نساء اليمن يدركن حجم المسؤولية الوطنية الكبرى المناطة بهن في هذا الظرف العصيب
أمهات الشهداء.. مدارس متقدمة في الفداء والتضحية
> سنستمر في إرسال أولادنا وأزواجنا الى جبهات الفداء
الأسرة/ خاص
لم تعد هناك مدينة أو حي أو حتى قرية في اليمن إلا وقدمت شهداء من خيرة ابنائها في هذه الحرب العدوانية الشعواء التي تتعرض لها البلاد منذ أكثر من عامين من قبل تحالف العدوان السعودي وهذا ما تسبب بعناء كبير لأمهات وزوجات وأخوات الشهداء ونمَّى بداخلهن روح التحدي والثبات والإصرار على مواجهة العدوان بشتى الوسائل الممكنة لتوجيه رسالة للعالم مفادها ان حرائر اليمن أقوى من كل رجال العدوان.
المرأة اليمنية كانت منذ بداية العدوان ولاتزال وستبقى صاحبة المواقف المتقدمة في التصدي والنضال وبذل أغلى التضحيات فداء للوطن ودفاعا عن استقلاله وسيادته وكرامة ابنائه فهذه المرأة الأبية هي الشهيدة وهي الجريحة وهي ام الشهيد وبنت الشهيد وهي زوجة الشهيد واخت الشهيد وقبل كل ذلك المدرسة الوطنية الأولى التي يعود لها الفضل بعد الله عزَّ وجل في تخريج كل هذه الأفواج من المجاهدين الأبطال الذين يسطرون أروع ملامح الصمود والتضحية ويقدمون في مختلف ميادين الشرف والبطولة دروسا عظيمة في كيف يكون حب الأوطان وكيف يكون الذود عن حياضها المصون..
تحملت المرأة اليمنية طيلة الأعوام الماضية ولا تزال العبء الاكبر من أوزار العدوان السعودي وتصدرت القائمة الوطنية في الخسائر والآثار الناجمة عن الحرب وتداعياتها الكارثية على الحياة المعيشية وإذا بها تدفع أثماناً باهظة في مواجهة العدوان سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة.. وتقول أم عدنان وهي أرملة وربة بيت تعيش في مديرية آزال بالعاصمة صنعاء: إنها وجدت نفسها أمام ظروف قاهرة بسبب العدوان والحصار، وتضيف هذه السيدة وهي أم لتسعة أطفال بينهم 4فتيات: إن زوجها الذي كان يعمل مدرسا في إحدى مدارس العاصمة صنعاء انتقل الى جوار ربه في العام الأول من العدوان ولذلك فإن عدم استلام راتبه منذ6 أشهر أضاف المزيد من صعوبات الحياة لهذه الأسرة خاصة وأن معظم افرادها هم من الصغار دون سن العاشرة من العمر.
تضحيات كبرى
وتؤكد ام عدنان أنها تدرك حجم المؤامرة التي يحيكها الاعداء لليمن وشعبه لذلك فهي كغيرها من اليمنيات الأصيلات تواجه العدوان وتداعياته بكل إيمان وثبات، وتشير الى انها لا تمانع في إرسال ابنائها الى جبهات العزة والشرف للدفاع عن الوطن، وتضيف: “لديّ أخ يجاهد ضد قوى العدوان والاحتلال وأحث أولادي دائما على فضل واهمية الدفاع عن الوطن.”
وتبقى هذه الأم اليمنية الصامدة واحدة من ملايين النساء اللائي يدركن حجم المسؤولية الوطنية الكبرى المناطة بهن في هذا الظرف العصيب الذي يتعرض له الوطن ليسطرن الى جانب اخوانهن الرجال الأفذاذ أجمل صور التلاحم والصمود في وجه اعتى الهجمات التي تواجهها الأرض اليمنية في تاريخها الحديث.
زغاريد الانتصار
زغاريد امهات الشهداء وهن يودعن جثامين ابنائهن من الأبطال الميامين الى جنان الخلد تنزل على الأعداء نزول الصاعقة ويكون وقعها عليهم أشد من الصواريخ والقنابل التي تطلقها بوارجهم وطائراتهم على الآمنين في بيوتهم، هكذا يقول الشيخ يحيى علي الراعي- رئيس مجلس النواب اثناء استقباله لعدد من أسر وأهالي الشهداء وبالفعل تبقى المرأة اليمنية عنوانا بارزا للصمود ومدرسة متقدمة في صنع الأبطال وغرس قيم الحب والولاء الوطني.