مواطنون: الحصار من قبل العدوان الأمريكي السعودي زاد من تدني أحوالنا المعيشية

في ظل الحصار والعدوان الجائر: ترشيد الاستهلاك.. الأسرة وسيلة لحفظها من الفقر

> ديننا الإسلامي أوصانا بعدم الإسراف في حال الرخاء فما بالك بوقت الشدة والحروب والأزمات

الأسرة / وائل الشيباني

لا ينكر احد في الوقت الحالي سوء الأوضاع الاقتصادية بسبب الحرب والحصار القاتل والخانق على بلادنا وتبعاتها وتأثير ذلك على جميع المواطنين اليمنيين بجميع فئاتهم لذا فالغالبية منهم يسعون جاهدين للتغلب على هذه الأزمة بشتى الطرق الممكنة من خلال البحث عن أعمال جديدة وغيرها من السبل حتى وصل الأمر بالبعض لبيع مقتنياتهم الشخصية ولكن هل فكر هؤلاء في اتخاذ طرق أخرى قد تساعدهم كثيراً في التخفيف من كل تلك الضغوط المفروضة عليهم … أقصد بتلك الطرق ترشيد الاستهلاك بكل ما تحمله الكلمة من معنى دون استثناء شيء عن الآخر ابتداء بالكماليات وانتهاء بالأساسيات … كيف يمكن للمواطن ان يقلل من حاجته للمال وكيف يمكنه التأقلم بالقليل الذي يملك وغير ذلك من التفاصيل تجدونه في التحقيق التالي:

محمد فاضل موظف في قطاع خاص يتحدث عن الأوضاع الراهنة وكيف تعايش معها قائلاً عانيت كثيراً من الاضاع الحالية في بادئ الأمر حين انقطعت المرتبات وقل الدخل لدي بنسبة 70 % ولكن فيما بعد بدأت اتعود على الحال بمساعدة زوجتي والنصح المتكرر من اخواني فقد وجهوني الى طرق الاسترشاد التي من خلالها خففت من على عاتقي الكثير من الهموم فقد امتنعت عن تناول القات الذي كان يستهلك ما يقارب نصف الميزانية الشهرية بالإضافة الى تخفيف الكماليات الأخرى وبمساندة زوجتي التي خففت من استهلال المواد الغذائية الأولية بعون من الله تمكنت من الصمود في وجه الظروف الراهنة التي ارهقتني في بادئ الأمر وجعلتني اضطر الى بيع بعض من مقتنياتي الشخصية من ذهب وسلاح .
لا سبيل آخر
نصحني الكثير من أصدقائي ووجهوني صوب التخفيف من كل شيء كنت اشتريه وأقوم به قبل استياء الأوضاع في بلدنا الحبيب الا اني رفضت الإصغاء لهم وبعد فترة ليست بالطويلة وجدت نفسي وحيداً بعت كل مجهورات زوجتي دون أن يتغير الحال فندمت على عدم إصغائي لنصائح أصدقائي واقاربي هكذا أستهل الضاوي موظف حكومي حديثه واضاف : لو كنت تقشفت في مصاريف البيت وامتنعت عن تناول القات عدا يوم الجمعة كما فعل اصدقائي لمَّا ذهب بي الحال وحدياً أعاني الأمرين ولكن لا ينفع الآن الندم .
لا تسرف
ديننا الإسلامي الحنيف أوصانا بعدم الإسراف فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تسرف وإن كنت على نهر جار ) فكيف اذا كان الحال بوضع اقتصادي صعب يعاني منه كل اليمنيين في الوقت الراهن بسبب الحرب والحصار وما الى ذلك هكذا استهل الداعية محمد صالح حديثه عن أهمية التقشف والحد من شراء بعض الأشياء غير اللازمة والتخفيف من الأخرى للحفاظ على تماسك الأسرة وأضاف قائلاً إن النبي الأعظم أوصانا بعدم الإفراط في الاستهلاك ، يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم في ذلك : ” بحسب ابن آدم لقيمات يقمن أوده أو كما قال صلى الله عليه و سلم ” لذا فيجب علينا ان لا نسرف في شراء الطعام والبذخ حتى اثناء الإيلام وإن فاض عندنا شيء علينا بتحري الجار .
وختم صالح حديثه بالقول أتمنى من إخوتي في الله أن يراعو الله في أسرهم وأن ينفقوا ما بحوزتهم فيما يرضي الخالق عز وجل وأخص بالذكر من يقوم بشراء القات بشكل يومي بأسعار جنونية دون لاهتمام لحاجات أسرته وجيرانه وأقول له الأقربون أولى بالمعروف فلا تعبث بما لديك من مال فغيرك يتمنى القليل منه
طرق الترشيد
توجد عدة نصائح لترشيد الاستهلاك الغذائي يمكن باتباعها تحقيق نتائج جيدة جداً في ترشيد الاستهلاك بشكل عام هذا ما يأكده علماء الاقتصاد ويضيفون: يمكن لكل شخص اتباع طرق جديدة يراها مناسبة له بشكل خاص بحسب الظروف و الأولويات التي يعتمدها .ومن أحد أهم تلك الأشياء التي يجب اتباعها هو عدم الوقوع تحت تأثير الإعلانات التجارية ، حيث انها تعرض لمنتجات الرفاهية و تعمل على جعل الشخص يشتري أشياء قد لا يحتاجها بشكل حقيقي . أيضاً متابعة أسعار المواد الغذائية و أوقات ندرتها و ذلك بغرض تخزين البعض لوقت الحاجة
وأيضاً اختيار الأصناف المناسبة لدخل الأسرة ، فليس من الطبيعي أن يكون الدخل منخفضا نسبياً و يتم إنفاقه على مأكولات غالية الثمن دون فائدة صحية تذكر ، كما ينصح بشراء أطعمة بالجملة تكفي الشهر كذلك يفضل اتباع العادات الصحية في تناول الطعام لتحقيق الاستفادة المثلى للجسم دون الحاجة للإكثار من الطعام بلا فائدة .
الاستفادة المثلى
ومن ناحيته يرى الخبير الاجتماعي محمد السيد أن تزايد الحاجة إلى ترشيد الاستهلاك بشكل عام في كافة الموارد التي يستهلكها الإنسان ، بسبب النقص الواضح في تلك الموارد الذي يتمثل في غلاء أسعارها و ندرتها في بعض الأحيان يسبب نقص الموارد في العديد من المجتمعات ، وينسحب ذلك على المواطنين ، فالأسر التي تستهلك المياه والكهرباء و الغاز و الغذاء بطبيعة الحال تعاني من عملية الحفاظ على توفير تلك الاحتياجات و عدم انقطاعها ، وتوفير الموارد المالية اللازمة لذلك ، و ما يزيد العبء على الأفراد هو صعوبة الأعمال و التعرّض للمشاكل المالية الناتجة عن الحالة الاقتصادية العامة للدولة .
و هناك عدّة طرق بسيطة لترشيد الاستهلاك بشكل عام يقوم بها الأفراد للمساعدة في توفير تلك الموارد لأطول وقت ممكن و تحقيق الاستفادة المثلى منها ، و لتوفير الأموال اللازمة لسد احتياجات أخرى لا يستغني عنها الأفراد ، كالتعليم و الصحة و الملبس إضافة إلى الرفاهيات التي تفرضها العادات المجتمعية . و من عناصر الترشيد العام يحتل ترشيد الاستهلاك الغذائي مركزاً متقدماً ، وذلك لأهميّته و لتوفير تلك المواد اللازمة للحياة الضرورية .

قد يعجبك ايضا