عبر تنظيم "داعش" وتجمع "الإخوان" وقوات طارق عفاش
السعودية تبدأ تصفية أدوات الإمارات في الجنوب المحتل
الثورة / خاص
بدأت السعودية في تصفية أدوات الإمارات، بالتزامن مع توجه الأخيرة لسحب قواتها من عدن والمحافظات الجنوبية الخاضعة لاحتلال تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، عبر تنشيط خلايا ذراعيها تجمع الإصلاح (الإخوان) وتنظيم “داعش”، وقوات المرتزق طارق عفاش.
وقالت مصادر محلية أن القيادي في مرتزقة الإمارات عبدالناصر البعوة اليافعي المكنى “أبو همام” تعرض لمحاولة اغتيال، منتصف ليل الأحد، بزرع عبوة ناسفة في الشارع العام جرى تفجيرها أثناء مرور موكبه بمنطقة بئر أحمد”، حيث تقيم قوات عفاش، المدعومة أيضاً من الإمارات.
تأتي محاولة اغتيال “البعوة” الذي يعد الرجل الثاني لمنير اليافعي (أبو اليمامة)، بعدما نادى بالثأر لدماء الأخير، مما سماه “المتآمرين على اغتياله” بهجوم صاروخي وجوي مسير للجيش واللجان الشعبية، استهدف الخميس، عرضا لقوات ما يسمى “الحزام الأمني” التابعة للإمارات في البريقة بعدن.
وتتزامن محاولة اغتيال رئيس ما يسمى “مجلس المقاومة الجنوبية” عبد الناصر البعوة “أبو همام”، مع تجدد الاشتباكات بين الفصائل العسكرية التابعة للتحالف بشقيه السعودي والإماراتي، في أحياء مديريتي “الشيخ عثمان” و”دار سعد” ضمن سعي السعودية لبسط نفوذ أدواتها في عدن وإنهاء نفوذ أدوات أبو ظبي.
تدخل سعودي
ويرى مراقبون أن “السعودية وبالتزامن مع توجه الإمارات لسحب قواتها من عدن والمحافظات الجنوبية الخاضعة لاحتلال التحالف (العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي)، بدأت في تصفية أدوات الإمارات، عبر تنشيط خلايا ذراعيها تجمع الإصلاح (الإخوان) وتنظيم “داعش”.
بالتوازي، شهدت المحافظات الجنوبية المحتلة نشاط ما يسمى تنظيم “داعش” وتبنيه الهجوم على معسكر لقوات “الحزام الأمني” التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، في مديرية المحفد، بمحافظة أبين، يوم الخميس، وخلف نحو 25 قتيلا وجريحا في صفوفهم.
وتتنازع النفوذ في عدن والمحافظات الجنوبية الخاضعة لتحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، فصائل عسكرية متعددة الولاء ومتنافرة الاتجاه، ما بين ما يسمى قوات هادي أو “الجيش الوطني” المدعومة سعوديا، وقوات “الانتقالي” وقوات “عفاش” المدعومتين من الإمارات.
في السياق، قالت مصادر سعودية مطلع يوليو الفائت لوسائل إعلام غربية بينها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية ووكالة “رويترز” البريطانية، أن الرياض بصدد ما سمته “تصحيح مسار التحالف وانهاء مظاهر الفوضى في المناطق المحررة” في إشارة إلى مليشيات الإمارات.
أدوات الرياض
ويشير مراقبون إلى أن توجه السعودية لنشر قواتها في عدن ومدن الجنوب المحتلة “يراهن في إنهاء نفوذ مليشيا الإمارات ذات النزعة الانفصالية، على قوات الفار هادي وقوات ما يسمى حراس الجمهورية التي يقودها طارق عفاش، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح عفاش.
في هذا، استدعت السعودية إلى الرياض منتصف شهر يوليو المنصرم، نائب رئيس حكومة المرتزقة وزير الداخلية المحسوب على جناح المؤتمر الشعبي المنشق احمد الميسري “لترتيب توحيد جميع الفصائل العسكرية في عدن وجنوب اليمن، بقيادة وغرفة عمليات تشرف عليها الرياض”.
