رقية أمين- ربة بيت وأم لخمسة أطفال بينهم 3 بنات يتراوح أعمارهن بين السابعة والثالثة قضين العيد كما تقول أمهن حسرة وبدون والدهن عبده محمد قاسم الغائب والمحتجز في إحدى دول الجوار منذ أكثر من عام ونصف العام.
وتضيف رقية: حاولت إدخال الفرحة ولو بشكل مؤقت إلى نفوس الأطفال خلال العيد لكن هذه المناسبة العظيمة كانت محطة أخرى لمزيد من الحسرة والحزن في نفوس أفراد الأسرة جميعا وخاصة الولدين الأكبر محمد تسع سنوات وآمنة سبع سنوات واللذان ما لبثا يسألان عن سر غياب أبيهما وعدم مشاركته أفراح العيد..
هذه الأسرة البسيطة القاطنة بمنطقة غليل بمدينة الحديدة ليست سوى واحدة من بين عشرات الأسر اليمنية على طول الساحل الغربي للبلاد عاشت لحظات عصيبة خلال أيام العيد بسبب غياب رب الأسرة أو احد أفرادها قسريا ولظروف قاهرة خاصة للصيادين التقليدين الذين يقبع منهم442 وفقا لإحصائيات الاتحاد السمكي في سجون اريتريا ..
أحزان مضاعفة
أسرة الشقيقين عبدالسلام وعبدالرحمن محمد المعتقلين في اريتريا لم تذق طعم الفرحة في عيد فطر هذا العام إذ تم اعتقالهما في العاشر من رمضان قبل الماضي عندما كانا يمارسان مهنة الاصطياد التقليدي في مياه البحر الأحمر مع ثمانية صيادين آخرين لا يزالون جميعا في سجون أسمرة ..
ويقول الحاج محمد الحلص والد السجينين وهو من أبناء مدينة الخوخة الساحلية بالحديدة بأن ولديه عبدالسلام وعبدالرحمن وكلاهما في العقد الثاني من العمر متزوجان ولديهما أولاد ويحاول هذا الأب المسكين إن يصف مشاعر الحزن والأسى التي انتابت زوجاتهما وأطفالهما خلال أيام العيد والتي كانت مضاعفة بكل معنى الكلمة ..
ويضيف الحاج محمد وقد طغت على نبرات صوته الشجن الممزوج بشيء من التجلد والصبر المصطنع : لقد كبرت عندنا الآمال خلال أيام الشهر الكريم مع الأنباء الصحفية التي تحدثت عن توجيهات من الرئيس الاريتري بالإفراج عن جميع الصيادين المحتجزين هناك إلا أن هذه الآمال سرعان ما تحولت إلى انتكاسة حقيقية مع مرور الأيام دون عودة الغائبين .
ويؤكد هذا الوالد المكلوم بأن العيد حل هذا العام على أسرته الحزينة بمزيد من الأسى والحسرة وخاصة على نفوس الزوجتين وأطفالهما بعد إن كانت الأسرة تعد لاستقبال العائدين ..ويضيف : لقد طرقت كل الأبواب وراجعت جهات الاختصاص بوزارتي الخارجية والثروة السمكية في العاصمة صنعاء بل وأرسلت ولدي الثالث إلى العاصمة الاريترية أسمرة في محاولة ذاتية للإفراج عن الولدين لكن دون جدوى .. ولم يبق أمامنا إلا مناشدة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية للتدخل الشخصي لدى القيادة الاريترية في سبيل إطلاق الصيادين المحتجزين دون ذنب وإنهاء مهاناتهم المتواصلة والتي دخلت عامها الثاني.
ظروف قاهرة
هذه الظروف القاهرة التي حالت دون قضاء عدد كبير من اليمنيين أيام العيد بين أسرهم وذويهم لا شك عززت من مشاعر الحسرة والأسى في نفوس الأهل خلال أيام العيد.
ولا تجد هذه العائلات كما تقول إلا توجيه دعوات المناشدة والاستغاثة لرئيس الدولة والحكومة وكافة الجهات المختصة بسرعة التحرك والتواصل مع جهات الاختصاص في اريتريا وغيرها من اجل تأمين عملية الإفراج وبأقصى سرعة ممكنة وإنهاء هذه المعاناة التي باتت تؤرق هذه الأسر المنكوبة وتلقي بتأثيراتها الخطيرة على حاضر ومستقبل هذه العائلات التي فقدت عائليها وأصبحت تعيش بأحزانها المتراكمة على شفا حفرة من الضياع .