
منذ ما قبل اندلاع الثورتين المباركتين سبتمبر وأكتوبر والصحافة تعمل جنبا إلى جنب مع الثوار والمناضلين من اجل التهيئة للثورة ولهذا الغرض ظهرت الكثير من الصحف تركزت في مجملها في عدن وكانت الصحافة العدنية تمر بمراحل ازدهار وتطور الأمر الذي استغله الأحرار في الشمال من اجل الاستفادة من هذا المناخ والعمل على بث روح الثورة من خلال إيجاد صحافة تنويرية وتبشيرية بالثورة وكانت هناك الكثير من الصحف تهتم بقضايا الشمال الرازح تحت وطأة الحكم الإمامي المتخلف .
إرهاصات
ويقول الأستاذ الفقيد إسماعيل الوريث في كتابه “واقع الإعلام اليمني ” أن صحيفة الحكمة التي صدرت في عام 1938م وحتى عام 1941م مثلت “هذه المجلة الأدبية الشاملة: المعارضة الناهضة من خلال ما كتبه محرروها المرتبطون بهيئة النضال وكانت بحق أهم مركز للمعارضة وتأثرت هذه المجلة بالعروة الوثقى والشباب والرابطة المصرية وهي المجلات التي كان يكتب فيها عبدالوهاب الوريث رئيس تحرير الحكمة وقد استقطبت هذه المجلة المثقفين اليمنيين العائدين من بغداد والدارسين في مصر وكانت بحق الإرهاصات الأولى لحركة الأحرار واعتبرت نواة الصحافة الجادة .
وهناك صحف نشأت في الشمال وكانت تهتم بقضايا الاحتلال ومعاناة الجنوب المحتل حيث يؤكد الوريث في كتابه واقع الإعلام اليمني انه في عام 1950م صدرت صحيفة النصر في مدينة تعز وهي حكومية ورأس تحريرها محمد احمد موسى وكان اهتمامها منصباٍ على قضايا الجنوب اليمني المحتل, ويقول: هذه الصحيفة نشرت شعراٍ كثيراٍ يدعو إلى تحرير الجنوب اليمني وقد مست الوجود الاستعماري مسا مباشراٍ .
ويشير الوريث الى انه وبعد قيام ثورة سبتمبر المباركة اْلغيت كل الصحف التي كانت تصدر قبلها وصدرت صحيفة الثورة في التاسع والعشرين من سبتمبر لتكون لسان الشعب الناطق ولتعلن المسيرة الثورية وتبشر بالعهد الجديد وفي عشرين أكتوبر من نفس العام صدر العدد الأول من صحيفة الجمهورية لتكون رمزا للعهد الجمهوري, واعتبر صدور الثورة والجمهورية وكذا صحيفة الإخبار بداية عهد جديد ينذر بمرحلة ثانية في تاريخ الصحافة اليمنية .
وعن صحيفة الثورة يقول الأستاذ عبدالحليم سيف في كتابه “الثورة أربعون سنة صحافة ” أن الشارع اليمني استقبل بعد يومين من ثورة سبتمبر وبعد طول انتظار وصبر ومعاناة العهد الأول لصوت الشعب أي لصحيفة ولدت فكرتها في نفس الساعات التي لمع فيها البرق اليماني لتضيء بنور أيلول المجيد سماء الوطن بعد ليل حالك السواد كان يوما فاصلا لنهاية نظام إمامي كهنوتي واشراقة عهد جديد من النظام الجمهوري لذلك ليس غريبا أن جريدة اقترن اسمها باسم الثورة الحدث تعبير لا حدود له يعطي دلالات الانتصار العظيم تنقل للعالم إخبار الميلاد اليماني وبيانات ثورته المجيدة ومظاهر الفرح والابتهاج وقد عمت أرجاء الوطن من أقصاه إلى أقصاه ومن شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه وفي ذلك الصباح من أيلول الجديد طالع الناس المانشتات في الصفحة الأولى منها” الثورة تشمل اليمن وزمام الأمور بيد الجيش ” وتحته مانشيت آخر ” الجيش يقضي على العناصر الرجعية الخائنة في صنعاء ” وثالث ” ثورة الجيش ثورة الشعب ” أما افتتاحية العدد فقد كانت تحت عنوان ” صاحب الجلالة الشعب”.
