قتل قصف العدوان 4000 امرأة و4000 طفل.. وتسبب في وفاة 200 ألف طفل جوعا

جرائم حرب العدوان بإقرار المنظمات الدولية: أطفال اليمن والقانون الدولي الإنساني أبرز ضحايا العدوان

> طيران العدوان استهدف 566 منشأة صحية ودمر 91 منها كليا و475 جزئيا
> الكوليرا تصيب 1.4 مليون وثلث الوفيات بالكوليرا من الأطفال دون سن الخامسة
> الأطفال يعيشون جحيماً في اليمن واليمنيون يمرون بكفاح قاس للحياة

الثورة / جمال الظاهري
* خمس سنوات من العدوان السافر على اليمن, انتهكت خلاله كل القوانين والشرائع والبروتوكولات, أوصل البلاد إلى حافة الانهيار وأصاب المجتمع بأسوأ كارثة عرفتها الإنسانية على مدى أكثر من مائة عام حسب الأمم المتحدة فقد دمر العدوان السعودي الأمريكي على اليمن كل مقومات الحياة ومستمر في حصد ضحاياه من كل الفئات, ولكن اغلب ضحاياه من الفئات الضعيفة وفي مقدمتها الأطفال, وهذه خلاصة لأغلب تقارير الهيئات والمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية بهذا الشأن تبين بالأرقام جرائم حرب العدوان بحق القطاع الصحي والخدمي والمدنيين ومعاناة الأطفال والنساء بصورة خاصة.

وزارة الصحة اليمنية وعلى لسان وزيرها طه المتوكل كشفت في 18 يوليو الجاري بأن عدد ضحايا العدوان من المدنيين وصل إلى 40 ألفا ما بين قتيل وجريح, حيث قتلت أكثر من 4000 امرأة وأكثر من 4000 طفل, قتلوا بدم بارد نتيجة للقصف الوحشي والمباشر من قبل طائرات تحالف العدوان الذي تقوده السعودية, فيما بلغ أعداد المصابين بالإعاقة الدائمة أكثر من (2000) طفل معاق جراء استهدافهم بالقنابل والصواريخ التي ألقتها طائرات العدوان.
وعن ما لحق القطاع الصحي والأضرار غير المباشرة قال الوزير المتوكل بأن طائرات التحالف استهدفت (566) مرفقا صحيا, نتج عنها دمار 91 مرفقاً صحياً تدميراً شاملاً, وأكثر من 475 مرفقاً تعرضت لتدمير شبه كلي, وأن من نتائج العدوان والحصار وفاة طفل يمني كل 10 دقائق بسبب سوء التغذية, ووفاة (200) ألف طفل خلال العامين الأخيرين من العدوان.
أمراض نفسية
وزارة الصحة اليمنية كشفت في 18 مايو الماضي عن وجود عشرات آلاف الأطفال المصابين بأمراض نفسية وجسدية جراء حرب تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
وأكدت الوزارة في بيان لها أنّ “ما بين 92 % إلى 95 % من الأجهزة في المستشفيات والمراكز الصحية تعطّلت أو انتهى عمرها الافتراضي”، ونوهت بأنّ مجازر التحالف السعودي في العاصمة وبقية المحافظات تسهم في تفاقم كارثية الوضع الصحي في اليمن.
الكوليرا
بسبب العدوان, وكنتيجة وأثر لأكثر من أربعة أعوام من الحرب تعرّضت البلاد لموجتين كبيرتين من تفشي الكوليرا وصار وباء الكوليرا مرضا مستوطنا في اليمن، في ظل تدمير النظام الصحي, واستهداف مصادر المياه والحصار.
بدأت الموجة الأول أواخر أكتوبر 2016م بتسجيل أول حالات الإصابة بالوباء, ومع بداية 2017م اجتاح وباء الكوليرا نحو 20 محافظة يمنية من أصل 22 محافظة مخلفًا أرقامًا وإحصائيات مخيفة, رغم نجاح العاملين في المجال الصحي في السيطرة على هذه الموجة.
ولكن مع استمرار الحرب وتقويض النظام الصحي في البلاد، وتدمير البنية التحتية، تفشت موجة ثانية من الوباء في العام 2017م وضربت نصف المحافظات اليمنية تقريبًا.
