استمرار إغلاقه حكم علني بقتل مليون مريض يحتاجون السفر الى الخارج
فتح مطار صنعاء.. إنقاذ لـ 18 مليون يمني.. فهل يعي المجتمع الدولي؟!
الثورة / محمد إبراهيم
قصص مأساوية بالآلاف تعبر بفصيح البيان عن الوضع الكارثي الذي يعيشه الشعب اليمني جراء الحصار الشامل على مطارات وموانئ ومنافذ الجمهورية اليمنية، وبالأخص والأهم مطار صنعاء الدولي الذي تعرض لعدوان ثلاثي الأشكال الأول التدمير المباشر بالقصف من أول طلعة عدوانية صبيحة 62مارس 5102م، والثاني الحصار الشامل وشل حركته الجوية ورحلاته وإغلاقه بالكامل، والشكل العدواني الثالث المحاولة العبثية الرامية لتحويله إلى مطار داخلي، لتضاعف هذه الممارسات العدوانية حجم المأساة يوماً بعد آخر، في ظل صمت دولي مطبق ورأي عام عالمي مضلل، وعجز أممي مكبل بقيود تحالف العدوان المدجج بالمال والسلاح والآلة الإعلامية الضخمة.. فلماذا حصار مطار صنعاء..؟ وما نتائجه الكارثية..؟ وما وراء الوعود الزائفة بموقف أممي وقرار من مجلس الأمن لفتحه..؟
في هذه المادة سنحاول الإجابة عن هذه الأسئلة، ولكن في البدء سنقف على نُتَفٍ من القصص المأساوية التي تعبر عن حجم الأوضاع الإنسانية الكارثية في البلاد.. إلى التفاصيل:
كان مقررا عودته للهند في ابريل 2017م، لإجراء عملية زراعة الصمامات القلبية، غير إن الحاج مساعد الحيمي 53 عاماً، تفاجأ بمواصلة التحالف العربي إحكام الحصار الشامل على رحلات مطار صنعاء ضمن تصعيده المعلن في 6 أغسطس 2016م، الأقسى من المفاجأة هو أن رحلته الجوية إلى الهند باتت تتطلب الذهاب الى مطار عدن أو سيئون عبر رحلة شاقة تصل في بعض الأحيان 24 ساعة إن تجاوز هو ومرافقه نقاط الحزام الأمني، كونهما من مواطني الشمال، فكان عليه الانتظار لوعد سمعه عبر وسائل الإعلام من الأمم المتحدة بتسيير رحلات للحالات الضرورية عبر مطار صنعاء، لكن ذلك لم يحصل، وإن حصل فأمامه عشرات الآلاف من الحالات في قوائم الانتظار، واستتباعاً لذلك لا مفر له سوى الانتظار الى الموت وهو ما حدث، إذ فاضت روحه الطاهرة في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء، في 3 أكتوبر 2017م..
أما المواطن اليمني علي الضاعني (61 عاما) من محافظة عمران، فقد قرر -بعد انتظار ضاعف معاناته- السفر مع ابنه، في منتصف يوليو 2019م، برا إلى مطار عدن للسفر جوا الى الأردن لإجراء عملية جراحية لزراعة الكلى، لكنه لم يجتاز الحزام الأمني بلحج، وتم احتجاز ابنه والسماح له بالعبور، لكنه رفض العبور دون ابنه فهو مرافقه في السفر للعلاج، فتم منعهما من السفر، فعادا الى محافظة عمران، ولم تمر سوى عشرة أيام حتى توفي علي متأثرا بالفشل الكلوي التام..
(ج. ع، ح) من أبناء إب هو الآخر سافر وزوجته وطفلهما الذي يحتاج الى اجراء عملية جراحية كونه مصابا بتشوه خلقي في القلب، كان ذلك في بداية أغسطس 2019م، ورغم إن برفقته عائلته، وطفلهما، ورغم التقرير الطبي الواضح بضرورة السفر العاجل الى الخارج إلا أن نقطة الحزام الأمني رفضت السماح لهم بالعبور صوب مطار عدن للسفر، فعادا بطفلهما الى العاصمة صنعاء بحثا عن مخرج طبي لإنقاذ حياة الوليد، لكن للأسف فارق الحياة بين أيديهما في غضون اسبوعين من منعهم من السفر وعودتهم جبرا الى صنعاء..
