ولكن ما حصل العكس وخاصة بعد انتخابات‮ ‬93‮ ‬ومن ثم حرب‮ ‬94‮ ‬والتي‮ ‬خرج الشعب منها خاسر في‮ ‬شمال الوطن وجنوبه والتي‮ ‬عانينا من نتائجها وتبعتها وما زلنا نعاني‮ ‬حتى اللحظة‮ ‬ونظراٍ‮ ‬للممارسات التي‮ ‬تلتها والمتمثلة بعقلية المنتصر في‮ ‬الشمال على الجنوب ظهر الحراك السلمي‮ ‬الجنوبي‮ ‬في‮ ‬العام‮ ‬2007‮ ‬ضد الظلم وكانت مطالبهم اساسها حقوقي‮ ‬بحت ومطالب كرامة وعدل‮ ‬وجاءت الثورة الشبابية في‮ ‬2011‮ ‬على اساس وطني‮ ‬ولتحقيق قضايا وطنية في‮ ‬الشمال والجنوب على حد سواء وهي‮ ‬ثورة وحدوية تسعى لتحقيق مطالب محددة اضافة لاستكمال مطالب ثورتي‮ ‬اكتوبر وسبتمبر ولحل قضايا وطنية‮ ‬كما انها جاءت كثورة تصحيحية لتنقلنا من هاوية التخلف إلى مرحلة التقدم مرحلة مواكبة العصر اقتصاديا وعلميا وسياسيا‮ ‬ثورة ترسيخ قيم الوحدة والتلاحم ثورة بناء الجيش الواحد‮ ‬ثورة تنموية شاملة و ثورة العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية والتداول السلمي‮ ‬للسلطة‮.‬
الوفاء لشهداء سبتمبر وأكتوبر
اما الاخ لطف لطف الحجي‮ ‬احد شباب الثورة الشبابية‮ ‬يوكد ان ثورة الشباب السلمية تعتبر مرحلة تاريخية مهمة في‮ ‬حياتنا المعاصرة نجدد فيها الوفاء لشهداء سبتمبر وأكتوبر ولأهدافها العظيمة ونرسخ ذلك بدماء جديدة ليس لشيء أو لمصالح ذاتية بقدر ماهي‮ ‬من أجل اليمن من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة الضامنة للحقوق والحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية‮ ‬كما ان ثورة الشباب أتت منقذة للإخفاق الذي‮ ‬رافق تحقيق بعض اهداف ثورتي‮ ‬سبتمبر واكتوبر‮ ‬حيث ان اندلاع الثورة في‮ ‬كل محافظات الجمهورية جاء كتعبير عن عدم الرضى لما اعترض تحقيق اهدافه ثورتي‮ ‬سبتمبر واكتوبر من قوى لازالت تعترض تحقيق اهداف الثورة و تعيق تثبيت عرى اهداف ثورة‮ ‬11‮ ‬فبراير‮ ‬2011م‮.‬
وقال الحجي‮ : ‬كان هناك ارتباط روحاني‮ ‬في‮ ‬كل ساحات التغيير والحرية وتلاحم وجداني‮ ‬صوب تحقيق مالم‮ ‬يتحقق من اهداف ثورتي‮ ‬سبتمبر واكتوبر وقد كانت جموع الثوار كأنها نفس الوجوه التي‮ ‬اشعلت ثورتي‮ ‬سبتمبر واكتوبر مع فارق اسلوب الفيضان الثوري‮ ‬من حمم البنادق والمدافع على جبال عيبان ونقم وجبال ردفان وشمسان والاسلوب السلمي‮ ‬الجديد الذي‮ ‬اسقط وسائل المجابهة والقمع والتحدي‮ ‬وارسى منهجاٍ‮ ‬رائعاٍ‮ ‬لم‮ ‬يسبق له مثيل على مر العصور‮ ‬ولذا وجدنا أبناء و احفاد الزبيري‮ ‬وعلي‮ ‬عبدالمغني‮ ‬والثلايا و قحطان الشعبي‮ ‬وسالم ربيع و عبدالفتاح اسماعيل هم المشاركين في‮ ‬ثورة‮ ‬11‮ ‬فبراير‮ ‬2011م وتلاحمنا مع ثوار سبتمبر واكتوبر هو الفيصل الذي‮ ‬سينتصر للثورات اليمنية الخالدة سبتمبر واكتوبر وفبراير‮.‬
