فرنسا وبريطانيا وألمانيا تندد بشدة
دمشق تتعهد بالتصدي للعملية العسكرية التركية ضد الأكراد في شمال البلاد
دمشق/وكالات
حذرت دمشق أمس أنقرة من مغبة شن عملية عسكرية في شمال سوريا ضد الأكراد، منددة بنوايا تركيا “العدوانية” ومتوعدة بالتصدي للهجوم، مع وصول تعزيزات عسكرية تركية إلى الحدود. هذا ونقلت الرئاسية الفرنسية عن الرئيس ماكرون قلقه الشديد من العملية ووقوف بلاده إلى جانب الأكراد، الحليف الأساسي في الحرب على الإرهاب.
ونددت السلطات السورية أمس بنوايا أنقرة “العداونية” مع استعدادها لشن عملية عسكرية وشيكة على مناطق سيطرة الأكراد في شمال البلاد، متعهدة بالتصدي لأي هجوم تركي.
وأعلن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، في بيان نقله الإعلام الرسمي، أن بلاده “تدين بأشد العبارات التصريحات الهوجاء والنوايا العدوانية للنظام التركي والحشود العسكرية على الحدود السورية” مؤكدا في الوقت عينه “التصميم والإرادة على التصدي للعدوان التركي بكافة الوسائل المشروعة” ومنددا بـ”الأطماع التوسعية التركية في أراضي” سوريا.
من جهتها، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية الأربعاء “النفير العام” لمدة ثلاثة أيام في مناطق سيطرتها، بعد إرسال تركيا تعزيزات عسكرية إلى الحدود وتأكيدها أن الهجوم بات “قريبا”. داعية موسكو إلى لعب دور “الضامن” في “الحوار” مع دمشق.
واعتبرت الإدارة الذاتية الكردية في بيان أن “الحل الأمثل من أجل نهاية الصراع والأزمة في سوريا يكمن في الحوار وحل الأمور ضمن الإطار السوري- السوري”، مضيفة “نتطلع إلى أن يكون لروسيا دور في هذا الجانب داعم وضامن وأن تكون هناك نتائج عملية حقيقية”.
هذا، وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أن العملية التركية ضد القوات الكردية في سوريا، ستساهم في جلب “السلام والاستقرار” هناك. وذكر مصدر في الرئاسة التركية أنه و”خلال هذه المكالمة، أعلن الرئيس أن العملية العسكرية المقررة في شرق الفرات ستساهم في جلب السلام والاستقرار إلى سوريا وستسهل الوصول لحل سياسي”.
في ذات السياق، نقلت الرئاسة الفرنسية عن الرئيس إيمانويل ماكرون إعرابه عن “قلقه الشديد” من العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، مشيرة إلى أنه التقى الاثنين القيادية الكردية إلهام أحمد.
كما ذكرت مصادر في محيط الرئيس الفرنسي أن “الفكرة هي إظهار أن باريس تقف لجانب قوات سوريا الديمقراطية لأنهم حلفاء أساسيون في القتال ضد داعش، وبأننا قلقون جدا من احتمال شن عملية عسكرية تركية في سوريا وسنوصل هذه الرسائل مباشرة للسلطات التركية”.
من جانب آخر قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبيرغ، أمس، إنه يأمل في أن تكون العملية التركية في سوريا محسوبة بدقة ومتناسبة.
وأفاد ينس ستولتنبيرغ بأن تركيا أوضحت أن عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا ستكون محدودة، مضيفا أن من المهم عدم زعزعة استقرار المنطقة بدرجة أكبر.
من جهتها صرحت، إميلي دو مونشالان، وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي، إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا دعت لعقد جلسة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الهجوم التركي على شمال سوريا.
وأضافت دو مونشالان أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، أن الدول الثلاث بصدد إصدار بيان مشترك “يندد بشدة” بالعملية التركية.
وتابعت بالقول إنه سيتم الاتفاق على بيان منفصل يصدر عن الاتحاد الأوروبي بعد أن توقع كل الدول عليه.
إلى ذلك، دعا رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، تركيا لضبط النفس ووقف عمليتها العسكرية في سوريا.
وأفاد يونكر، أمام البرلمان الأوروبي، بأنه “لدى تركيا مخاوف أمنية عند حدودها مع سوريا، وعلينا تفهم ذلك.. لكني أدعو أنقرة وغيرها من الأطراف الفاعلة لضبط النفس”.
وتابع قائلا “إذا كانت خطط تركيا تتضمن إقامة ما يسمى بمنطقة آمنة عليها ألا تتوقع أن يدفع الاتحاد الأوروبي أي أموال في هذا الشأن”.
كما دان وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، بقوة الهجوم التركي في شمال سوريا.
وصرح ماس بأن العملية التركية في سوريا ستؤدي إلى المزيد من الاضطراب وزعزعة استقرار في المنطقة ويساعد على عودة ظهور تنظيم “داعش”.
وقال في بيان إن الهجوم التركي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة وأيضا تدفقات جديدة للاجئين.
وندد رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، بالعملية التركية في سوريا، مشددا على أنها تهدد بزعزعة استقرار المنطقة وإلحاق الضرر بالمدنيين.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بدء العملية العسكرية شمال شرق سوريا والتي أطلق عليها “نبع السلام”.
وأكد مسؤول أمني تركي أن “العملية التركية في سوريا بدأت بضربات جوية وستدعمها نيران المدفعية”.
وأفاد الجيش التركي بأن أردوغان أطلق عملية “نبع السلام” ضد “داعش” و”حزب العمال الكردستاني” في شمال سوريا.
وشدد الرئيس التركي على أن هدف أنقرة هو القضاء على الممر الإرهابي المُراد إنشاؤه قرب الحدود التركية الجنوبية، وإحلال السلام في تلك المناطق.
وصرح أردوغان بأنه “سيضمن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بفضل المنطقة الآمنة التي سننشئها عبر عملية نبع السلام”، مؤكدا أن “تركيا ستحافظ على وحدة الأراضي السورية، وستخلص سكان المنطقة من براثن الإرهاب”.
من جانبه أكد مصدر مصري مسؤول أن مصر ترفض العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، موضحا أن أي توغل تركي يمثل تصرفا خارج نطاق الشرعية الدولية.
وأشار المصدر إلى أن تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهذا الخصوص واضحة في رفض مصر لاقتطاع أي جزء من الأراضي السورية.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن أن عملية “نبع السلام” العسكرية شمال شرق سوريا قد بدأت اليوم الأربعاء.
وأكد الرئيس المصري، أمس الثلاثاء، أنه يؤكد رفض محاولات استخدام القوة، واستقطاع جزء من الأراضي السورية، وفرض أمر واقع جديد في المنطقة، فيما يعد انتهاكا للأعراف والقوانين الدولية.