أمريكا تسقط في ذمار
عبدالفتاح علي البنوس
مساء الثلاثاء الماضي سقطت أمريكا في ذمار ، سقطت أمريكا بسقوط طائرتها المسيَّرة الحديثة الصنع من طراز MQ9 بصاروخ يمني مناسب ، وهي الطائرة الثالثة التي تسقطها دفاعاتنا الجوية اليمنية من هذا النوع ، والذي استخدم في تنفيذ جريمة استهداف الرئيس الشهيد صالح علي الصماد -رضوان الله عليه – حيث تحولت سماء ذمار إلى مسرح مفتوح لمشاهدة لحظات إسقاط الطائرة الأمريكية ذات المواصفات البالغة الدقة والتي تمتلك مواصفات متطورة ، وتسابق المواطنون على زيارة موقع سقوط الطائرة غير مبالين بتحليق الطيران المكثف الذي أعقب العملية الناجحة الأولى التي تنفذ في أجواء محافظة ذمار..
سلاح الجو الأمريكي سارع إلى الاعتراف بفقدانه طائرة مسيَّرة تابعة له في اليمن ، وهو اعتراف صريح بالمشاركة الأمريكية في العدوان على بلادنا ، وهو تأكيد للمؤكد بأن أمريكا هي من تقتل الشعب اليمني ، وأنها من تدير العدوان وتتحكم في مساراته خدمة لمصالحها وأهدافها الاستغلالية الاستعمارية ، أبناء ذمار احتفوا كثيرا بهذا الإنجاز العسكري الهام الذي اعتبروه تتويجا لتضحياتهم ومواقفهم الوطنية البطولية التي سطروها وما يزالون يسطرونها في مختلف جبهات العزة والكرامة دفاعا عن الأرض والعرض والسيادة والكرامة..
حيث شكلت هذه العملية نقطة تحول في معركة الردع ، كونها كشفت عن تطور مضطرد للقدرات اليمنية في مجال الصناعات العسكرية وعلى وجه الخصوص الدفاعات الجوية التي سبق أن أعلن قائد الثورة عن عمل دؤوب لوحدة التصنيع الحربي لتطوير الدفاعات الجوية وتحييد طائرات العدوان عن الأجواء اليمنية ، والتأكيد على أن الأجواء اليمنية لم تعد مستباحة ، وأن سماء اليمن ليست للنزهة بعد اليوم ، وهي تصريحات كررها المتحدث باسم الجيش العميد الركن يحيى سريع عقب إسقاط الطائرة الأمريكية في ذمار ، حيث وعد بمفاجآت صادمة للعدو في مجال الدفاعات الجوية اليمنية قادرة على الحد من همجية وعبثية وانتهاكات طائرات العدوان السلولي..
واللافت في هذه العملية أن الطائرة الأمريكية التي تم إسقاطها تتبع الجيش الأمريكي مباشرة ، حيث يتم التحكم بها عبر طيارين أمريكيين من القواعد الأمريكية في منطقة الخليج والشرق الأوسط ، ولا تخضع للقوات الجوية السعودية أو الإماراتية ، بمعنى أنها تعمل لحساب أمريكا ، وتتحرك في سماء اليمن دعما لقوى العدوان وإسنادا لها ، وهو ما يمثل انتهاكا صارخا للسيادة اليمنية من قبل الدولة التي تدعي زورا وبهتانا أنها راعية الديمقراطية والحرية في العالم..
بالمختصر المفيد: أمريكا هي من تقتل شعبنا اليمني ، وهي صاحبة الأمر والنهي في العدوان على بلادنا ، هي من أصدرت قرار الحرب ، وهي من تملك قرار إيقافها وتتحكم فيه ، وهي الأكثر انزعاجا من إسقاط طائرتها في أجواء ذمار ، لأنها بذلك كشفت عجز وفشل طائراتها في اختراق الدفاعات الجوية اليمنية ،وهو ما يمثل تهديدا لمبيعاتها من هذه الطائرات المسيَّرة التي كانت تتباهى بها وتراهن عليها ، وإذا بها تسقط في ذمار وقبلها في أجواء العاصمة وصعدة ، على وعد بأن يكون القادم أعظم وأشد فتكا وأكثر إيلاما ، وقريبا جدا سنصل إلى اللحظة الفارقة التي يتم فيها تحييد الطائرات المعادية من الأجواء اليمنية ، وإيصال رسالة للعالم أجمع بأن سماء وأجواء اليمن ليست للنزهة ، وأن الخارج منها مولود ، والداخل إليها منتهكا لسيادتها مفقود.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.