والدي ترأس خلية ماوية في تعز لإمداد ثوار ردفان وشمسان بالعتاد العسكري

> مصر ملهمة النضال الثوري العربي في دعم الجبهات القومية النضالية
> عصا المرأة العجوز انكسرت في جنوب اليمن بعد زيارة جمال عبد الناصر لمدينة تعز
> ثورة سبتمبر فجرت خلايا الثورة في عدن وزنجبار وأبين وامتزج دم الشطرين حتى تحقق
الاستقلال
وحدة النضال الأدبي المقاوم شمالا وجنوبا سبقت ساحات الثوار في الانتصار والوحدة

.

مناضل بكلمته بأشعاره وقصائده , وفي ميادين الثورة السبتمبرية والأكتوبرية رافق موكب الثوار وأسس أول خلية عسكرية بتعز بدعم من الجيش المصري بقيادة جمال عبد الناصر لمؤازرة ثوار أكتوبر واستحقاق النصر والاستقلال .. الثورة التقت بنجل المناضل الكبير الباحث والسياسي عباس إسماعيل إسحاق للاطلاع أكثر على مسيرة ثورة الرجل الأكتوبرية

* كيف بدأت مسيرة الكفاح والنضال الثوري في حياة إسماعيل إسحاق ¿

– بدأت بالنضال الأدبي الثوري بقصائده وأشعاره التي وجهها سهاما في قلب الحكم الإمامي الملكي الكهنوتي شمال البلاد آنذاك مع زمرة من رفاقه الأدباء والشعراء أمثال العزي السنيدار وصالح سحلول ومحمد محمود الزبيري وكان الزبيري الثائر شعرا ونضالا الأقرب إلى اسحاق في النهج الفكري والمسيرة الثورية داخل الوطن وخارجه شمالا وجنوبا إلا إن الزبيري كان قد سافر القاهرة عام 1940 لتأسيس أول حركة معارضة للحكم الإمامي وأطلق عليها اسم كتيبة الشباب اليمني ثم إلى عدن لتأسيس حزب الأحرار عام 1944 م

وهل تعرض إسحاق للاعتقال أو التعذيب نتيجة لقصائده الثورية المناهضة ¿
نعم , فقد أدرك الإمام خطورة اسحاق في قصائده الناقمة على التخلف والاستبداد والظلم وألتفاف الناس حول دعوى التنوير والانتفاضة على واقع الرجعية والابتزاز الفكري والسياسي والحقوقي بأقسى مراحله فأمر باعتقاله وتعذيبه لأكثر من ثلاث سنوات إلاِ أنه تم الإفراج عنه قبيل شرارة الثورة السبتمبرية والذي خرج فيها منشدا :
غيرت مجرى الدهر يا سبتمبرْ
والدهر عن مجراه لا يتغيرْ
وسلكت عرشا ضاربا أطنابهْ
وعليه كسرى والعتيد و قيصرْ
وحملت في كلف السلام أمةْ
ليلج في طوفانك المتدبرْ
أدمى فؤادك ما يعاني شعبناْ
حتى انطلقت قنابل تتفجرْ
وهي القصيدة ذاتها التي تغنى بها الشاعر المناضل محمد محمود الزبيري في تعز الجمهورية .

* ما علاقة مغادرته صنعاء إلى تعز بتوقيت قدوم جمال عبد الناصر عام 1964 م مدينة تعز ¿
– قدوم الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر إلى تعز عام 64 دليل على وحدة المصير العربي ورسالة قوية للاستعمار البريطاني بأن ما سيأتي ليست ثورة أبناء الجنوب فحسب بل ثورة اليمن والشعب المصري بأكمله فجاءت صواريخ عبارته الشهيرة ” على بريطانيا العجوز أن تأخذ عصاها وترحل من عدن ”
لتصبح تعز بعد ذلك ميدان تجنيد وعتاد وجبهات قومية وخلايا نضالية لإرداف المناضلين من كل محافظات اليمن إلى ميادين الاستبسال في عدن وبدعم عسكري ومادي ومعنوي من ثورة جمهورية مصر العربية , فكانت أول خلية نضالية ثورية تمد السلاح إلى جبال ردفان وشمسان وأبين وزنجبار هي خلية ماوية بقيادة المناضل إسماعيل إسحاق يليها خلية محمد هاشم وشيخ البحر والجبهة القومية لفيصل قحطان أبرز قيادات الجنوب ولمدة ثلاث سنوات وبدعم لا محدود من الجيش المصري من الأسلحة المتطورة آنذاك والدعم اللوجستي .

* إذا ثوار سبتمبر هم أيضا ثوار في الجنوب ¿
– بالتأكيد امتزجت دماء الشطرين في كل من ثورة سبتمبر وأكتوبر ولو لاحظنا الثوار المنتمين لخلايا الصبيحة والمقاطرة من كانت تدعم ثوار لحج وأبين وزنجبار أكثرهم قدموا من المناطق الشمالية من صنعاء وحجة وذمار والحديدة ومختلف المحافظات بعد أن غدت ثورة سبتمبر ملهمة لأبناء الجنوب في توحيد الصفوف من جديد والاستبسال من أجل الاستقلال .