وبحلول نهاية العام 2017م، وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوضع الإنساني في اليمن بأنه “أسوأ أزمة إنسانية بسبب الحرب”، في ظل حاجة 80 % من السكان إلى المساعدات العاجلة، ووصول عدد الحالات المحتمل إصابتها بالكوليرا إلى مليون حالة.
أعلنت منظمة الصحة العالمية 2743 حالة وفاة بالكوليرا من أصل قرابة 1.4 مليون إصابة منذ انتشار الوباء في موجتيه الأولى والثانية في اليمن بين الفترة ما بين ابريل 2017 وحتى نهاية عام 2018م.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الصحة في صنعاء، يوسف الحاضري، إنّ إجمالي عدد حالات الاشتباه والإصابة بمرض الكوليرا، منذ يناير الماضي، وحتى مارس بلغ 53.038 حالة توفي منهم 75 مصابا.
وبحسب تقرير صادر عن إدارة الترصد الوبائي في وزارة الصحة والسكان اليمنية في صنعاء، فإنّ إجمالي عدد حالات الإصابة والاشتباه بالكوليرا، منذ بداية العام 2019 وحتى السابع من مارس الماضي، وصلت إلى نحو 70 ألف حالة توفي منها 82 حالة”.
بين يناير وأبريل 2019 ، استقبلت منظمة أطباء بلا حدود في مراكزها في اليمن حوالي 10000 حالة مشتبه بإصابتها بـ الكوليرا.
وبحسب الأمم المتحدة، فإنّ إجمالي عدد الإصابات والحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا خلال العام الماضي بلغ 295 ألف حالة، توفي منها 400، ثلثها لأطفال ما دون الخامسة”.
يمثل الأطفال دون سن الخامسة ثلث الوفيات بهذا الوباء، بحسب مكتب اليمن في مفوضية الأمم لشؤون اللاجئين.

الحصاروالتشريد
الحصار وإن لم يحظ ضحاياه بالاهتمام من المنضمات والهيئات الدولية ولم يعلم أو يعلن عدد معين لهم إلى أن التقديرات والتقارير متعددة المصادر تقول أن “أعدادهم تصل إلى ما نسبته 85 % من عدد السكان المقدر بين 27 الـ30 مليون إنسان, يشكل الأطفال النسبة الأكبر منهم” إي أن الضحايا بالملايين.
إجبار الملايين من المدنيين على النزوح والتشرد وحرمانهم من الخدمات الإنسانية والحقوق التي كفلها القانون الدولي الإنساني ومعاهدات جنيف وملحقاتها من البروتوكولات وغيره, جريمة يعاقب عليها القانون الدولي الإنساني, وحين يكون ضحاياها من الأطفال فإنها تعطى اعتبارا إضافيا حسب كل الشرائع والقوانين التي أجمع عليها المجتمع الدولي ومنها (قانون حماية الأطفال).
رغم أنه لا يمكن حالياً ايراد أرقام عن أعداد هؤلاء الضحايا من الأطفال, إلا أن ما تم رصده (11 مليون شخص) أجبروا على ترك مناطقهم ومنازلهم وتم حرمانهم من حق التعليم, وفقدوا كل مقومات العيش الإنساني في حده الأدنى كالرعاية الصحية والخدمات الطبية والمياه النظيفة, والغذاء المناسب. يضاف إلى ذلك فقدانهم للبيئة المناسبة للنمو السليم, نتيجة لمعايشتهم ظروف ومواقف قاسية كـالترهيب والخوف والهلع الشديد ووقوفهم على مشاهد مرعبة, ما يعني أن حالاتهم النفسية غير مستقرة وسيكون لها نتائج وارتدادات مستقبلية أقل أضرارها أنهم لن يكونوا طبيعيين وسيحتاجون مستقبلاً إلى رعاية خاصة.
القنابل العنقودية
بالتأكيد أن لكل حرب نهاية, ولكن نهاية أي حرب لا تعني انتهاء المخاطر, فغالباً ما تترك الحروب أثاراً ومخاطر يمتد أثرها لعقود من الزمن, فالألغام الأرضية وغيرها من مخلفات الحرب القابلة للانفجار أدوات قاتلة, وهذا ما استخدمته قوات التحالف بهدف إلحاق أفدح الضرر بأطفال اليمن وإن انتهت الحرب فإن مئات الآلاف من القنابل العنقودية والقذائف التي لم تنفجر منتشرة في أكثر من منطقة.
