نصر من الله
محمد الوجيه
«نصر من الله» أكبر عملية استدراج لقوى العدوان السعودية ومرتزقته منذ بدء العدوان على اليمن كما وصفها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، والذي كشف الكثير من التفاصيل خلال هذه العملية.
كان أبرز ما حدث خلال هذه العملية، هو سقوط ثلاثة ألوية عسكرية بكامل عدتها وعتادها، بينهم فصيل كامل سعودي، وهذا يضيف الكثير من الأعباء والثقل على القيادة السعودية التي تعاني الكثير من الضغوطات والاحتقانات في الداخل السعودي، نتيجة لسياسات ولي العهد السعودي الفاشلة على كافة المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية.
بالعودة قليلاً للوراء وتحديداً في مايو 2017 أجرت وسائل الإعلام السعودية مقابلة مع ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، وعند سؤاله حول إطالة امد الحرب في اليمن، أجاب بأنه يلعب على عامل الوقت، مضيفاً أن السعودية تملك المال والسلاح، بينما الطرف الآخر لا يملك المال ولا السلاح، وبالتالي لا مشكلة من إطالة أمد الحرب بالنسبة له.
والآن ونحن في منتصف العام الخامس من العدوان والحصار على الشعب اليمني نجد أن السعودية تتكبد الخسائر الفادحة تباعاً سواء في الجبهات الداخلية اليمنية أو على الحدود اليمنية – السعودية أو في العمق السعودي، وبالتالي أصبحت السعودية هي من تصرخ بأعلى صوتها، وتستنجد بالعالم كله وليس بالأمريكي فحسب لحمايتها، معتبرة أن استهدافها هو استهداف للعالم أجمع، كما قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير.
إن عملية (نصر من الله) والتي استمرت 72 ساعة فقط، قد كشفت الكثير من الضعف والوهن السعودي، مقابل إبراز الجهوزية التامة وفعالية القيادة والسيطرة للجيش اليمني واللجان الشعبية، وهذا يبين بوضوح مؤشر القوة والاقتدار عند اليمن، حيث تم الاشتراك في هذه العملية أكثر من وحدة عسكرية ضمن تكامل القوى منها على سبيل المثال وحدة الاستخبارات العسكرية، وحدة القوة الصاروخية، وحدة الطيران المسير، وحدة الهندسة، وحدة ضد الدروع، والقوة المدفعية، وقوات المشاة.
بالنظر الى حجم المساحة التي تم تحريرها والتي تقدر بحوالي 350 كم مربعاً فإنها تكشف القدرة على المناورة والحركة والانتشار والسيطرة، رغم كثافة الغارات التي شنها طيران العدوان والتي قدرت بأكثر من 300 غارة جوية.
الجدير بالذكر أن العدو السعودي يستخف بأرواح جيشه ومرتزقته، حيث تعمد الإغارة عليهم وكان عدد القتلى الذي قدر بـ 500 قتيل معظمهم بفعل الغارات الجوية، والتي حولت أجسامهم الى أشلاء، نظراً لاستخدام القنابل والأسلحة المحرمة دولياً. هذا العدد الهائل من القتلى في صفوف العدو كان من المفترض أن يتعظ ويدرك أن الحرب على اليمن ليست نزهة كما كان يعتقد الصبي الأمير محمد بن سلمان، والذي أعلن بداية العدوان أنها لن تستغرق منه سوى بضعة أيام.
من النقاط الهام جداً ذكرها في هذه العملية وكل العمليات، حضور الإعلام الحربي الذين نوجه لهم عظيم التحية ولكل المجاهدين من أبناء الجيش اليمني واللجان الشعبية الذين اقل ما يقال لهم «أقبِّلُ نُبْلَ أقدامٍ .. بها يتشرَّفُ الشَّرفُ .. بِكُم سنغيِّرُ الدُّنيا .. ويَسمعُ صوتَنا القدرُ» :إن توثيق هذه الخسائر الكبيرة جداً بالصوت والصورة، بينها مئات الآليات والمدرعات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة ستمنع قوى العدوان من الإنكار المعتاد.
عسكرياً ومعنوياً كان حضور وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر العاطفي وقيادات عسكرية كبيرة تشرف بشكل مباشر على هذه العمليات، واستعراض الخارطة في غرفة التحكم والسيطرة، لها الأثر الكبير إيجاباً عند الجيش اليمني واللجان الشعبية، وسلباً لدى قوات العدو السعودي ومرتزقته، ثم إن للعادات العربية دورها ومكانها ورمزيتها هنا، ونحن بالطبع المجتمع اليمني والسعودي ما زالت هذه العادات قائمة، حيث وأن قيادة وزير الدفاع اليمني اللواء العاطفي لدبابات قوى العدو السعودي، كأن يمتطي الفارس صهوة جواد عدوّه، وهذه لها ما لها من التفسيرات.