حرب مبادئ .. وحرب مصالح
صلاح محمد الشامي
” لا تفرح بانتصارك ، أو تأمن لعدوك ، إلا بعد أن يتحقق لك النصر الكامل عليه “، بالمقابل “ما من خصم لا يمكنك الانتصار عليه ، لو علمت أين ومتى ينبغي أن تضرب ضربتك “.. عبارة قرأتها في أحد الكتب قديما ، لم أدر كيف عادت إلى الذاكرة ، وبرزت بكل هذا الوضوح ، ربما لأني كنت قد حفظتها في السابق ، فظلت تلح عليّ وتتردد في ذهني حتى ارتأيت أن أبدأ بها مقالتي هذه ، فما أحوجنا لقراءة كتب العقلاء والأخذ من أفكارهم ، لنبدأ من حيث انتهوا ، ونضيف إلى معارفنا وأعمالنا ما لم يكن حتى في حسبانهم ، إن كنا جديرين بذلك، ونحن كذلك بالفعل.
لا يعتقد العدوان أن فَرَحَنا بانتصاراتنا المتتالية توقفنا عن مواصلة تحقيقها، فليست سوى محطات، كل محطة توصلنا إلى ما بعدها.. نعم نحن نفرح بنصر الله ولكننا لا نفرح بإنجازاتنا الذاتية ، بدليل ” نصر من الله ” وما للتسمية من دلالة الاعتماد على الله لا على قدراتنا الذاتية، ورغم معرفتنا بها وتنميتنا لها وتفوقنا بها على ما لدى خصمنا.
بالمقابل نعلم متى وأين نضرب عدونا، ونحن في تحركنا لصد هذا العدوان الظالم نتحرك بقيمنا ، ولا ننحدر قيد أنملة إلى مستوى حقارة العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي بقادته ومرتزقته وجنوده ، ونعلم وندرك تماماً أننا ننتصر عليه دوماً بمبادئنا ، نحن يمن الإيمان والحكمة ، في كل مواقع القتال ووقائعه ، والأمثلة فوق أن تحصر.
هاهو أحد الأسرى السعوديين يعود إلى أهله دون قيد أو شرط بأوامر قائد الثورة السيد عبدالملك حفظه الله، وها هو العدوان – بالمقابل – يواصل ارتكاب جرائمه بحق المدنيين ، بل بحق الشعب اليمني بأكمله عبر غارات الطيران التي ارتكب فيها مجازر عديدة ، وعبر ممارسة القرصنة على سفن البضائع والمساعدات والمشتقات النفطية، واحتجازها في عرض البحر.
ربما ضربات أكثر إيلاماً ستجرّعه من الكأس نفسها التي جرّع بها الشعب اليمني ، قد تشفي ” صدور قوم مؤمنين ” ، لكنها – أبداً –لن تكون سبباً ليرعوي عن غيّه ، فنحن نواجه عدواناً أرعن.. عدواناً من نوع خاص.
ولننظر من هم قادته ابتداء من رأس الهرم لهذا العدوان، أولاً الرئيس الأمريكي ترامب، لم يصل إلى هذا المنصب من هو أكثر هوجا ولا أكثر جنونا من ترامب بين أكثر من 45 رئيساً قاد الولايات المتحدة..
ثم لننظر إلى السعودية سلمان شيخ مقعد لا يستطيع حتى ضبط الحروف من فمه إذا ما ألقى كلمة بسبب الزهايمر، وابنه المدمن على كل أنواع المخدرات، شاب أحمق ليس فيه حتى امارات الرجولة هو من يمسك بزمام الأمور بدل أبيه، ولا داعٍ للتوغل فيه، فكل أفراد الأسرة الحاكمة متذمرون منه ومن رعونته سواء أبدوا ذلك أم أخفوه، وكما يقول المثل المصري ” الطعن في الميت حرام “..
اليميني المتطرف نتن ياهو ليس في جعبته إلا الحقد ثم الحقد ثم الحقد على الإسلام والمسلمين والنصارى وغيرهم والبشرية جمعاء، وليس في مقدوره تنفيذ مخطط الماسونية الملقى على عاتقه ولو أفنى عمراً فوق عمره لأن الأمر لم يعد بأيديهم، وما يفعلونه لم يعد سوى دفع الكوكب إلى الدمار، ولن يتأتى لهم ذلك أيضا، فنهاية اليهود قادمة وقريبة بإذن الله.
البقية ليسوا سوى وكلاء حوانيت ينفذون، والكل في نظري ونظر الخاص والعام في العالم منفذون فقط لما يُملى عليهم من فوقهم.
ليس إلا اليمن من له نظرة ذاتية، وانطلاقة من أسس قيم دينية ووطنية لصد هذا العدوان الأرعن والانتصار عليه، وهو الآن يعيش أقسى حالاته الإنسانية بسبب الحصار والعدوان، ويعيش في الوقت ذاته أرقى حالاته المعنوية وقوته الذاتية التي ستمكنه بإذن الله من الخروج شامخا منتصرا بإيمانه وحكمته ومبادئه، فحربنا حرب مبادئ، والعدوان لا يخوض إلا حرب مصالح، مصالح فحسب.