لماذا مطار صنعاء.. ؟!
المتتبع لمسار الأحداث الراهنة بصورته المغلوطة لدى العالم الخارج، لا يدرك جوهر حقيقة مرامي استهداف مطار صنعاء. أولاً بالتدمير ثانيا بالحصار الشامل ثالثا محاولة التحالف ومواليه تحويل مطار صنعاء الدولي الى مطار داخلي، لكن من يعرف جيدا طبيعة التكوين الديمغرافي للخارطة اليمنية وأهمية مطار صنعاء بالنسبة لـ 90 % من سكان اليمن الذي تتركز تجمعاتهم الحضرية في المحافظات الشمالية بكثافة هائلة.. سيدرك أن التحالف أراد أن يخنق الشعب اليمني جميعاً فمن لم يمت بالقصف المباشر يموت بإغلاق مطار صنعاء، فوهة التدفق البشري من مرضى وطلاب ومسافرين وسياح ومهاجرين وبعثات ديبلوماسية بالملايين ذهابا وإياباً من وإلى العالم الخارجي، عبر منصة هذا المطار الدولي الذي كان يقدم –حتى صبيحة 26 مارس 2015م – خدماته الملاحية الجوية لأكثر من ثلاثة ملايين مسافر سنوياً… فكان حصاره بهذه البشاعة يرمي إلى تحويل حركة النقل والملاحة الجوية إلى مطار عدن الذي لا يتجاوز من يسافر عبره 200 ألف مسافر سنويا.. لهذا سعى الطرف الآخر إلى تأجيل مفاوضة أو مناقشة رفع الحظر عن مطار صنعاء في مشاورات ستوكهولم كان الطرف الآخر يهدف من خلاله تحويله إلى مطار داخلي لأغراض سياسية بحتة تنطوي على مساعي كيدية وعبثية، وفي نفس الوقت تعطيل مطار صنعاء من تاريخه الملاحي العريض.
تبعاً لذلك فالحيمي والضياني والطفل الوليد، المذكورة قصصهم المأساوية آنفا ليسوا وحدهم، فأكثر من 40 الف حالة–حسب التقرير الصادر في منتصف اغسطس المنصرم عن حكومة الانقاذ- من مصابي الأمراض المستعصية، حصدها الموت كان يمكن تحاشيه لولا إغلاق مطار صنعاء، 1 من كل 10 حالات من هذا العدد تموت في الطريق بين عدن وصنعاء، وصنعاء وسيئون التي يستغرق السفر اليها من 15 إلى 25 ساعة.. موضحاً أن هذا العدد من الوفيات حدث منذ اعلان دول التحالف العربي الإغلاق الكلي للمطار في 6 أغسطس 2016م.. ليفضي هذا الحصار باليمن بعد ثلاثة أعوام الى وضع مأساوي لم يسبق له مثيل، إذ أكدت مؤشرات التقرير – الذي نشرته مجلة العربي سابقاً أن نحو 350 الفا مصابون بأمراض مستعصية بحاجة ماسة إلى السفر الى الخارج، فيما 30 – 35 % منهم ينتظرها المصير المجهول في حال استمر إغلاق المطار، بعد أن انقطع أمل السفر عبر مطار عدن رغم ما يحتمله سفرهم من مخاطرة ومتاعب تصل حد الموت.. وإن 120 ألف حالة وفاة بسبب نفاد الأدوية والمستلزمات والمحاليل الطبية التي كانت تنقل عبر الجو، فيما أكثر من مليون مريض مهددون بالموت نتيجة انعدام أدوية الأمراض المزمنة، كأمراض الفشل الكلوي وأمراض القلب والسكري والسرطان وغيرها.
البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة والنقل وحقوق الإنسان، منتصف اغسطس 2019م أن (8) آلاف مصاب بالفشل الكلوي بحاجة الى عمليات زراعة الكلى في الخارج، فيما (60) ألف مصاب بالأورام السرطانية يهدد غالبيتهم الموت المحقق نتيجة استمرار إغلاق المطار ، في ظل انعدام 54 صنفا من أدوية علاج الأورام السرطانية، و68 صنفا أدوية العمليات الجراحية العامة… و31 صنفا من أدوية الإنعاش والتخدير، 60 صنفا من أدوية الأمراض المزمنة الأخرى و65 صنفا من محاليل المختبرات وفحوصات الأنسجة. وعلي الصعيد الديني حرم ما يقرب من 8000 حاج يمني من السفر عبر كافة المطارات اليمنية وبالتالي حرموا كبار السن من تأدية مناسك الحج هذا العام الهجري 1440هـ..
