معركة الردع والتوازن اليمنية وخيار الحل السياسي
محمد صالح حاتم
الحرب والعدوان على اليمن وفي عامها الخامس شهدت متغيرات وتطورات غيرت مجريات الحرب والمعركة العسكرية، غيرت المعادلة وقلبت موازين القوى، فيما كانت الكفة تميل للتحالف السعودي الإماراتي في بداية الحرب نظرا ًللتفوق النوعي الكبير في السلاح، والسيطرة الجوية الكاملة لطيران التحالف السعواماراتي، حيث كانت الأجواء اليمنية مفتوحة لطيرانه يسرح ويمرح كيفما يشاء.
ولكن اليوم بعد التطور النوعي لسلاح الجو اليمني والقوة الصاروخية اليمنية ومنظومة الطيران المسير، والذي استطاعت العقول اليمنية إبتكارها والسواعد اليمنية إنتاجها، ودخولها الفعلي المعركة، فقد اثرت بشكل كبير على سير معركة الرد والردع ، واستطاعت الوصول الى عمق العدو السعودي والإماراتي، وكذا تم تحييد عمل منظومات الدفاع الجوي السعودي الباتريوت، فأصبحت الصواريخ اليمنية تصل الى العمق السعودي وتستهدف أي هدف لها فتم قصف الدمام والرياض، وكانت عملية التاسع من رمضان أولى معارك الردع اليمنية والتي استهدفت مضخات شركة ارامكو وما تلاها من عمليات للطيران المسير باستهداف مطارات ابها وجيزان ونجران وبشكل شبه يومي والتي أخرجتها عن الخدمة ،وكذا قاعدة الملك خالد بخميس مشيط والتي كانت تعد محطة انطلاق طيران العدو.
وفي الفترة الأخيرة دخلت معركة الردع شكلاً متطوراً تمثلت في دخول أنواع جديدة من الصواريخ البالستية والطيران المسير اليمني مثل بركان 3 وبدرf ونكال وقدس 1،وطيران صماد 3 وقاصف وغيرها من الأسلحة اليمنية المتطورة والتي استهدفت منشآت حيوية سعودية ومواقع ومعسكرات وقواعد عسكرية استراتيجية سعودية، وبدفعات كبيرة ومنها عملية استهداف حقل الشيبة بعشر طائرات مسيرة دفعة واحدة، واستهداف مطار جيزان الاقليمي بعشرة صواريخ بدر دفعة واحدة ، واستهداف الرياض عاصمة السعودية بعدة طائرات مسيرة صماد 3 وكلها تصيب أهدافها بدقة عالية، وتفعيل منظومة الدفاع الجوي اليمنية ،وإزاحة الستار عن صاروخ فاطر1 وثاقب 1 ودخولها الخدمة الفعلية ونجاحها في إسقاط أحدث أنواع الطائرات الامريكية المسيرة نوع أم كيو 9،وكذا تحييد الأباتشي.
فهذه التطورات وهذه الإنجازات العسكرية المتسارعة للجيش اليمني سيكون لها مردودات ايجابية ليس على سير المعركة العسكرية وتغيير قواعدها من حالة الدفاع للجيش اليمني الى حالة الهجوم والذي أصبح يمتلك زمام المبادرة، بل سيكون لها انعكاسات ايجابية على العملية السياسية، ورضوخ التحالف السعودي الإماراتي للحلول السياسية المرضية للجميع وليس وفق أجندتهم التي كان يسعون لتحقيقها، وشروطهم التي كان يريدون فرضها في أي حوار أو مفاوضات سياسية، بل وفق حلول سياسية مرضية بما تحفظ لليمن وحدته وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه.
فاليوم بعد كل هذه التغيرات والتطورات التي حدثت، أصبح تحالف بني سعود وعيال زايد وبعد خمسة أعوام من الحرب والعدوان على اليمن يبحث عن مخرج من المستنقع اليمني الذي وقعوا فيه، وأصبح الموقف اليمني أكثر قوة وأكثر مصداقية خاصة ً بعد أن تكشف زيف أهداف العدوان وبطلت كل أعذارهم وحججهم ،وما يحدث في المحافظات الجنوبية من صراعات ومعارك بين مرتزقة التحالف خير شاهد ودليل على زيف أهدافهم وماهية مشاريعهم التي يريدون تحقيقها من خلال حربهم وتحالفهم على اليمن.
فتحالف العدوان السعودي الإماراتي بين خيار وقف الحرب العدوان ورفع الحصار والعمل على تحقيق السلام في اليمن وعدم التدخل في الشأن اليمني ،وبين تقبل الضربات البالستية اليمنية والطيران المسير ،والتي أصبحت اجواءهم مفتوحة لها تسرح وتمرح كيفما تشاء وتضرب أينما تشاء، وأن عليهم أن يعلموا أن منشآتهم الاقتصادية الحيوية وموانئهم ومطاراتهم في الرياض وجدة والدمام ودبي وابوظبي والشارقة وغيرها من المدن السعودية والإماراتية أهداف مشروعة للصواريخ اليمنية والطيران المسير، وأن زمام المعركة وسيرها لم تعُد بأيدهم بل أصبحت بيد الجيش اليمني ولجانه الشعبية ،وهو يعرف كيف يرغم التحالف السعودي الإماراتي على وقف الحرب وانهاء العدوان على اليمن.
وعاش اليمن حراً ابياً، والخزي والعار للخونة والعملاء.