*صنعاء «أمانة العاصمة» إحدى أعرق مدن العالم وأقدمها عاصمة الدولة اليمنية منذ الأزل ومقصد قلوب اليمنيين على اختلاف أماكنهم وأزمانهم ومشاربهم تصنف على مستوى الوطن اليمني على أنها أكبر المدن ازدحاما بالسكان الذين ينتمون لكل محافظات الجمهورية دون استثناء فقد بلغ تعداد سكانها وفقا لآخر تعداد سكاني ما يزيد عن المليون نسمة بينما يعتقد أن سكانها في الوقت الراهن يزيدون عن التعداد السابق بمليون نسمة يضاف إليهم الأعداد الهائلة من الزائرين والوافدين إليها من داخل الوطن وخارجه.
ولا شك أن كل هؤلاء يستخدمون في تنقلاتهم وتحركاتهم المختلفة ما يزيد عن ثلاثمائة وخمسين ألف سيارة باختلاف أحجامها وموديلاتها وأنواعها إضافة إلى الدراجات النارية «الموتورات» التي أصبحت تسبب ضجة وإزعاجا في أرجاء المدينة ومشكلة من أعقد المشاكل.
وفي ضوء هذا الزخم الرائع تأتي خطة مرور أمانة العاصمة ليتلمس العاملون فيها الهموم والمشاكل التي تعاني منها المدينة والحلول الكفيلة بمعالجة الاختلالات الناتجة عن بعض التصرفات الخاطئة لبعض السائقين وكذا العوامل والأسباب الأخرى المؤدية إلى حدوث مثل تلك الاختلالات والأخطاء.
ومن خلال مدير إدارة سير أمانة العاصمة العقيد عبدالكريم راجح الجائفي نتعرف على بعض ما يجري داخل العاصمة في مجال السير والمرور والنظم والخطوات المتبعة في اللقاء التالي:
اهتمام مستمر
> بداية كيف تسير حركة المرور في العاصمة صنعاء.. وما هي الخطوات والإجراءات المتبعة لتحقيق أهداف ومهام إدارة السير في الأمانة¿
– نحن في إدارة السير بأمانة العاصمة نعمل وفق خطة مرسومة تستهدف في الأساس الارتقاء بمستوى الخدمات المرورية في أمانة العاصمة وضمان التواجد المستمر لرجال شرطة السير في مواقع العمل على مدار الفترة الزمنية المحددة للخدمة ما بين الساعة السابعة صباحا والحادية عشرة ليلا والاهتمام المستمر بتحسين مظهرهم عند قيامهم بواجباتهم اليومية وتعزيز الانضباط المروري لحركة مرور السيارات وضبط ما يترتب عليها من مخالفات وحوادث وتفعيل عملية الرقابة على خدمات المرور الميدانية بما يكفل ضمان عملية التواجد الدائم والتقييم المستمر والتصدي للممارسات الخاطئة التي ترافق أداء البعض بالإضافة إلى تفعيل وتنشيط عمل المناطق والأقسام المرورية في ضبط ومراقبة حركة السير وما يترتب عنها من حوادث ومخالفات مرورية في إطار الاختصاص المكاني لكل منطقة وقسم والعمل على إنشاء أقسام جديدة في المناطق ذات الكثافة العمرانية والسكانية العالية ومواكبة آفاق التطور والتوسع الذي تشهده العاصمة ودور المجالس المحلية من خلال إنشاء مكتب للمرور في كل مديرية من المديريات العشر لأمانة العاصمة والعمل على فتح خطوط جديدة لسير باصات نقل الركاب في المناطق ذات الكثافة السكانية وإعادة النظر في خطوط السير السابقة والسعي لإيجاد آلية مستمرة للتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بالعمل المروري بهدف قيام كل جهة بدورها وبخاصة تلك المتعلقة بتزويد شوارع العاصمة بالإشارات المرورية المختلفة والخطوط الأرضية وإجراء التحسينات في بعض الشوارع كإغلاق بعض الفتحات في الجزر الوسطية وتنفيذ التعديلات التي تتطلبها حركة السير في بعض الشوارع والدفع بعملية التنسيق الدائم والمستمر مع أجهزة الإعلام لنشر الوعي المروري بين أوساط مستخدمي الطريق وتسليط الأضواء على المشاكل المرورية التي تعانيها العاصمة وبما يضمن الإسهام في معالجتها وتفعيل دور المجلس الأعلى للمرور في أمانة العاصمة بما يمكنه من القيام باختصاصاته التي نص عليها قانون المرور.