عالقون خارج اليمن
تخصصه الطبي المشهور يمنيا وعربيا وعالمياً، لم يشفع للبروفيسور(ع. ق. م) بالعودة الى اليمن بأمان كون مهنة الطب في كل القوانين والأعراف الإنسانية من أهم المهن التي من المنطق تحييدها في الحروب والصراعات، عبر التاريخ، لكن لا مجال له من العودة الى العاصمة صنعاء حيث مكان عمله المهني في واحدة من أهم مستشفيات الجمهورية اليمنية، لقد كان على أهبة العودة لكن أصدقاء وزملاء من المهن الطبية والمهن الإدارية المدنية التي لا علاقة لها بقرار السلم والحرب، سافروا وتم احتجازهم إمّا في عدن أو سيئون أو في مارب لمجرد ألقابهم، فرئيس هيئة الاستثمار مصطفى المتوكل لم يزل محتجزاً لدى ما يسمى بحكومة الشرعية منذ مايو 2017م، حتى اللحظة، رغم منصبه المدني الاقتصادي..
وهؤلاء وغيرهم من المحتجزين هم من دفع عشرات الآلاف من المهاجرين اليمنيين والطلاب والمرضى في الخارج الى البقاء خارج الوطن، خصوصا مع تصاعد التوتر والمعاملة العنصرية والمناطقية في العاصمة المؤقتة عدن، واستتباعاً لذلك لا منفذ لعودة أكثر من 80 % منهم غير مطار صنعاء الذي يعد استمرار حصاره وإغلاقه حكما جبريا على نحو 50 الف يمني من مواطني الشمال عالقين في مطارات العالم لا يستطيعون العودة عبر مطار عدن أو سيئون..
هذا ما دفع الجاليات اليمنية في مختلف عواصم العالم وعلى رأسها العاصمة الأمريكية نيويورك والمدن الأمريكية الكبرى، بتنظيم وقفات احتجاجية شارك فيها نشطاء حقوقيون من أبناء الجاليات اليمنية والعربية ووسائل الإعلام الشقيق والصديق، جددت هذه الوقفات مطالبها للأمم المتحدة ومجلس الأمن بفتح مطار صنعاء.. وطالب عدد من اليمنيين العالقين خارج اليمن بفتح مطار صنعاء كمطلب إنساني هام وملح، خاصة وأن أحداث تهجير أبناء المحافظات الشمالية من عدن وملاحقتهم واعتقالهم وحرق ونهب ممتلكاتهم ما زالت مستمرة حتى الآن دون أي تدخل من حكومة هادي أو قوات الاحتلال السعودي. وكانت الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية العاملة في اليمن اعتبرت الحظر الذي يفرضه التحالف على مطار صنعاء بأنه “يرقى إلى عقاب جماعي للملايين” بعد أن أدى لتدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستويات قياسية.
استمرار الحصار حكم إبادة
إن استمرار إغلاق مطار صنعاء بعد وصول الأوضاع الإنسانية الى الحدود الكارثية المشار إليها نزر محدود من مؤشراتها المعلنة عبر وسائل الإعلام، يعني اصرار دول تحالف العدوان والحصار -بمباركة المجتمع الدولي وعجز مجلس الأمن والأمم المتحدة- على السير قدما الى الحكم الصريح والعلني بالموت على أكثر من 18 مليون يمني بين مرضى وطلاب ومواطنين نساء وأطفال وكهول محاصرون داخل الوطن الذي اصبح بيئة للأوبئة بعد انعدام ما يقرب من (300) صنف من الأصناف الدوائية الهامة والضرورية للأمراض المزمنة، ومنهم عالقون خارج اليمن من طلاب ومرضى ومغتربين في منافي البعد والشتات عن أسرهم، خانتهم سبل العودة واغتالت احلامهم الممارسات المدعومة من دول التحالف، وبالذات الامارات، كل هؤلاء يتجرعون معاناة الوضع المأساوي الذي يتزايد يوما بعد آخر، وفي كل يوم تظهر حالات مرضية جديدة، وفي ظل مغالطات واضحة للعالم من قبل التحالف العربي، وأيضا من قبل الأمم المتحدة، عبر تصريحات صادرة من الأمم المتحدة.. عن منذ ثلاثة أعوام أن ثمة رحلات مسموح بها للحالات الحرجة غير أن هذه التصريحات لا تعدو عن أكثر من مجرد كلام للاستهلاك.
