صحيفة بريطانية تحذر من حرب واسعة في حال استمر التواجد السعودي بالمهرة
تدفق السلفيين إلى المحافظة بعد إنشاء السعودية قاعدة عسكرية في الغيضة أثار قلق السكان
> الرياض نقلت 1500 جندي إضافي إلى المهرة المكتظة بميليشيات سعودية وإماراتية
> التوترات في المهرة لم تحظ باهتمام دولي وقد تكون لها عواقب مدمرة على المنطقة بأكملها
الثورة /
قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إن التوترات الناتجة في محافظة المهرة اليمنية لم تحظ إلا باهتمام دولي ضئيل، لكن يمكن أن تكون لها عواقب واسعة النطاق ومدمرة بالنسبة للمنطقة إذا واصل الجانبان القتال من أجل السيطرة على المنطقة.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها : إن محافظة المهرة آخر مكان مستقر في اليمن يشهد حربا أخرى بالوكالة، بين دول الخليج التي تطمح في جعلها ساحة نفوذ، دون أن تحظى تلك الحرب باهتمام دولي.
واشارت إلى أن المملكة العربية السعودية بدأت في نقل ما يصل إلى 1500 جندي إلى المنطقة، وفقًا للباحثين اليمنيين.
ونقلت “الإندبندنت” عن باحثين يمنيين إن مسقط ترى أن الاستيلاء على جارتها المهرة يشكل تهديداً محلياً لها فالعديد من العمانيين هم من المهرة، في حين تمتد الأراضي القبلية عبر الحدود مع اليمن.
وقال الباحث اليمني بمركز صنعاء للدراسات فارع المسلمي: إن هناك حرب قوى إقليمية تتخمر وإن المهرة ستكون خط المواجهة الجديد بالوكالة بعد أن كانت المهرة تعتبر معزولة وآخر مكان مستقر في اليمن.
مسقط والمهرة
وحول موقف سلطة عمان من الاحداث في المهرة، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المسؤولين في سلطنة عمان رفضوا إجراء المقابلات أو التعليق. ومع ذلك يعتقد الكثيرون في مسقط أن القيادة العمانية تحتاج إلى اتخاذ موقف أقوى ضد الزحف السعودي في المهرة.
حيث يقول الدكتور عبدالله الغيلاني، وهو إستراتيجي عماني، لصحيفة الإندبندنت من مسقط: إن المهرة كانت “الفناء الخلفي لسلطنة عمان. لقد طورنا الكثير من البنية التحتية حيث هناك، ولدينا روابط سياسية قوية. المهرة هي المنطقة العازلة التي ظلت مكانًا سلميًا حتى وضع السعوديون والإماراتيون قواتهم هناك”.
وتقول إليزابيث كيندال، أستاذة بجامعة أكسفورد، وهي خبيرة بارزة في المهرة: إن البصمة العسكرية السعودية في المهرة “من شأنها أن تمنع الإمارات من الحصول على اكتساح من الجنوب. إذا كانت لديهم قواعد عسكرية، فسيعني ذلك أنه لا يمكن لدولة الإمارات أن يكون لها جنوب منفصل لأنهم لن يحصلوا على المهرة وسقطرى”.
وقالت نادرة محمد، أستاذة تقود لمدة عام حركة احتجاج نسائية ضد وجود القوات السعودية في المهرة: “الشيء الذي يقلقنا أكثر هو أن الاحتلال السعودي سيأخذ المزيد من الأراضي ويصبح عنيفاً”.
السلفيون مصدر قلق
تقاتل التجمعات النسائية أيضًا تدفقًا حديثًا للسلفيين الفارين من الحرب في أجزاء أخرى من البلاد، والذين ظهروا أولاً بعد أن أنشأ السعوديون قاعدتهم الرئيسية في المطار.
وتؤمن النساء بأن السلفيين قد شجعهم السعوديون على الانتقال إلى المهرة، وهي محافظة رغم أنه يوجد فيها مجتمع محافظ إلا أنها تتعارض بشدة مع التفسيرات المتطرفة وترى السلفية تهديدًا لأسلوب حياة المهريين.
وقالت نادرة، وهي أم لأربعة أطفال: إن احتجاجات الرجال على غرار الحركة النسائية قوبلت بالقوة وادعت أنه تم القبض على ثلاثة أشخاص على الأقل واختفوا.
وتقول بعصبية: “هذا هو مصدر قلقنا الأكبر.. إذا استمر الوضع فستكون هناك حرب هنا”.