ويقسم عبدالوهاب المؤيد في كتابه ” موسوعة الصحافة اليمنية ” تاريخ الصحافة إلى عدة أقسام حيث ذكر الفصل الثالث مرحلة الثورة ” 1962 – 1967م ” ويقول أن الصحافة الوطنية والصحافيين والإعلام والإعلاميين كانوا جميعهم في طليعة المناضلين مع الفارق الكبير بين واقع الصحافة في كلا الشطرين إذ كانت الصحافة الوطنية المستقلة في جنوب الوطن ما تزال تعيش فترة التطور والازدهار الذي استمر حتى الاستقلال حيث قدمت صفحات ناصعة من النضال بالكلمة رأيا وموقفا وتحقيقا وكشفا لحقائق الاستعمار وتحريضا للمواطنين على النضال بينما كانت الصحافة في الشمال “صحافة الثورة” تبدأ من الصفر بالتأسيس والبناء والنضال .
د المقالح: الدور الحقيقي للصحافة كان بعد
قيام الثورة اما قبلها فكان دورها ضعيفاٍ
وفي هذا الصدد التقينا الدكتور عبدالعزيز المقالح مستشار رئيس الجمهورية رئيس مركز الدراسات والبحوث والذي أكد أن الدور الحقيقي للصحافة كان بعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر أما قبل الثورة فكان دورها ضعيفاٍ, حيث قال الدكتور المقالح : قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر لم تكن الصحافة موجودة فقد كانت هناك صحيفتان في تعز لكنهما كانتا تعملان لخدمة النظام الإمامي ولم تكن هناك صحافة وطنية على الإطلاق وفي عدن كانت هناك بعض الصحف يتسم توجهها بالثوري والمناداة بالتحرر ولكن في إطار ضيق ولم يبدأ الدور الحقيقي للصحافة الا بعد الثورة .
وفي ما يتعلق بأبرز الصحف التي كان لها دور قبل الثورة سواء من داخل البلد أو خارجه يقول الدكتور المقالح : يمكن الحديث عن صحيفة “صوت اليمن” التي يمكن القول أنها كانت من الصحف المهيأة لثورة “48” حيث صدرت منتصف الأربعينيات في عدن ما عداها من صحافة محلية قبل ثورة سبتمبر فلم تكن موجودة كما أسلفنا إنما كانت هناك قصائد شعرية ومواقف فردية ومناضلون منهم من دخل السجن هذا ما حرض للثورة وبعد الثورة بدأت الصحافة تمارس دورها المعول عليها في الحفاظ على الثورة ونشر ثقافتها فظهرت صحيفة الثورة وصحيفة الأخبار في تعز وظهرت صحيفة الجمهورية وهذه الصحف بدأت تمارس نشاطاٍ حقيقياٍ وداعماٍ للثورة وهيأت جميعها لثورة الـ”14″ من أكتوبر المجيدة فقد كان لها دور قوي ودافع لدحر الاحتلال وفضح ألاعيبه وممارساته السيئة .
وأشار المقالح إلى صحف عربية ساهمت في خلق وعي ينادي للثورة منها صوت العرب وروز اليوسف من مصر وصحيفة ” الصحافة” السورية.. هذه الصحف كانت تهتم بالشأن اليمني وتنقل الواقع المرير الذي يعيشه اليمنيون.