هذه المخالفات وإن كانت خطرا على جميع الشرائح الاجتماعية إلا أن ضررها الأكبر غالباً ما يكون من نصيب الأطفال ما دون الثامنة عشرة, ومن آثارها أن من ينجون من الموت بها من الأطفال يواجهون احتمال الإعاقة مدى الحياة.
تعد الطفولة والمراهقة من المراحل الدقيقة في تطور الأشخاص نفسيا واجتماعيا وقد يترك المرور بهذه المخاطر وبالظروف العصيبة خلال هاتين الفترتين عواقب دائمة, منها الاضطراب النفسي والاكتئاب والقلق والخوف والغضب ومشاكل في النوم.
وفيات المواليد
يتعرض المواليد الجدد والنساء الحوامل بوجه خاص للخطر عندما يتعذّر الوصول إلى المرافق الصحية أو حين تفتقر هذه المرافق إلى الموارد والأدوية والأجهزة الطبية المناسبة, ولهذا عواقب سيئة منها, إعاقة النمو وضعف جهاز المناعة، ما يجعل المصابين أكثر عرضة للمرض, والاعتلال والوفاة.
في هذا لخّص تقرير جديد لمنظمة أطباء بلا حدود صدر في 13 مايو الماضي بعنوان “الولادة المعقدة – الأمهات والأطفال اليمنيّون يموتون دون الحصول على رعاية طبية”، أثر الحرب على الأمهات الجدد والأطفال دون سن الخامسة عشر من العمر.
وفق المنظمة فقد ” بلغ عدد الوفيات 36 أما و1529 طفلاً , من بينهم 1018 مولودا جديدا – في مستشفى تعز الحوبان التابع للمنظمة في محافظة تعز، ومستشفى عبس الذي تدعمه المنظمة في محافظة حجة بين عامي 2016 و 2018م, وكان الكثير من المواليد الجدد الذين تم إحضارهم إلى منظمة أطباء بلا حدود للحصول على الرعاية يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة أو ولدوا قبل موعد ولادتهم” .
المنظمة أكّدت أن أعداد الوفيات الكبيرة جدًا ترتبط بعدد من العوامل، معظمها لها علاقة مباشرة بـ الحرب.
ضحايا الغارات
ذكرت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة في أكتوبر أن الأطفال “يتعرضون للقتل والتشويه واليتم والصدمة” بسبب عمليات تحالف العدوان السعودي الأمريكي العسكرية، و”تفاقم هذا الأمر بفعل الحصار الجوي والبحري” ما أدى إلى معاناة عديد من الأطفال مع انعدام الأمن الغذائي.
أسفرت عشرات الغارات الجوية العشوائية التي تحالف العدوان عن مقتل وجُرح آلاف المدنيين في انتهاك لقوانين الحرب, كما استخدم التحالف الذخائر العنقودية المحظورة.
وثق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ” بين 26 مارس 2015 و 8 نوفمبر 2018م، سقوط 17،640 ضحية مدنية في اليمن، بما في ذلك 6،872 قتيلًا و 10،768 جريحا, معظم هذه الخسائر ناتج عن الغارات الجوية التي قام بها التحالف العدوان الذي تقوده السعودية”.
اليونيسف وحديث الأرقام:
إلى ذلك طالب خِيرْت كابالاري، مدير اليونيسف الإقليمي في الشرق الأوسط لشمال أفريقيا في مؤتمر صحفي عقده في الرابع من نوفمبر 2018م بأن تكون مصلحة 15 مليون طفل في اليمن في مركز الأولويات.
وقال : هنالك 30 ألف طفل في اليمن يموتون كل سنة من جراء سوء التغذية كأحد أهم الأسباب من وراء ذلك”.
وأضاف : اليمن اليوم جحيم للأطفال، ليس فقط لـ 50 إلى 60% من الأطفال بل لكل طفل وطفلة في اليمن حيث يموت طفل كل 10 دقائق من أمراض ممكن الوقاية منها بسهولة.
كابالاري تابع : في اليمن يعاني 1,8 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، 400,000 طفل يعانون من سوء تغذية مهدِّد للحياة ونصف أطفال اليمن دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المزمن، بالإضافة إلى 1.1 مليون امرأة حامل ومرضعة، أي عندما يلدن أطفالهن يعلمن أن معدل الولادة سيكون قليلا”.
