الثورة/
قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، إن مليشيات الإمارات المتواجدة في تعز، تستغل الوضع الذي خلّفه ” انقلاب ” المجلس الانتقالي في عدن، لإحداث مزيد من التوتر والصراعات. وأشار الموقع في تقرير له ، إلى أن انقلاب مليشيات المجلس الانتقالي في عدن، شجع السلفيين المدعومين من الإمارات على القيام بمناورات لمزيد من السيطرة على مناطق شمال عدن. وأدى اندلاع المواجهات المسلحة التي قادتها مليشيات الانتقالي الجنوبي إلى تغيير جذري على الصراع في اليمن في غضون أيام قليلة، حيث قام انفصاليون جنوبيون تدعمهم الإمارات بالسيطرة على عدن وضواحيها.
يرى التقرير أن سيطرة الانتقالي على عدن، أثارت حفيظة وكلاء الإمارات الآخرين في تعز للقيام بالأمر ذاته. وبعد أيام من الاشتباكات على طول الطريق السريع الرئيسي بين مدينتي عدن وتعز، يخشى بعض اليمنيين المزيد من زعزعة الاستقرار، ويقولون إن هذا الوضع يمكن أن يؤدي إلى تسليم منازلهم لقوى أجنبية.
ونقل التقرير عن مواطنين في تعز، إن الإمارات تريد دعم وإطالة أمد المعارك في المدينة كما فعلت في عدن، غير أن آخرين ينظرون إليها بطريقة مختلفة، ويرونها فرصة لفتح عاصمة محافظة تعز أمام مجموعات مختلفة، بعد أن كان يحكمها في الأساس حزب الإصلاح. ومع ذلك ، فهي تعكس أيضًا الفجوة المتزايدة بين أبو ظبي والرياض، التي كانت شريكاً على مدار السنوات الأربع الماضية في تحالف عسكري تدخل في اليمن عام 2015 لكن الآن، تتصارع القوى بالوكالة، بدعم من الإماراتيين والسعوديين.
يشير التقرير إلى أنه بعد أن استولت مليشيات المجلس الانتقالي على عدن، استقرت المواجهات بين جماعة أبو العباس والإصلاح. وشجع استيلاء “الانتقالي” على عدن، السلفيين الذين هجروا المنطقة إلى حد كبير حتى وقت قريب، كما يقول السكان والمقاتلون.
واندلعت معارك عنيفة في التربة الأسبوع الماضي بين القوات المدعومة من الإمارات، بقيادة أبو العباس، وقوات اللواء الرابع الموالي لهادي ، بقيادة مقاتلين تابعين للإصلاح. لكن الاشتباكات أعاقت حركة المرور منتصف أغسطس الجاري، بينما حاولت جماعة أبو العباس السيطرة على مركز شرطة التربة.
اندلعت الاشتباكات في منتصف طريق تعز – عدن من الخميس إلى الاثنين ، وتجددت أمس الثلاثاء . ونقل الموقع عن مواطنين قولهم ، أن الإمارات تسعى إلى فرض السيطرة على المناطق الرابطة بين المحافظتين، ومحاصرة آخر مدخل متبقٍ في تعز، وزرع عدة أيدٍ بحيث عندما تفشل إحداها، فإنها أبوظبي تستبدلها بأخرى. وقال آخرون ، أنه في ظل فشل أبو العباس في السيطرة على الطريق الرئيسي، ستجلب لجنة الوساطة ذراعاً جديدة للإمارات، التي دعمت مليشيات الانتقالي للانقلاب في عدن والتوسع نحو أبين، وقد تكون تعز هدفا جديدا لـ ” الانتقالي ” .
وأبدا بعض المواطنين مخاوفهم من انتقال مجاميع من الميليشيات التابعة لطارق عفاش والمدعومة من الإمارات أيضا إلى تعز ، وقالوا للموقع : المستقبل المظلم ينتظر تعز في ظل وجود قوات طارق صالح، في الوقت الذي تحتاج فيه تعز للحل السلمي وليس أن تفتح الإمارات معسكرات جديدة. وهو تهديد كبير للمدنيين الذين يمكن أن يكونوا عالقين في المدينة، إذا تم قطع الطريق الوحيد للخروج مرة أخرى . وقالوا : ” لن نجد طريقاً للفرار من منازلنا إذا وصلت المعارك إلى المدينة”.