الإقبال هذا العام ازداد من المدارس الخاصة واضطررنا لإغلاق باب القبول في بعض الصفوف
اضطررنا للخروج من المدرسة التي درسنا فيها لسنوات بسبب الأسعار الهائلة وعدم قدرة أهالينا على الدفع
ارتفاع سعر الرسوم الدراسية في غالبية المدارس الأهلية أثر كثيراً على أرباب الأسر مما دفع الكثير منهم إلى نقل أبنائه إلى مدارس حكومية خوفاً من الضغط المالي الذي وضعتهم به إدارات المدارس الخاصة والسبب كما يقولون ارتفاع سعر المشتقات النفطية …هذا الاستغلال كما يسميه بعض أولياء الأمور تسبب بضغط أكبر على المدارس الحكومية التي اضطرت لرفض الطلاب الوافدين بحجة امتلاء المقاعد الدراسية بالطلبة ليبقى السؤال هنا أين مصير هؤلاء الطلبة ….؟
الأسرة /وائل الشيباني
الطفل ، أحمد مدين طالب في الصف الثالث ابتدائي خائف بعد أن اضطر والداه لنقله مدرسة حكومية بسبب ارتفاع رسوم التسجيل إلى 80 ألفا بدون الباص بعد أن كانت بـ 35 ألفا ويقول: أنا لا أريد أن أترك أصدقائي وأستاذ الرياضيات فأنا أحبه كثيراً، ويضيف: المدرسة الجديدة لا توجد بها ألعاب في الحوش والفصول مكسرة .
أما خالد عبد الباقي طالب في المرحلة الثانوية لم يخف استياءه من نقله إلى مدرسة أهلية من قبل والديه بعد أن دفعت مدرسته 35 ألفا على الرسوم الدراسية ويقول أنا أدرس في هذه المدرسة منذ الصف الأول وكل أصدقائي هنا فأنا أرى المدرسة بيتي الثاني ومن الصعب للغاية ترك المدرسة التي أحبها ويضيف حاول والدي أن يحصل على إعفاء من مدير المدرسة ولكنه رفض لذا فأنا لن أودع كل ذكرياتي بسبب طمع المدير وعدم قدرة والدي على دفع الزيادة المقررة على رسوم هذا العام
( استغلال )
عبدالقادر سعيد ولي أمر ثلاثة أبناء أبدى تذمرا شديدا حين سألته، لما قمت بنقل أبنك الأكبر إلى مدرسة حكومية؟ أجاب قائلاً: كيف أفعل اضطررت لإخراج ابني الأكبر من المدرسة الخاصة التي كان يدرس بها لكي أستطيع أن أوفر رسوم دراسة أخته وأخيه الصغار.. ويضيف: أنا استغرب لرفع رسوم الدراسة فالطلاب يدرسون في فصول وليس بوسيلة مواصلات حتى ترفع الرسوم بحجة ارتفاع سعر البنزين ويختم عبدالقادر حديثه بالقول : إن كان الارتفاع بسبب رفع رسوم الباص فلا بأس أما التسجيل فهذا استغلال ويجب أن تضع وزارة التربية والتعليم حدا له .
من ناحيتها ترى المعلمة رقية الأتم أن قرار الرفع الذي قامت به المدارس الأهلية يعد استغلالا للأزمات ولا ترى أي مبرر آخر غيره، وتضيف: من المؤسف أن نشاهد هذه الأعمال في الأماكن التربوية كالمدارس الخاصة التي تعمل كمدرسة بإحداها، رقية تعتبر هذا الرفع استغلالا لأنها كما تقول تدرس بالسبورة ولا تستخدم أي وسيلة الكترونية تحتاج إلى الكهرباء أو إلى مولد كهربائي في حالة انقطاعها.
وتطلب من الجهات المختصة بأن تلزم المدارس الخاصة بعدم رفع الرسوم الدراسية وأن تحدد سقفا معينا لرفع رسوم باصات نقل الطلبة لأنها تعمل بالبنزين كما حدث مع باصات النقل العام .