وأوضح أن سوء التغذية له عواقب صحية على الأطفال ولكن سوء التغذية المزمن له أثر على نمو الطفل, 50 % من الأطفال (دون سن الخامسة) يعانون من سوء التغذية المزمن، جميعهم لن ينموا أو يطوّروا قدراتهم الذهنية الكاملة”.
إعدام الحياة
اللجنة الدولية للصليب الأحمر نشرت في فبراير 2019م تقريرا مصورا عرضت فيه الواقع المؤلم الذي يعيشه أطفال اليمن جراء حرب العدوان الذي دمر البنية التعليمية ووضع مستقبل هؤلاء الأطفال على المحك.
ويوضح التقرير الذي يحمل عنوان “أطفال اليمن بحاجة إلى مستقبل” قال إنه: وفي الحرب الدامية التي أنهكت اليمن، صار التعليم رفاهية بعيدة المنال بالنسبة إلى الكثيرين، فقد قوضت الحرب البنية التعليمية في البلاد إما بالتدمير الكامل، أو بالأضرار التي تعرضت لها أكثر من (2500) مدرسة”.
وتحت عنوان “أوقفوا الحرب على اليمن” كانت أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الثالث من ابريل 2018م،أن المجتمع اليمني، ينحدر نحو الموت البطيء، بسبب المجاعة المتفشية”.!
ومع بدايات العام الرابع عدوان بالتحديد في مارس 2018م قالت اللجنة إن مليون شخصا يجدون صعوبة في الحصول على المياه الصالحة للشرب, وأن في اليمن حوالي 22 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية – أي ما يعادل 75% من إجمالي سكان اليمن – أو ما يعادل مجموع تعداد السكان في كل من السويد والنرويج وفنلندا ونيوريلاند مجتمعين” .
وأثناء زيارته لتعز في 29 مايو 2017م وصف رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر “الوضع الإنساني في اليمن بأنه يرقى إلى مستوى الكارثة”.
انتشار المجاعة
التقارير الدولية تشير إلى أن” 77 % من سكان اليمن يحتاجون الدعم للبقاء أحياء، فيما لا يملك نصفهم غذاءً كافيًا، وهناك 13مليونا يعانون سوء التغذية الحاد، مع 11 مليونا فروا من منازلهم بسبب الحرب”.
يعيش الملايين من السكان الكفاف ولا يعرف معظمهم من أين ستأتي وجبتهم التالية, باختصار: «يجب على العديد من العائلات اليمنية أن تختار بين الغذاء والدواء»، حد وصف فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي للجنة الدولية، نوفمبر 2018م.
مسؤولة الإعلام الرقمي في «المركز الإقليمي للإعلام» التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر في القاهرة – سلمى عودة قالت : تحول اليمن في السنوات الأخيرة إلى أكبر مأساة إنسانية في العالم، إذ يواجه الشعب اليمني كله تقريبًا تحديًا قاسيًا مع الزمن، يعاني هؤلاء من قسوة الظروف مع تفاقم الجوع الشديد الذي يفتك بالبلاد، والمعاناة الرهيبة للأهالي”.
خصوصية شريحة الأطفال
من شأن الحرب أن تجعل الجميع في حالة من الاستضعاف, ولكن الأطفال وإن لم يتذمروا أو يعبروا عن ألمهم أو معاناتهم فإنهم الأكثر معاناة والأشد تضرراً, ولأكثر ضعفاً.
لقد أجبرت حرب العدوان وحصاره أطفال اليمن على خوض كفاح قاسٍ من أجل البقاء, فغالبًا ما يعني الفرار من ساحات القتال ومغادرة الديار، والانقطاع عن المدارس أملاً للنجاة من جحيم الحرب ولكن اليمن استثناء
أخيراً:
لقد غير العدوان الصورة الجميلة لليمن, وفرض واقعاً وحقائق أخرى, كلها ألم ومعاناة, حيث يعيش في اليمن ما يقدر بـ 27 مليون إنسان, يعتمد 80 % منهم على المساعدات للبقاء على قيد الحياة, 58 % لا يحصلون على مياه نظيفة، 52 % لا يجدون مستشفى يداويهم، لأن الذي جاء بزعم مساعداتهم وسلامتهم قد قوض القطاع الصحي.
ويعمل اليوم ما نسبته أقل من 45% من المنشآت الصحية, واغلبها تعاني من الضعف نتيجة نقص الأدوية والمحاليل وتعطل الكثير من أجهزتها الطبية.

قد يعجبك ايضا