مقترحات من طرف واحد
لم تغفل حكومة الإنقاذ الوطني مسألة تقديم مقترحات ذات أبعاد إنسانية محاولة منها تخفيف معاناة الشعب اليمني، وفي هذا الاتجاه قدمت وزارة النقل مقترحات عدة لتسهيل عمل أي فريق دولي يسمح له من قبل الأمم المتحدة بالتفتيش والإطلاع على سير إجراءات تسيير الرحلات والتجهيزات الفنية والمهنية المتبعة وفقا للمتطلبات الدولية ومنظمة الطيران المدني الدولي الإيكاو. وزير النقل في حكومة الإنقاذ الوطني اللواء زكريا الشامي أكد في هذا السياق إنه “تم إجراء مباحثات حول فتح مطار صنعاء الدولي برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لمدة أربعة أشهر حتى وصلنا إلى المسودة النهائية، لكن للأسف عندما طرح الموضوع على الطرف الآخر أرجع تلك الجهود إلى مربع الصفر”. لافتاً إلى أن الخيارات الاستراتيجية لإعادة فتح مطار صنعاء كثيرة منها ضرب وتعطيل مطارات العدو.. مستغربا ردود أفعال الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية المنددة باستهداف الجيش واللجان الشعبية لمطارات العدو العسكرية في حين لم تحرك ساكنا من ضرب وقصف مطار صنعاء الدولي المدني.
لجنة رفع الحصار
على المستوى الشعبي لاقى ما يعانيه المواطنين اليمنيين خصوصا الذين ينتمون إلى المحافظات الشمالية الأكثر كتلة بشرية في الجغرافيا اليمنية، من انتهاكات وممارسات ومعاملة لا إنسانية في مدينة عدن، ومباركة دول التحالف، وعلى مسمع ومرأى من العالم، وما صدر من إدانات دولية واممية فتح آمال الشعب اليمني على موقف أممي ودولي حاسم باتجاه رفع الحظر عن مطار صنعاء، غير أن تغاضي المجتمع الدولي الأممي، فتح البال على خيبات أمل جديدة، تعبر عن عجز حقيقي للأمم المتحدة.. وفي هذا السياق قال رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن اليمن الأستاذ عبدالله شعبان: كنت متفائلاً بعد لقائه بالمبعوث الأممي/ مارتن غريفث خلال الأشهر الماضية خاصة ان المبعوث قد وعد اللجنة برفع الحظر الجوي عن مطار صنعاء الدولي في أقرب وقت ممكن ووضع هذه المشكلة من ضمن البنود الأولى في جدول الحوار السياسي والضغط على جميع الأطراف التي تفرض هذا الحظر بتحييد الرحلات الإنسانية والتجارية الى مطار صنعاء عن الأطر السياسية”.. معرباً عن خيبة امله وتلاشي ذلك التفاؤل بعد أن طالت المدة وازدادت معاناة المدنيين وتفاقمت أرقام الاحصائيات للمرضى المدنيين المحتاجين للسفر وأطفال السرطان والأمراض المستعصية وكذلك العالقين خارج البلد..
وأوضح شعبان- في تصريح صحفي لـ “الثورة”: ان ما يشاع حول فتح مطار صنعاء في سبتمبر الجاري ليس سوى حلقة من حلقات الزيف الإعلامي الذي تمارسه الآلة الإعلامية الضخمة لدول العدوان والحصار لمغالطة الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي، بانطواء هذه الحرب على أبعاد انسانية في الوقت الذي تتجلى فيه كجرائم حرب إبادة ضد الشعب اليمني.