* ماذا عن عملية صلاح الدين في عدن ¿
– أول عملية فدائية استهدفت الاحتلال البريطاني بمساعدة الضباط المصريين وتعتبر أجرأ عملية فدائية هزت كيان الاحتلال وبداية لعمليات فدائية أخرى أثارت الرعب في الجنود البريطانيين الذين كانوا يتوقعون ساعة حتفهم في أي لحظة , فما إن سمع الثوار ومختلف الخلايا والجبهات القومية نجاح العملية عبر أثير إذاعة تعز حتى خرجوا مهللين ومكبرين وتغنى المناضل إسماعيل إسحاق منشدا ومستصرخا ثوار أكتوبر على مواصلة الاستبسال والصمود قائلا :
كل فرد في شعبنا سلال
وكل الشعوب فيها جمال
كلنا اليمن ثورة وحماس
واتقاد وكلنا أبطال
هذه أرضنا ونحن لها شرق
وغرب جنودها وشمال
نحن في هامات السحاب صواريخ
وفي قاعات التراب جبال
نحن انصار كل داعين الحق
وذود للمستضعفين وآل
ثم تلاها بقصيدة أخرى تدعو أبناء الجنوب إلى الاقتداء بثورة سبتمبر حتى النصر من خلية ماوية العسكرية بتعز :
من تعز منابر الآمال
بشريات تمر عبر الليالي
من تعز صوت الإذاعة أبدأ
صور من تناغم الأجيال
من تعز بداية حمل التاريخ
فيها نهاية الاحتلال
يا رجال الجنوب حلوا وثاقا عنكم
والحقوا بركب الشمال
لن تنام الرصاص أو يسقط الرشاش
في هذه الأكف الطوال
طالما كان عزنا وحمانا
عرضة للهوان والإذلال

بعد نصر أكتوبر واستقلال الجنوب عام 67 , تبادر صنعاء للاعتراف السريع باستقلال الجنوب ..
مقاطعا .. بادرت صنعاء بالاعتراف باستقلالية الجنوب للظروف السياسية المحدقة بها تلك الفترة المتمثلة بحصار السبعين وكما يقول بعض المؤرخين حتى لا تضيف سلطة 5 نوفمبر لنفسها خصماٍ جديداٍ وهي محاصرة وبدأ البحث عن لحمة الوطن المشطور وسط أول حرب شطرية في 1972م .
* هل كان للمناضل ورفاقه الثوار تطلعات نحو المدنية ¿
– أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر لم تدعو إلى إسقاط حكومة العسكر ولكن طالبت قياداتها بتحقيق الدولة المدنية الحديثة باتجاه حكم مدني قائم على المواطنة المتساوية, فالوحدة كانت أول بوادر المدنية إن تم إرساء دعائمها في الجانب العلمي والمدرسي والفكري والعسكري ثم تتجلى ملامح المدنية في الوحدة الاندماجية وهذا ما دعا إليه المناضل إسماعيل إسحاق والبردوني وغيرهم من الأعلام الثورية البارزة في كلا الشطرين سابقا .

* برأيك ما هي المعوقات التي حالت الحكومات المتوالية لليمن من تحقيق حلم الشعب في المدنية الحديثة ¿
– مفرزات الواقع السياسي والفكري الذي بدأ بالتشكل على أرض الخارطة الإقليمية والعربية من تجاذبات حزبية أخذت القوى السياسية الحية في أتون اختلافات فكرية شدتهم بعيداٍ عن الانتماء الأصلي ليجدوا أنفسهم يبتعدون كثيراٍ معتقدين اقترابهم من تحقيق آمال وطموحات تحقق الرفاهية للشعب اليمني متناسين أن هذه التجاذبات هي التي أبعدتهم عن مشروعهم الوطني إلى جانب الخبرة القصيرة والبسيطة في التعامل مع الواقع السياسي الذي يصل في بعض الأحيان درجة السذاجة , ففي حين انشغل الشمال بالتجاذب بين قطبي صراع سعودي مصري انعكس على الأرض اليمنية ليأخذ ذلك الكثير من طاقة الأمة وخيرة شبابها ليصل في ذروته إلى صراع أهلي داخلي غذاه احتقانات ماضُ سيء وحاضر غير واع امتد لأكثر من سبع سنوات وزاد من الانقسام الداخلي نتيجة العقلية المرتهنة على حسابات هي أبعد ما تكون عن هم الوطن والثورة لتترك تلك الصراعات احتقانات مازالت آثارها نازفة بشكل أو بآخر حتى يومنا هذا
* أستاذ عباس شكرا جزيلا لك
– شكرا لكم ولصحيفة الثورة في توثيقها لحياة مناضلي الثورات اليمنية .
قالوا عنه ..
كان البردوني قد أطلق على ثورة شعر المناضل إسماعيل إسحاق لقب بواكير المعاصرة الخالدة
فيما خط الأديب الكبير عبد العزيز المقالح – المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية رثاء على روح المناضل جاء فيه : لم يسعدني الحظ بمقابلة الشاعر الثائر إسماعيل إسحاق أليس هو الصوفي الذي يؤمن بتآلف الأرواح وتعارفها على بعدس الراحل الكريم الثائر الشاعر إسماعيل إسحاق هو صاحب هذا البيت الذائع الصيت من الشعر الوطني:
غيرت مجرى الدهر يا سبتمبر
والدهر عن مجراه لا يتغير
ومنذ قرأت قصيدته السبتمبرية وسكن في ذاكرتي منها هذا البيت وأبيات اخرى وأنا حريص على متابعة كل ما يكتب من شعر رغم عزوفه عن النشر , رضوان الله وسلامه عليه

ملاحظة : الصور في جهاز علي قاسم

??

??

??

??

نجل المناضل/ علي قاسم/17

قد يعجبك ايضا