محلل السياسة الخارجية الأمريكية: اليمنيون نجحوا في الصمود أمام جيوش مجهزة ببذخ وشنوا هجمات في العمق السعودي

الثورة / …
قال مايكل هورتون، محلل السياسة الخارجية الأمريكي، في مقال مطول له نشرته صحيفة ” ذا أمريكان كونسرفيتف” أمس الأول ” إذا كنت تريد أن ترى مستقبل الحرب في اليمن فراقب القتال عن كثب بصمود الجيش واللجان ضد الجيوش الممولة والمجهزة ببذخ  في الحرب التي تقودها السعودية والإمارات وحلفاؤهما على اليمن، حسب تعبيره.
وقال هورتون في مقال مطول نشرته صحيفة “ذا أمريكان كونسرفيتف” : لقد أثبت اليمنيون أنهم قادرون على شن هجمات في العمق السعودي”،  مستغربًا من قيامهم بذلك وهم الجماعة الأفقر والأقل تسليحًا.. متسائلًا عما يعنيه هذا أيضًا في نظر أمريكا التي تواصل استثمار مئات المليارات من الدولارات في أنظمة الأسلحة المعقدة والمكلفة والضعيفة؟.
وأكد هورتون أنه كتب سابقًا بأن الجيش واللجان الشعبية سينتصرون لو طبقوا مجموعة من “العوامل الجبرية” وهي عوامل الحراك وتأمين القوة واحترام السكان وهو ما طبقوه بدرجات متفاوتة خلال العقد الماضي.
وأضاف: “هُم قوة صغيرة متحركة بالإضافة إلى أن التضاريس الجبلية في اليمن تساندهم في الحرب، ناهيك عن أنهم وحلفاءهم قد احترموا السكان المحليين من خلال توفير مستويات عالية من الأمن”.
وأشار الكاتب إلى أن صنعاء مدينة لا يقل سكانها عن خمسة ملايين نسمة خالية بدرجة كبيرة من الجريمة وتوفر الخدمات العامة والأساسية رغم الحصار البري والبحري والجوي منذ أربع سنوات.
ولفت خبير السياسة الدولية إلى أن العامل الثاني تمثل في استخدام الجيش واللجان الشعبية الطائرات المسيّرة بدون طيار في وقت لا يملكون وسائل دفاع ثابتة ضد الطائرات السعودية الإماراتية التي سيطرت على المجال الجوي اليمني، ومع ذلك فاستخدام الطيران المسيّر رخيص وسهل التصنيع وقد استطاعوا من خلاله مهاجمة أهداف سعودية بدقة رغم امتلاك الرياض للباتريوت الأمريكي.
حرب اليمن وأسلحة أمريكا
وتابع مايكل هورتون: ” إن حرب اليمن تشير إلى مستقبل يمكن جعل أنظمة الأسلحة المعقدة للغاية التي تشتريها الولايات المتحدة بناء على طلب مجمعها الصناعي العسكري أقل فعالية”.
وأضاف : “يجدر بنا أن نتذكر كلمات الطيار المقاتل والمصلح والاستراتيجي العسكري العقيد جون بويد ، الذي قال أن كل من يمكنه التعامل مع أسرع معدل للتغيير هو الذي ينجو، وهو ما يميز الجيش اليمني” .
ودعا الكاتب صانعي السياسة في أمريكا إلى أن ينظروا عن كثب كيف أحبط اليمنيون كلا من الإمارات والسعودية، مضيفًا: إن تركيز أمريكا على انفاق مئات المليارات من الدولارات على أنظمة الأسلحة مثل F-35 قد يجعلها غير مستعدة للتعامل مع عالم يمكن فيه لطائرات بدون طيار مزعجة ورخيصة وسهلة الصنع مقترنة بمجموعات مقاتلة صغيرة أن تتفهم القواعد الجبرية.