وقال شعبان: الأرقام مخيفة وترتفع من شهر إلى آخر فمن 40 الف حالة وفاة كانت يمكن تفادي موتها في حال توفرت لها فرصة السفر، في بداية أغسطس الذي مضى الى 42.000 حالة، في 10 سبتمبر الجاري جراء اغلاق المطار ولا يزال هناك ما يقرب من مليون حالة مرضية ينتظرها نفس الخطر.. مشيراً الى أن عشرات الآلاف من اليمنيين طلابا ومغتربين ومهنيين مازالوا عالقين خارج البلد لا يستطيعون العودة عبر عدن أو سيئون لاستهدافهم العنصري الواضح باللقب والاسم والهوية الشخصية. واصبحوا في الفترة الأخيرة يشاهدون ابناءهم وهم يكبرون على شاشات التواصل الاجتماعي الأمر الإنساني الذى يدمي القلب.. محملا الأمم المتحدة والأسرة الدولية مسؤولية الكارثة الإنسانية التي تفتك بأرواح الآلاف من أبناء الشعب اليمنى جراء الحصار العدواني المطبق على الشعب اليمنى من قبل الدول المتحالفة للحرب على اليمن.
وأشار شعبان إلى أن تلك المغالطة والمماطلة والعجز الأممي عن الضغط على دول التحالف بفتح المطار كما أن هذا العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي الإجرامي لا يمكن له أن يثني الشعب اليمني عن الصمود أو يركعه، بل سيظل صامدا وستستمر المظاهرات والوقفات الاحتجاجية الشعبية داخل وخارج الوطن رفضاً لسياسة العدوان المستمرة بإغلاق أهم شريان لحياة المدنيين.
وأشاد رئيس لجنة رفع الحصار عن مطار صنعاء بالتحرك المسؤول لأبناء الجالية اليمنية في نيويورك، وتفاعلهم الإنساني والإغاثي والسياسي الدائم مع ابناء شعبهم ووطنهم الأم بهذا الشأن مقدرا ما يذبله أبناء الجالية من جهود مقرونة بالسخاء مع الوطن خلال الأعوام الماضية التي شهدت الحرب والحصار، لافتاً إلى إن الوقفات الاحتجاجية، والمسيرات الشبابية لأبناء الجالية كانت رائعة ومعبرة عن صورة اليمن الحضارية أمام المجتمع الدولي ومبنى الأمم المتحدة، لرفع الحظر الجوي عن مطار صنعاء الدولي. وكسر الحصار الجائر المفروض على الشعب اليمني.
هيئة الطيران المدني
من جانبه أكد الدكتور مازن غانم – الناطق الرسمي باسم هيئة الطيران المدني في تصريح صحفي لـ الثورة حيث قال: رغم استمرار الاحتجاجات الشعبية الداخلية أمام المطارات وأمام بعثات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الموجودة في البلاد، ورغم الاحتجاجات الخارجية لأبناء الجاليات واليمنيين العالقين خارج الوطن، والحقوقيين العرب والأجانب في الخارج أمام الهيئات والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية والأممية، إلا أن الحصار مستمر كما هو وليس ثمة جديد باتجاه فتح المطار سوى تصعيد دول تحالف العدوان والغزاة والمرتزقة للأوضاع الأمنية في المدن التي فيها المطارات مفتوحة كعدن، مستهدفين بهذا التصعيد إثارة الفتن المناطقية، والعنصرية المقيتة، والممارسات النازية تجاه اليمنيين من مواطني شمال الوطن الذين كانوا يتحملون تبعات وعذابات السفر عبر هذا المطار للعلاج في الخارج، وتاليا لذلك إغلاق جميع الفرص أمامهم.
وأضاف غانم: ما يشاع من أخبار هنا أو هناك ليس سوى مواصلة دول العدوان والحصار لتضليل الرأي العام العالمي، فتح المطار لن يكون الا بقرار سياسي. نحن في هيئة الطيران المدني نتطلع الى موقف حاسم وضاغط لمجلس الأمن والأمم المتحدة على دول التحالف باتجاه رفع الحظر عن مطار صنعاء وعن كافة مطارات الجمهورية اليمنية المدنية.. ونحن نقول هنا ضغط أممي، لأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يصدر أي قرار ينص على حصار مطار صنعاء أو مطار يمني مدني بالمطلق، ولم يتضمن ذلك قرارهم العقابي المزعوم 2216 أي اشارة توحي بذلك، حتى يصدر المجلس قراراً برفع الحظر.. مؤكداً أن حصار مطار صنعاء مخالفة واضحة لكافة القرارات والمواثيق الدولية، وأعراف وتقاليد الحروب عبر التاريخ، التي تحيّد مصالح المدنيين من مطارات وموانئ ومؤسسات مدنية وغيرها.