أما موقف الصحف العربية من الثورة أوضح أن الكثير من الصحف العربية وقفت إلى جانب الثورة اليمنية فالصحف العراقية والمصرية وكذا السورية كانت جميعها مؤيدة للثورة أما في لبنان فقد ظهرت صحف مؤيدة للثورة وصحف أخرى معارضة وكانت الصحف العربية المؤيدة للثورة تنشر أخباراٍ كثيرة عن انتصارات وانجازات حققها الثوار وكذا المقاومة الباسلة للإمامة وكذا الاحتلال في جنوب اليمن وكانت الصحافة العربية في ما يتعلق بثورة الـ”14″ من أكتوبر كلها على موقف واحد دفاعا عن الثورة وضد الاحتلال ولهذا عملت جميعا في خط واحد لم تختلف مواقفها كما حصل في ثورة سبتمبر …
دور تنويري توعوي
والتقينا أيضا الأستاذ عبدالباري طاهر رئيس الهيئة العامة للكتاب نقيب الصحفيين الأسبق الذي أكد أن الصحافة لعبت دور هام في التأجيج للثورة والإسهام في إنجاحها حيث قال : إذا تتبعنا الأحداث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية نلاحظ أن صحيفة فتاة الجزيرة التي صدرت في عدن ورأس تحريرها الأستاذ محمد علي لقمان هذه الصحيفة لعبت دور البطولة حيث كتب فيها الأحرار أبرزهم مطيع دماج فقد كانت مواضيعها تنتقد الأوضاع في الشمال وكانت تبشر بالثورة وبعدها جاءت صحيفة ” صوت اليمن” التي تأسست في منتصف الأربعينيات في عدن وأسسها الأستاذ النعمان وكان رئيس تحريرها أبو الأحرار محمد محمود الزبيري وكانت هي الصوت المدوي الذي نطق باسم الأحرار وتبنت الميثاق المقدس وكانت الأساس لثورة “48” وفي هذه الفترة أيضا يمكن الحديث عن صحف صدرت في المهجر منها صحيفة الصداقة في مصر وصحيفة الشورى وهاتين الصحفيتين تناولت أجزاء كبيرة من مواضيعها للشأن اليمني ولا ننسى أهم صحيفتين بعد ثورة “48” الأولى صحيفة السلام التي أسسها الأستاذ عبدالله الحكيمي وصدرت في كارديف ببريطانيا وأيضا صحيفة الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان ” الفضول “في عدن وكانت هاتين الصحيفتين هما الأساس للدعوة إلى قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م وكانت مدافعة عن الأحرار وتبنت مطالبهم وآراءهم وتطلعاتهم لقيام دولة العدالة والمساواة ..
وأضاف : من خلال ما سبق نستطيع التأكيد أن الصحافة لعبت دورا هاما في ثورتي سبتمبر وأكتوبر من خلال انتقادها للأوضاع التي كانت سائدة آنذاك وتبشيرها بالثورة وطرحها لمبادئ وأهداف الثورة ودعوتها للتغيير واهم دعوة للتغيير في تلك الفترة انتقاد فساد وتخلف وجهل نظام الإمامة وعزلته ولكن ربما تكون إذاعة صنعاء التي تأسست منتصف الخمسينيات قد لعبت دور اكبر من الصحف نظرا لأنها دخلت معظم البيوت وخاطبت كل الشرائح وساعدها في ذلك نسبة الأمية التي وصلت إلى %90 آنذاك بينما كانت الصحف تخاطب النخبة ولهذا يمكننا القول أن الإذاعة قادت معركة الإعلام الحقيقي , كذلك لعبت إذاعة عدن دور هام في ثورة سبتمبر المجيدة .
وأشار إلى أن الصحف التي كانت موجة للشمال وتصدر في عدن ساهمت كثيرا في الثورة ولكن هذا لا يعني ان الصحف التي كانت في الشمال وأسسها الأمام لم تساهم في التحريض على الثورة ولو بطريقة غير مباشرة فقد كان فيها مساحة للرأي والنقد ومناقشة القضايا الهامة خاصة مجلة الحكمة التي كان يرأس تحريرها الأستاذ احمد عبدالوهاب الوريث وبعده احمد المطاع وكان طابعها تبشيري تنويري ثقافي أدبي قدمت رسالة هامة قادت الى خلق نوع من الوعي الذي يقود للثورة ولهذا تعتبر هذا المجلة من أهم المجلات التي قدمت رسالة صحفية توعوية في ظل الحكم الأمامي وحملت شعلة التحديث والإبداع .