تلافي الآثار السلبية
> على ماذا ترتكز خطتكم هذه والنتائج المرجوة منها¿!
– ترتكز خطة إدارة السير بالأمانة على جملة من العناصر الأساسية من أهمها العمل الدؤوب على متابعة ومراقبة تطورات حركة السير في العاصمة بما يترتب عليه من تأمين مستمر لها من الخدمة المرورية وحصر المشاكل التي تعاني منها العاصمة واقتراح الحلول ومتابعة تنفيذ المعالجات التي تكفل الحد منها إلى جانب تصنيف الخدمة الميدانية من حيث موقعها وزمانها وفقا لمقتضيات تصريف وانسيابية حركة السير في العاصمة خروجا ودخولا والسيطرة على مواقع الاختناقات زمانا ومكانا وضمان الإشراف المباشر على القوى البشرية من الضباط والأفراد من حيث تواجدها الدائم وحسن الضبط والربط العسكريين ودوام الظهور بالمظهر اللائق والاستمرار في إيجاد آلية متطورة لدوريات مرورية متحركة وراجلة لتعزيز الخدمة الثابتة والحد من بعض الممارسات السلبية التي قد تصدر من بعض السائقين أو رجال المرور وكذا العمل على إيجاد آلية تنسيق موحدة لمهام ومسؤوليات الجهات ذات العلاقة بالعمل المروري في أمانة العاصمة بما يضمن تلافي الآثار السلبية على حركة السير الناجمة عن انعدام أو ندرة التنسيق بين هذه الجهات وإدارة السير.
وفي خطتنا هذه نود أن نوضح بعض المشاكل التي تعاني منها مدينة صنعاء من الناحية المرورية وكيفية الخروج من هذه المشاكل والتي يمكن أن نلخصها في ثلاث نقاط أساسية وهي الاختناقات المرورية والحوادث وتلويث البيئة.
ازدحام طبيعي
> ولكن هناك انتقادات كثيرة ترجع اللوم والتقصير على المرور ويحملونه المسؤولية ما هو دوركم على ذلك¿
– نحن هنا سوف نركز على الاختناقات المرورية نظرا لكثرة الانتقادات التي توجه إلينا في هذا المجال والتي تحمل المرور كل المسؤولية عن حدوث مثل هذه الاختناقات هنا أو هناك بالرغم من أن الكثير من أسباب الاختناقات لا دخل للمرور فيها لأن هناك للأسف جهلا بدور المرور في الشارع والذي يقتصر على تنظيم الحركة المرورية لأن كافة الأعمال الإنشائية في الشارع العام ليست من اختصاص المرور ومع ذلك فإن تعطل الإشارة الضوئية أو عدم وجود الشواخص والإرشادات المرورية وكذا تكسر الأرصفة والاسفلت والحفر العشوائي وقطع الشوارع يجعل الكثير من الناس يلقي باللوم على المرور.
ولا شك أن الإنسان المنصف سوف يدرك أنه ليس هناك شيء اسمه اختناقات مرورية في مدينة صنعاء إذا ما قارنا وضعنا بوضع الكثير من العواصم العربية والعالمية ففي بعض المدن العالمية تتوقف حركة السيارات بالساعات في الشوارع دون أن تتحرك وتمتد صفوف السيارات الواقفة إلى مسافات بعيدة بالرغم من الإمكانيات المتوفرة في تلك البلدان مقارنة بما هو لدينا ومع ذلك إذا وقفت سيارة أحدنا لبضع دقائق في أي تقاطع غضبنا وأقمنا الدنيا وأقعدناها وقلنا هذا ازدحام مروري لا يطاق بالرغم من أن الأمر في غالب الأحيان ازدحام طبيعي ناتج عن زيادة أعداد السيارات في بعض التقاطعات وبشكل يزيد عن الطاقة الاستيعابية المغذية لذلك التقاطع.. ومع ذلك فإننا في إدارة السير في العاصمة نطمح مثل غيرنا بأن تتحرك السيارات دون توقف وأن لا يحصل أي اختناق مروري على الإطلاق.