وأشارت الصحيفة إلى مقتل شخصين في نوفمبر 2018م، خلال احتجاج من قبل رجال القبائل المحليين والذي تعرض للهجوم من قبل القوات المدعومة من السعودية والتي خاضت معارك مع السكان المحليين.
وذكرت أنه في الآونة الأخيرة، بدأ التحالف السعودي في المهرة باستخدام مروحيات أباتشي لتخويف المحتجين، وقبل أسبوع واحد من دخول إندبندنت إلى اليمن، أطلقوا أعيرة نارية تحذيرية بالقرب من مدينة الغيضة.
ويدعي شقيق نادية حازم قودة، ذو الـ 28 عامًا، أنه تم احتجازه لفترة قصيرة من قبل السلطات السعودية في المطار وتم استجوابه بشأن دور أخته في الاحتجاجات وحث على التوقيع على وثيقة تعد بعدم مواصلة المسيرات.
ويقول: “قالوا لي بأن أخبر أختي أنها يجب أن تتوقف عن الذهاب إلى الاعتصام، وأخيراً أطلقوا سراحي بعد 10 ساعات عندما تدخل شيخ قبلي”.
ويضيف: “يشبه المطار قرية مليئة بالسيارات والأسلحة، سيكون هناك صراع بين القبائل، وإذا استمروا في اعتقال أعضاء القبائل أعتقد أنه يمكن أن تكون هناك حرب”.
وتقول الصحيفة البريطانية: خارج حركة الاحتجاج والولاءات السياسية المتداخلة، هناك شعور متزايد بالغضب بين السكان المحليين النظاميين.
ذرائع وانتهاكات
يقول عبدالله، ذو الـ 40 عاماً : ” كنا نعيش في سلام حتى وقت قريب، إنهم يأتون ويعتقلون الناس من منازلهم ويتهمونهم على ما يبدو بأنهم محرضون أو متطرفون. يبدو الأمر وكأنه قد ينفجر في أي وقت بسبب التوترات، هؤلاء الناس لديهم يد قوية ويبدو أن لديهم السيطرة الآن”.
في جميع أنحاء البلدة في إحدى قرى الصيد المهجورة في مدينة المهرة، يشكو الصيادون من أنه لا يُسمح لهم بالصيد حول القواعد السعودية الجديدة.
ويقولون إنهم تعرضوا للمطاردة من السعوديين بسبب مزاعم تورطهم في التجارة المربحة والتهريب عبر البحر، وهي مشكلة حقيقية أفسدت البلاد، التي كانت مليئة بالأسلحة بالفعل.
وقال البعض مثل سعد عبد الله: إن محلات الصيد الخاصة بهم تمت مداهمتها بعنف مما زاد من حدة التوتر.
وقال عبدالله، وهو أب لثلاثة أبناء: “لقد تراجعت أرباحنا اليومية إلى ثلاثة أرباع ما كان لدينا من قبل بسبب قيود المنطقة”.
وأضاف: ” لو كنا مهربين لكان لدينا الكثير من المال ولما كنا جالسين في حوض صغير نحاول الصيد”.
قحطان : قبضنا عليهم وأخذنا اسلحتهم
يقول أحمد محمد قحطان، عضو مجلس الشورى اليمني وقائد الشرطة السابق في المهرة: “لقد زادوا من تجنيدهم للقوات المحلية، فمنذ الأزمة في مضيق هرمز، لاحظنا أن السعوديين اشتروا المزيد من الأسلحة وسيطروا على الحدود”.
ويعتبر قحطان من بين المسؤولين اليمنيين الذين حاولوا منع السعوديين من الاستيلاء على المطار، واتهمته الفصائل الموالية للسعودية بالفساد وتحريك حركة الاحتجاج.
ويضيف: “إنهم يريدون تصدير النفط لهذه المناطق عبر بحر العرب لتجنب توترات مضيق هرمز لهذا استخدموا ذريعة وقف التهريب والإرهاب”.
وأضاف: “السعوديون يريدون استغلال مئات الآلاف من براميل النفط عبر بحر العرب، لقد رأيناهم يضعون مؤخرًا علامات على خط أنابيب، لقد قبضنا عليهم وأخذنا أسلحتهم”.
وتابع “مهما كانت الحقيقة، فإن النتيجة هي نفسها، صراع آخر داخل حرب اليمن المدمرة بالفعل”.
وختم حديثه بالقول “قامت السعودية والإمارات بزرع مليشيات في المهرة وستبدأ حربًا أهلية وقد بدأت تلك الحرب بالفعل”.