وعن الصحافة العدنية يوضح عبدالباري طاهر أن الصحافة العدنية كانت فعلا مزدهرة وعريقة ولعبت دور في التأسيس للمسرح والشعر والنقد الأدبي وأيضا تطورا في المقال والتحليل السياسي ولهذا لعبت دور جدا هام بدأ من مطلع الأربعينيات إلى منتصف الستينيات وحقيقة للصحافة العدنية دور في كلا الثورتين سبتمبر وأكتوبر لان الصحافة العدنية عبرت عن نشأت الأحزاب السرية والنقابات العمالية ولا احد ينكر الدور الكبير للنقابات العمالية في هاتين الثورتين ولعل الحرس الوطني الذي تشكل للثورة كان معظمه من نقابات العمال أيضا كان قادة الكفاح في الجنوب من الحركات العمالية .
وفيما يتعلق بمقارنة الدور الذي اضطلعت به الصحافة في ثورتي سبتمبر وأكتوبر ودورها في الثورة الشبابية الشعبية عبر طاهر عن ارتياحه للدور الذي لعبته الصحافة في ثورتي سبتمبر وأكتوبر حيث قال : للأسف الشديد جاءت الثورة الشبابية ولدينا أربع قنوات فضائية رسمية وثلاث صحف يومية كلها تابعة للدولة أو بالأحرى للشعب ولكنها كانت ذات دور سياسي محدود موظف لصالح خطاب السلطة وليس للتنوير والتوعية والخطاب المجتمعي يلعب دورا هاما في تعزيز الديمقراطية والحداثة والعدالة بيد أن دور هذا الوسائل الإعلامية في الثورة كان مستلب وفي الطرف الآخر نجد القنوات الفضائية والصحف التابعة للأحزاب تشتغل من اجل الأحزاب وهي أسيرة الخطاب الحزبي أما الصحف المستقلة أو بمعنى اصح الأهلية فقد مثلت جزءا من الصراع القائم وعملت على تأجيجه ولاننسى الصحافة الالكترونية ولكنها في بلد لايزال يعاني أمية تقنية كاليمن فقد كان دورها محدود ولكن ومع هذه السلبية التي كانت عليها الصحافة في ثورة الشباب إلا أنها حملت جوانب ايجابية منها نقدها للفساد وكشف بعضا من الحقائق ونقل صور وأشكال التوتر وغيرها و لكنني انحاز للصحافة إبان الثورة وبعدها بسنوات قليلة فقد لعبت دور هام رغم كل الصعوبات والمعوقات وكانت بحق هي المتنفس أو الرئة التي كانت متاحة آنذاك إما الآن أنت إمام رئات عديدة ومتنوعة فضائيات وسماوات مفتوحة ومع ذلك الصحف القديمة كان التغيير والدور اشد واكبر لأنها كانت إمام ظرف معين وكان مجرد نقد الإمام أو نظام حكمه مثلا يعد حدثا عظيما يترك وقعا كبيرا في نفوس الناس أما الآن الدور محدود بسبب أن المعركة واسعة تدخل فيها اعتبارات عديدة .
شاذلي : حضور مشرف للصحافة
وتحدثنا أيضا إلى الصحفي المخضرم الاستاذ واثق شاذلي والذي اكد ان الصحافة كانت ذات حضور مشرف في ثورتي سبتمبر واكتوبر بل وساهمت في التحضير لهما والتهيئة لقيامهما من خلال اضطلاعها بدور تنويري ثوري يحث على نبذ اشكال الفقر والجهل والاستبداد والاستعمار , مشيرا الى ان الصحف في عدن ساهمت في احداث الثورة في شمال الوطن وعندما تحققت الثورة في الشمال ناضل الثوار والمناضلون من الشمال والجنوب والصحافة معهم خطوة بخطوة من اجل دحر الاستعمار البغيض من جنوب الوطن.
