” نصرٌ من الله ” .. عظمة الشهداء والتأييد الإلهي
أحمد كنفاني
يستذكر الشعب اليمني وهو في غمرة احتفاله بنجاح عملية ” نصر من الله ” التي أيد الله عز وجل المجاهدين بها من قواتنا المسلحة الباسلة في محور نجران جنوب السعودية خلال هذه الأيام بعظمة الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن حياض الوطن وكرامته وعزته ورفعته في مختلف الجبهات على مدى ما يزيد عن 4 سنوات منذ بدء العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي على بلادنا وتقديم المزيد من التضحيات والشهداء على درب الحرية والكرامة، لإن طريق الحرية والكرامة وتحقيق الانتصارات والملاحم البطولية يمر عبر دمائهم الذكية الطاهرة .
فمصير الشعوب والمجتمعات في التحرر من نير الظلم والاضطهاد مرهون بالشهداء والشهادة على مر التاريخ وحتى الآن، حيث يشهد تاريخ الأمم على مسيرة هؤلاء الشهداء وتسطيرهم أفضل ملاحم البطولة والفداء في معارك الحرب والنضال في سبيل الشموخ الذي يتطلع إليه أبناء شعبهم مضحين بكل ما لديهم من روح ودماء وحياة في هذا السبيل.
والشعب اليمني قدم عبر التاريخ الكثير من الشهداء في سبيل نيل حريته والعيش بكرامة وعزة، واليمنيون اليوم بفضل من الله وتأييد منه وفي ظل قيادته الثورية ممثلة بقائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ومجلسه السياسي الأعلى بقيادة مهدي المشاط يدخلون التاريخ بكسرهم لقيود الخنوع والظلم من خلال المواجهة والصمود وعظمة مسيرة الشهداء وفي طليعة هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وأنفسهم رخيصة من أجل نصرة الوطن وعزته وكرامته الشهيد الرئيس صالح الصماد الذي مهما تكالبت الأيام والسنين على رحيله لن ننسى دماءه الطاهرة وهي تروي أرض تهامة عندما جاءها زائرا مدافعا عنها مستبسلا تاركا وراءه كل المناصب متسلحا بقوة إيمانه وأنّ مسح نعال مجاهد أغلى عنده من كل المناصب الدنيوية ومع هذه الشرارة التي أطلقها الشهيد الصماد من الحديدة والتي بدأت بدمائه الطاهرة تحولت إلى سلسلة من الآف الشهداء الذين ضحوا بكل ما يملكون من غال ونفيس من أجل شعبهم ووطنهم، فالشجاعة التي تحلوا بها والعظمة التي أبدوها تواري علو وشهاقة الجبال التي احتضنت دماءهم وأرواحهم .
فالتضحية تشكلت بدمائهم والتصنيع العسكري تطور على أجسادهم والوعي السياسي تعمق بفضل أفكارهم، وأصبحوا الركيزة والقدوة في الحياة والمستقبل بأهدافهم وكما يقول القائد أبو جبريل حفظه الله الشهداء هم قادتنا الحقيقيون، والشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه رفد الجبهات بالآف من الشهداء من أفلاذ أكباده للوصول إلى كرامته وحريته ولا زال يقدم المزيد من التضحيات في هذا الدرب ، مدركا ما يتطلب منه من النضال والكفاح على خطى الشهداء وأهدافهم، ولن يبخل أبدا في تقديم المزيد من التضحيات لرفع راية الوطن عاليا بالعمل الدؤوب تخليدا لذكراهم ولأجل أهدافهم التي بذلوها في سبيل عزة الشعب اليمني وحريته ، على دمائهم تشكلت الوحدة المتينة والرصينة التي لا تقهر بين شماله وجنوبه .
فسياسات الغطرسة والاستكبار التي تمارسها قوى العدوان وأذنابها ومهما امتلكت من إمكانيات وعتاد وعدة وما ارتكبته من إبادة في حق أبناء الوطن اليمني لن تجدي نفعا ولن تلاقي النجاح في وجه الدماء التي روت عروق الصمود والتحدي لدى قيادتنا وشعبنا وجيشنا ولجاننا الشعبية .
بهذه المناسبة ومع نجاح العملية العسكرية ” نصر من الله ” التي سطرتها أقدام قواتنا المسلحة اليمنية البطلة الباسلة ننحني إجلالا واحتراما لكل من خطط وشارك واستشهد وجرح فيها ونخرُّ لله ساجدين شاكرين على نعمه وتأييده لنا بهذا النصر المبين ونقول للشهداء من أبناء قواتنا المسلحة ومختلف تشكيلاتها أننا على عهدكم باقون وسنكون على دربهم أوفياء ومرتبطين بأهدافهم النبيلة والصمود في وجه العدوان ومرتزقته حتى آخر نفس فينا ونثمن دور كافة عوائل الشهداء وأبناء شعبنا لما لهم من الكدح الكبير في تصعيد هذا النضال والصمود وتطويره وكلنا على ثقة بارتباطهم الوثيق بالشهداء ولن ترضخ قيادتنا للسياسات التي تستهدف الشعب اليمني وستسلك التصعيد بالتصعيد والردع حتى بلوغ الطريق المؤدي إلى النصر و المستقبل الحر .
أصبح الشعب اليمني الأصيل في قيمه وأخلاقه وشجاعته صاحب ميراث عظيم من الشهداء يخوله من الصمود في وجه كافة الهجمات والمؤامرات التي تستهدف كيانه ووجوده ، وبات يدرك كيف يطور وينظم نفسه على هدى الشهداء ويملك وعيا سياسيا قادرا على تمثيل الشهداء في النضال والحياة .