مؤتمر الحوار‮ ..‬ثورة تصحيح المسار
لتشهد اليمن في‮ ‬شهر مارس الماضي‮ ‬2013م ثورة اخرى‮ ‬تتمثل في‮ ‬انطلاق مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬الشامل‮ ‬والذي‮ ‬اعاد الاعتبار لكل نضالات الشعب اليمني‮ ‬من اجل بناء دول مدنية حديثة تحت مظلة وحدة‮ ‬يمنية عادلة‮ ‬فكان الحوار هو ثورة تصحيح المسار ادهش العالم‮ ‬حيث‮ ‬يقف اليمنيون اليوم أمام لحظة فارقة لتقرير مصير مستقبلهم من خلال البحث عن الصيغة المثلى للتعايش في‮ ‬المستقبل الآمن والمزدهر فهم‮ ‬يصنعون معا التاريخ بالحوار الذي‮ ‬يعتبر من المنصات الفريدة في‮ ‬حياة اليمنيين الذين‮ ‬يأتون جميعا لبحث الصيغة القادمة لدولتهم ودستورهم وحكمهم الرشيد‮ ‬حيث إن جميع القوى السياسية التي‮ ‬كانت متخاصمة بالأمس‮ ‬هي‮ ‬اليوم تصنع النجاح وتجسد الإرادة الوطنية والحكمة اليمانية على طاولة الحوار الوطني‮ ‬الشامل‮ ‬وتجاوزت عقد الماضي‮ ‬ومآسيه ومحنه‮”‬‮ ‬والعمل من أجل الخروج باليمن إلى بر الأمان‮ ‬وصياغة الدولة اليمنية المستقبلية المدنية التي‮ ‬يحكمها دستور‮ ‬وقوانين تتوخى العدالة والمساواة في‮ ‬المواطنة‮ ‬وحقوق الإنسان والتداول السلمي‮ ‬دولة مدنية حديثة تراعي‮ ‬مصالح الأمة اقتصادياٍ‮ ‬واجتماعياٍ‮ ‬وتؤسس لاقتصاد وطني‮ ‬يخدم الشعب ويرفع من مستواه معيشياٍ‮ ‬وخدمياٍ‮ ‬ويقضي‮ ‬على الفقر والبطالة من خلال توظيف الثروات الوطنية وعوائدها للقضاء على الفقر‮ ‬والتنمية الشاملة لإيجاد فرص عمل جديدة تمتص البطالة‮ ‬وتستوعب مخرجات التعليم‮ ‬وتحسن من التعليم والصحة والخدمات الأخرى للمواطن‮.‬
احتفال متميز
واخيراٍ‮ ‬فإن ما‮ ‬يميز الاحتفال بالذكرى الـــ51‮ ‬لثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر والذكرى الــ50‮ ‬لثورة الــ14‮ ‬من أكتوبر هذا العام أنه سيأتي‮ ‬متوافقا مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬الذي‮ ‬تمكِن من خلاله اليمنيون من تحقيق تقارب كبير بين مختلف الأطراف السياسية‮ ‬والتي‮ ‬يأمل المواطنين بأن تعمل تلك المخرجات على تقوية الْلحمة الوطنية وتساعد على توصيل وتوفير الخدمات للناس حتي‮ ‬يشعر كل مواطن بأنه قد حصل على حقه من الدولة وان هناك من‮ ‬يهتم به‮ ‬وصار لزاماٍ‮ ‬أن‮ ‬يؤدي‮ ‬ما عليه من واجبات تجاه بلده وفي‮ ‬المقدمة الحفاظ على أمن وسيادة واستقرار الوطن‮ ‬والحفاظ على وحدته ومكتسباته‮.‬

قد يعجبك ايضا