وقال : كانت الصحافة تحمل قضية وطن تناضل من اجلها وكانت القوى الوطنية الواقفة وراء هذه الصحف تدرك يقينا هدفها ومجتمعة على هذا الهدف ورغم المآسي وصعوبة الظروف التي كانت عليها الصحافة آنذاك وقلتها ايضا الا انها كانت ذات وقع مؤثر في نفوس الناس , فالفضول للنعمان بأسلوبها الساخر لعبت دورا عظيما في الثورتين وايضا صحيفة الصباح للأستاذ سعيد الجريك والتي كانت تصدر في عدن والحديدة وكانت تميز هذه الصحيفة تلك الرسمة المشهورة لفم عليه قفل , وحقيقة كل الصحف ساهمت في الثورتين فتاة الجزيرة وصوت اليمن وحتى الصحف التابعة لجماعات ومنظمات كلها ساهمت ولم تختلف بالهدف لأنها كانت صحفا تحمل رسالة سامية وقضية عامة تمثل اجماعا لدى لدى كافة الشرائح في الشمال والجنوب.
وكان الاستاذ شاذلي يميل في حديثه الى عقد المقارنات بين حال الصحافة ودورها في ثورتي سبتمبر واكتوبر ودورها في الثورة الشبابية العام 2011م حيث قال : جاءت الثورة الشبابية والصحافة في وضع سيئ منحازة وتابعة لأحزاب ولمنظمات واشخاص لا تهتم بالعمل الوطني او القضايا العامة بل يغلب عليها الصراع الحزبي والسياسي , اما الصحافة قديما فقد كانت ذات هيبة وتتمتع بمصداقية عند الناس وكل ما يصدر عنها كان على الفور يؤخذ بأنه فعلا على درجة كبيرة من اليقين ولهذا انتشرت آنذاك مقولة للتأكيد على صدق معلومة ” قرأتها في الجريدة او سمعتها في الاذاعة ولهذا استطاعت الصحافة الاسهام بفعلية في سبتمبر واكتوبر اما الان فقد انتشرت مقولة كلام جرائد وبياعين كلام وغيرها والسبب اننا اصبحنا نكذب لخدمة احزابنا او الاشخاص الذين نعمل معهم ولهذا يمكننا القول ان الصحف اليوم اصبحت جزءا من المشكلة واصبحت تتهم بانها تثير المشاكل والصراعات , ايضا الصحافة اليوم باتت ضيقة الافق تفتقر الى المتابعة والاستمرار ية فقد تحدثت كثيرا عن الثورة الشبابية في حينها ولكنها توقفت ولم تتابع الى اين وصلت هذه الثورة وهل حققت اهدافها وماهي المعوقات واسبابها ولكن لم تقم بهذا الدور لأنها تخدم احزابها او الاشخاص ذو المصالح الذين يصدرونها .
واضاف : كانت الصحافة القديمة تأخذ العمل بمهنية ووطنية وتجد الصحفي او القائم على الصحيفة يضحي ويتحمل الصعاب في سبيل قضيته الوطنية وقبل ثورتي سبتمبر واكتوبر والى مابعدها بسنوات لاتجد صحفي يمتلك ثروة لانهم كانوا ينظرون الى المهنة بعين الوطن , ولم يتاجروا بها كما هو حاصل اليوم وحتى قبل الوحدة لم يكن هناك صحف فقط الرسمية في الجنوب والشمال باستثناء صحفتين اهليتين في الشمال ولما جاءت الوحدة واشترطت حرية الصحافة وللأسف الشديد غلب على العمل الصحفي امران الحزبية والتجارة “بيع وشراء”واصحاب المهنة واصحاب الرسالة لم يستطيعوا اعادة صحفهم التي توقفت ومنهم سعيد الجريك الذي حاول اعادة الصباح لكنه لم يستطع بسبب المادة وكان يستطيع اذا تنازل عن مهنته لكنه رفض.
وشدد شاذلي على ضرورة ان يعود للصحافة دورها وان يتم انصاف الناس الذين ساهموا في ثورتي سبتمبر واكتوبر وهذا الشيء سمعناه كثيرا من زميلنا الصحفي الكبير عبدالحليم سيف .
وأشار شاذلي إلى أن الصحافة حاليا تعبر اما عن السلطة او السياسة والقبيلة باستثناء صحف قليلة جدا لازالت تحتفظ ببعض جوانب المهنية والتنوير .