(زيادة الإقبال )
المعلمة هناء عبد الله مسؤولة القبول والتسجيل في إحدى المدارس الحكومية للبنات تؤكد على أن إقبال الطلاب الوافدين من المدارس الأهلية هذا العام قد ارتفع بالنسبة لباقي الأعوام بسبب ارتفاع الرسوم الدراسية وعدم قدرة أولياء الأمور على سدادها، وتضيف: رفع الرسوم من قبل المدارس الخاصة أرهق الأسر مما دفعهم إلى سحب ملفاتهم منها واللجوء إلى المدارس الحكومية كما أكدت أن هذا العام هو الأخير لابنها في المدرسة الخاصة التي يدرس بها بعد أن قامت بدفع الرسوم الدراسية، وتضيف: هذا العام تمكنت من سداد الرسوم المقررة ولكن في العام القادم لست متأكدة كيف سيكون الوضع.
(زيادة التعب )
المعلم فؤاد الحدا مدرس رياضيات لم يخف قلقه الشديد من زيادة أعداد الطلبة الوافدين من المدارس الأهلية ويعلل سبب قلقه بالقول الفصول الدراسية ممتلئة كل عام عن بكرة أبيها وأنا كمدرس لمادة تحتاج للتطبيق والتركيز الشديد من قبل الطلبة ألاقي صعوبة في شرح مفردات المادة بشكل دقيق للطلبة وهذا العام عدد الطلاب ازداد مما يعني زيادة في الفوضى داخل الفصل وصعوبة السيطرة عليهم في كل عام أتمنى أن يقل عدد الطلاب حتى أتمكن من مراقبة مستواهم عن كثب وما يحدث عكس ذلك فزيادة الطلاب الوافدين من المدارس الخاصة يعني فتح شعبة جديدة وزيادة في الحصص مما يؤدي إلى بذل مجهود إضافي أبذله أنا وزملائي يقلل من عطائنا مما يصعب مهمة الشرح .
لم يختلف معه المعلم محمد صالح مدرس مادة الاجتماعيات في الرأي ويضيف: مشكلة زيادة أعداد الطلبة مهمة ومؤثرة على الطالب والمعلم لذا لابد على الجهات المختصة أن تنظر بعين الاعتبار لهذه الظاهرة التي ازدادت هذا العام ولسبب جشع أصحاب المدارس الأهلية وعدم تقديرهم للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد .
(صعوبة التعايش )
عند تغير البيئة المحيطة بالطالب كاملة فإنه يلاقي صعوبة بالغة في التكيف مع غيرها وقد يؤثر ذلك على نفسيته وأحياناً كثيرة على مستواه التعليمي هذا ما أكده الأخصائي الاجتماعي وائل الخاوي ويضيف: الطلاب في المدارس الخاصة متعودون على أجواء معينة في الدراسة والتعامل من قبل المدرسين وغيرها كباص المدرسة وحصص الترفيه والفصول المزينة والمكتبات الداخلية وحصص الحاسوب والانجليزي وغيرها الكثير هذه الأشياء أو الخدمات لم يجدها في المدارس الحكومية لذا من الطبيعي أن يلاقي هؤلاء الطلبة صعوبة بالغة بالتكيف معها لذا نلاحظ أن الطلبة الوافدين من تلك المدارس في حالة تذمر دائم وإحباط مما يجعلهم يميلون لسلوكيات خاطئة كالعصبية والهرب من المدرسة إذا كانوا كبارا والبعض منهم يتكيف ويتقبل الوضع الجديد لذا نجد الكثير من أولياء الأمور يعود مرة أخرى لسحب ملفات أبنائه والعودة بهم إلى المدارس الخاصة وتحمل النفقات الباهظة التي تقررها تلك المدارس التي لابد أن تضع الجهات المختصة قوانين تلزمها بسقف معين لرفع الرسوم المالية وإلا خرجت الأمور عن السيطرة.