دومان : ثورة 21 سبتمبر حرَّرت القرار اليمني من براثن الاستعمار
صومل : ثورة 21 سبتمبر وضعت حواجز منيعة أمام الوصاية الخارجية
الثورة / حميد القطواني
واليمن يعيش أسوأ مراحله ، منقوص السيادة ،مسلوب الإرادة لا يمتلك قراره وما رافق تلك المرحلة من فساد مالي وإداري منظم جعل الوطن يعيش ظروفاً اقتصادياً صعبة بالإضافة إلى ما رافقت تلك المرحلة من اغتيالات سياسية لأبرز رجالات الوطن الشرفاء وكذلك الوضع الأمني المتردي .. أحداث ومؤشرات أكدت سعي دول الاستكبار العالمي إلى تمكين سيطرة داعش والقاعدة على الساحة لتنفيذ مشاريع واهداف تمكن دول الاستكبار العالمي من بسط نفوذها وهيمنتها على المنطقة .. وفي المقابل وفي خضم الاحداث انطلقت ثورة الـ 21 من سبتمبر تحمل في طياتها فكراً ورؤية واضحة المعالم والاهداف ..ثورة مستلهمة اهدافها من فكر وجهاد الأئمة الثائرين ضد الطغاة والمجرمين حيث أتت هذه الثورة المباركة لتضع حداً لتلك الارهاصات ولتقف عائقاً أمام تلك المشاريع الهدامة ،كما انها وضعت حداً لمصادرة القرار اليمني وجعل القرار اليمني ذا سيادة واستقلال .. هذا ما أكده نخبة من المثقفين بمحافظة صنعاء والذين تحدثوا لـ”الثورة” عن ثورة 21 سبتمبر، مشيرين إلى أنها ثورة حرية واستقلال ..فإلى الحصيلة:
* في البداية تحدث الاستاذ / علي عبدالله صومل حيث قال :
لم تكن ثورة الـ21من سبتمبر2014م ثورة انفعالية وغير واعية بل كانت ثورة فكر وسياسة حكم انطلقت متكئة على جذور فكرية راسخة _عقيدة الثورة ومبدأ الخروج على الظالم أنموذجا _ وإرث تاريخي كبير_التاريخ الجهادي لأئمة أهل البيت عليهم السلام واليمنيين في مقاومة الاستبداد والاستعمار على طول التاريخ ،عاشوراء وثورة الإمام زيد ومواجهة الاستعمار العثماني كأمثلة ونماذج تاريخية رائدة_ كما انطلقت الثورة من واقع ظروف بالغة الشدة والمأساوية، نعم لقد كانت للثورة رؤيتها الثورية الواضحة وأهدافها التغييرية المتفق عليها بين أحرار اليمن الثائرين ومن يعود لقراءة الظروف السياسية التي صاحبت قيام الثورة يدرك ضرورتها الحتمية فالثورة قامت لإسقاط حكومة فاشلة أرهقت الشعب بسياسات ظالمة وأزمات خانقة.
محاولة وأد الثورة
واضاف قائلا : كما عملت الثورة على حماية أرواح وممتلكات الناس من سطو وإجرام القوى والجماعات الإرهابية المتوحشة التي لم يسلم من بغيها وتوحشها حتى أفراد القوات المسلحة والأمن.
كما ركزت الثورة على وضع الحواجز المنيعة أمام نفوذ الوصاية الخارجية والهيمنة الإقليمية وتحرير القرار السياسي من الشروط المذلة والقيود المكبلة لحرية اليمن وحقه المطلق في تقرير مصيره بنفسه وصنع مستقبله بيده.
ولا يخفى سعي قوى الاستكبار العالمي إلى محاولة وأد الثورة السبتمبرية المجيدة التي جاءت من رحم الإرادة اليمنية بعيدا عن أي إملاءات خارجية فهي يمنية الرؤية والقرار والقيادة والأنصار لم تستنسخ رؤيتها من ثورات أجنبية مشابهة ولم تستقدم قوات عسكرية لفرض الثورة كما هو حال بعض الثورات السابقة ولم تكن قيادة الثورة مصرية أو جزائرية أو خليجية أو غير ذلك وإنما هي قيادة يمانية حكيمة عرفت_منذ سنوات طويلة _ بإخلاصها وصلاحها وصدقها مع ربها وأبناء شعبها
قطع يد العمالة
واردف قائلا : بالمختصر المفيد ،كل القوى الانتهازية والطامعة في إبقاء السيطرة على اليمن وموقعها الاستراتيجي المتميز وثرواتها الطبيعية البكر لم تقبل بثورة الـ21 من سبتمبر لأنها قطعت أيادي الهيمنة وأفشلت مشاريع الاستعمار وطردت زعامات الخيانة والعمالة إلى خارج السلطة ومن ثم إلى خارج الوطن ولا أدل على محاربة قوى الاستكبار العالمي والإقليمي من شن العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي منذ ليلة 26مارس 2015م حتى اليوم وكل ذلك سعيا منهم إلى قتل روح الثورة وخنق الإرادة التحررية للشعب وقد خابت ظنونهم وتحطمت آمالهم ودارت دائرة السوء عليهم وباتوا يكتبون نهاية وجودهم بما يرتكبونه من جرائم ومجازر والله الغالب على أمره.