وبرز هذا التوجه السعودي لتقليص نفوذ مليشيا “الانتقالي” بفرضها عناصر محسوبة على عفاش، قيادة موحدة لما يسمى “القوات المشتركة” في الساحل الغربي، والمؤلفة من ألوية “العمالقة” الجنوبية وقوات طارق عفاش وما يسمى “المقاومة التهامية” المحسوبة على تجمع الإصلاح (الإخوان).
الحال نفسها في المهرة وحضرموت وشبوة، حيث بدأت السعودية نشر قواتها وتشكيل قوات موالية لها تتبع محافظين ومراكز قوى موالية لها، بالتزامن مع تفعيل سياسة “الترغيب والترهيب” المعودة في شراء الولاءات بالأموال والهدايا والتعيينات، وقمع المعارضين بالإقصاءات والاعتقالات والاغتيالات.
تحالفات استثنائية
تسعى الرياض، إلى استعادة نفوذ أدواتها التاريخية في اليمن قبل 21 سبتمبر 2014م، ممثلة في الجنرال علي محسن، حليف تجمع الإصلاح (الإخوان)، وأبناء الرئيس السابق علي عفاش، بما يحقق مصالحها وجني أطماعها في المهرة وحضرموت، دون الحاجة إلى تقسيم اليمن.
ومع أن تجمع الإصلاح (الإخوان) يهيمن على قوات الفار هادي، إلا أن السعودية التي مولت تجنيد وتدريب وتسليح هذه القوات، تبدو بنظر مراقبين “مطمئنة لتبعية جميع تشكيلات قوات (الفار) هادي وانقيادها إلى رجلها العسكري الأول في اليمن، الجنرال علي محسن صالح الأحمر.
يأتي هذا في الوقت الذي تدرج فيه السعودية منذ العام 2013م تنظيم الإخوان في قائمة المنظمات الإرهابية والمحظورة. لكنها بعد أربع سنوات و4 أشهر من الحرب على اليمن باتت حسب سياسيين سعوديين “مضطرة لاستخدام ورقة الإخوان مؤقتا لبلوغ أهدافها وتأمين مصالحها في اليمن”.
وتدرك الرياض ارتباط تجمع الإصلاح بالتنظيم الدولي للإخوان، وتحالف الإخوان مع قطر وتركيا. لكنها وفق مراقبين “تحتاج إلى إعادة تحالفها القديم مع الإخوان بصورة استثنائية في اليمن، لاستعادة نفوذها وإعادة أدواته التقليدية وتمكين منظومة حكم عفاش من مقاليد السلطة في اليمن”.
الإمارات والانتقالي
من جهتها، تسعى أبو ظبي، إلى إحكام استحواذها على إدارة الملاحة في المنطقة عبر السيطرة على السواحل والموانئ اليمنية، بفرضها “المجلس الانتقالي الجنوبي” المنادي بالانفصال ممثلاً للجنوب ودعمه بجيش يضم 90 ألف مقاتل فيما يسمى ألوية “العمالقة” و”النخبة” و”الحزام الأمني”.
وتضغط الإمارات باتجاه مشاركة “الانتقالي” ممثلا عن جنوب اليمن في أي جولة مفاوضات قادمة برعاية الأمم المتحدة، الأمر الذي أعلن عنه المبعوث الأممي مارتن غريفيث، بتأكيده “مشاركة المكون الجنوبي في المفاوضات” التي تعرقل السعودية عقدها حتى تنتهي من بسط نفوذها في الجنوب.
في هذا السياق، يأتي تنفيذ “الانتقالي” بين حين وأخرى حملات مداهمة منازل ومتاجر اليمنيين المنتمين للمحافظات الشمالية، في عدن والمحافظات الجنوبية، ونهب ممتلكاتهم واعتقالهم وتعمد ترحيلهم بصورة مهينة على متن شاحنات إلى محافظة تعز والحدود الشطرية مع محافظة لحج.
ووفقاً لمراقبين فإن الإمارات ترجئ انسحابها من اليمن حتى الاعتراف بالمجلس الانتقالي الجنوبي ممثلا لجنوب اليمن، وجعل أي جولة مفاوضات لإحلال السلام في اليمن بين الانتقالي في عدن والمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ في صنعاء، الأمر الذي تعارضه أدوات نفوذ الرياض”.