تحرر القرار
*بدورها تحدثت الأستاذة /اشواق مهدي دومان حيث قالت :
لثورة 21 سبتمبر 2014م وقع حقيقي وواقعي فبعد أن كان القرار كذاك المتشاكس فيه شركاء كُثُر ممّا يجعله مستعبدا ذليلا بليدا لا يأتي بخير فتارة يخرج من دهليز السّفارة السّعوديّة، وتارات من دهاليز سفارة أمريكا وفي ظلال أولئك المحتلّين كان يعضّ ( عفّاش ) ومن بعده ( عبدربّه منصور ) على قرارات أسيادهما المستعمرين بالنّواجذ تمسّكا وتنفيذا وتقديسا وتعبدا وتقربا إليهم، وفي دولتهما التي استمرّت عقودا ليست بالهيّنة تمّ فيها تسليم السّعوأمريكي القرار في السّلم والحرب فكانت حرب الانفصال 1994م، وحروب صعدة 2004م بأوامر مباشرة وباعتراف عفّاش نفسه بأنّه مجرّد تابع ، وعامل على تنفيذ قرار أمريكي بامتياز فقد قالها ( عفّاش ) صراحة للشّهيد القائد / حسين بن البدر الحوثي : علينا ضغوط من أمريكا ،،
فإن كان أهم قرار للوطن وهو قرار السّلم والحرب قرار أمريكي فكيف بالصّغائر ؟!
اغتيال الاحرار
واضافت قائلة: إن قرار الحروب هو قرار دمار الإنسان اليمني روحا وجسدا ونفسا ومعنى ، وهكذا استمر ( عفّاش ) في تغنّيه الزّائف بثورة 1962م التي هدمها هو والإخوان ( وجهه الآخر ) من بني جلدته وعائلته الأحمريّة ، هدمها أول ما هدمها باغتيال الحمدي ونقل البلاد نقلة نوعية ليس إلى الأعلى لكن إلى تحت أقدام اليهود والأعراب الذين أخذوا جيزان ونجران وعسير برضاهم ، و تمّ رهن خيرات البلاد من نفط وغاز طبيعي، وبيعه بأبخس الأثمان لينعم ومن معه بالقصور الفاخرة والسّفريات الباذخة ، وضحك الإخوانج -عفّاشيّون على ذقن الشّعب النائم تحت سقف الجهل والكره والحقد على كل من تجري في دمه روح ثوريّة فقُتل الأحرار في عهدهم كـــ ( جار اللّه عمر ) و( يحيى المتوكل ) و( مجاهد أبوشوارب ) وغيرهم ممّن لم تسعفن ذاكرتي لتعدادهم كما لحقته “أمينته ووليّة عهده” عبدربه منصور هادي في اغتيال الأحرار من الأكاديميين والمفكّرين ، وبفكر حاقد فيه دمار الشّعب والبلاد لكن بوجه آخر وبأسلوب داعش التي هي امتداد للقاعدة التي كانت تنطلق مرّة باسم المناطقيّة ، ومرّة باسم المذهبيّة، فيكون عبدربه الوجه الآخر لعفّاش والذي اختارته المبادرة الخليجية كبقية للسّجاد الأحمر الذي ستدوسه هي وربّتها أمريكا لتستمر ولادة القرار اليمني من رحم السّفارة الأمريكية ، وبين اغتيال الأحرار على قوارع الطرقات وتفجير المساجد والعبث بالسّلك العسكري وغيرها من أساليب لتمكين المحتلّ من حكم اليمن كانت ثورة 21 سبتمبر 2014م تكمل مرحلة نشأتها التي بدأت على يد الشّهيد القائد / حسين بن البدر الحوثي .. سلميّة قرآنيّة حذّرت من ” خطر دخول أمريكا اليمن ”
تمهيد للسيطرة
واردفت قائلة : كانت فوضى (عبدربه ) الدّاعشي قائمة من تفجيرات حيث كان تفجير السّبعين أكبر شاهد على محاولة وبدء عبدربه منصور في تمزيق الجيش اليمني وهيكلته ؛ للتّمهيد لسيطرة الدّواعش : يد أمريكا وإسرائيل المذهبية الناطقة باسم الإسلام البريء منهم،،
وفي ظل انتشار العناوين الطائفية والمذهبية ،هذا سنّي وهذا شيعي .. رافضي .. مجوسي ، وتحت اللعب بالنّار ، والقمع، والارهاب ولدت ثورة 21سبتمبر 2014م من رحم الوطن الأم اليمن ثورة يمنية يمنية بامتياز لم يسيرها أردوغان ، ولم يموّلها أمير قطر ، ولم تهتف بشعار رابعة وإخوان مصر لإسقاط النظام ، بل كانت الأرقى وقد بدت حقيقة واقعية لها مطالب محددة فواجهها الأغبياء العملاء بالقمع والعنف والقهر والقتل وضرب المتظاهرين بالرصاص حتى سالت الدماء البريئة الطاهرة وتجمعت سيلا جرف العملاء إلى مخابئ الارتزاق ، ونفاهم إلى مزابلهم وأماكنهم المخصّصة التي شاء الاستعمار أن يكونوا فيها فكانوا ، و” ما يعزّ اللّه هيّن ” ، ولكنّ ثورة 21 سبتمبر كانت وكان معها سحب البساط من تحت أقدام المحتلّين ؛ ولهذا جمعوا جمعهم وأتوا بسلاح وعتاد ومسوخ 18 دولة أو يزيدون ليحاربونا على أطماعهم في الشّمال والجنوب ، وأعلنوا عاصفتهم التي ترتدّ إليهم اليوم حسرات ومسيّرات تقتلع جذورهم من الأعماق، فلا سعودي ولا إماراتي ولا إسرائيلي ولا بريطاني ولا أمريكي له الحقّ في وطني ولليمن رجال أثبتوا وأعادوا للقرار اليمني سيادته واستقلاله ،،
نعم : بهذه الثّورة المجيدة التي قادها السيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي، تحرّر القرار من براثن الاستعباد وخرج من بطن حوت الشياطين يمنيا يمنيا ومع وبثورة 21سبتمبر المجيدة لن ترى الدّنيا على أرضي وصيا.