لمواجهة التوسع
* ما هي المشاكل التي يعاني منها مرور العاصمة وكذا المخاطر التي يواجهها رجال المرور وما هي متطلبات تحسين أوضاع منتسبي هذا القطاع الشرطي الهام¿!
– من المشاكل الدائمة والمريرة التي نواجهها في أعمالنا بأمانة العاصمة أولا عدم انضباط السائقين واستهتارهم بأنظمة وقواعد المرور وعدم تنفيذهم وتقيدهم بتعليمات رجل المرور في الشارع ما يسبب الإحباط واليأس لدى شرطي المرور الواقف في خدمتهم ومن ذلك قيام بعض الوجاهات بالمخالفات العمدية وقطع الإشارة أو عكس الخط والوقوف في الأماكن المحظورة.. أما المخاطر فهي كثيرة فإلى جانب طول ساعات الخدمة التي يقوم بها رجال المرور وسط هجير الشمس وحرارتها وصقيع البرد وزمهرير الشتاء وهطول الأمطار فهناك مخاطر صحية مثل استنشاق كميات هائلة من السموم والأتربة وعوادم السيارات والتي تسبب في غالب الأحيان الإصابة بأمراض مزمنة ناهيك عن الاعتداءات التي يتعرض لها رجال المرور في كثير من الأوقات من بعض ضعاف النفوس والأبهات وأصحاب البطون المنفوخة لا سيما في ذروة الخدمة وفي رمضان بالذات وكذا تعرض الكثير من رجال المرور للحوادث خلال قيامهم بتنظيم حركة السير وخصوصا في المناطق المزدحمة..
وعليه فإن متطلبات تحسين وضع رجال المرور لا بد أن تلبي من خلال توفير عدد من العناصر أهمها تخفيف عدد ساعات العمل الميداني في الشوارع والجولات والتقاطعات من ست ساعات إلى أربع ساعات وهذا لن يتحقق إلا بزيادة أفراد القوة العاملة في هذا المجال بما لا يقل عن 600 فرد ومن ثم زيادة المرتبات والحوافز وإيجاد كادر خاص للعاملين في الخدمة الميدانية المرورية أو حتى اعتماد بدل طبيعة عمل وتوفير غطاء تأميني صحي للعاملين في المرور وأسرهم مع توفير أقصى حماية قانونية ضد المعتدين والضرب بيد من حديد ضد كل من يعتدي على رجل المرور وكذا توفير ما لا يقل عن ألف وخمسمائة فرد خلال العامين القادمين لمواجهة التوسع الذي تشهده المدينة والذي يتطلب زيادة عدد الأفراد لنشرهم في جميع الشوارع الموجودة في أمانة العاصمة والتخلص من الأفراد الذين أصبحوا عالة على جهاز المرور سواء المرضى أو الأفراد الذين فقدوا أرواح الانضباط العسكري وكذا المعيات وكبار السن.
خطة متكاملة
* ماذا عن الوسائل والآليات والمستلزمات المرورية مدى توفرها والمطلوب منها وكيفية استخدامها وصيانتها¿¿
* نعم لا تقل الوسائل والآليات في أهميتها للعمل المروري عن العنصر البشري فبدون هذه الوسائل والإمكانيات الآلية يصاب عمل المرور بجزء كبير من الشلل وعدم القدرة على تنفيذ المهام والأعمال الموكلة إليه وما يعانيه من عجز فيها يتطلب توفيره ليتضافر معه عقد العمل بين ما سيتم تغطيته من عجز في جانب القوى البشرية وبين ما سيتم توفيره من هذه الوسائل والإمكانيات ليرتقي معها العمل المروري في أمانة العاصمة إلى المستوى المنشود مع العلم أنه تم وبصورة كبيرة تغطية جزء من هذا العجز خلال السنوات الأخيرة وذلك من خلال الصيانة لما هو موجود لدينا من الآليات والمعدات المتنوعة الأمر الذي شكل عبئا كبيرا على الإدارة خاصة لتوجد ورشة صيانة لدينا وهو ما يتطلب توفير اعتماد مالي مناسب وكوادر مؤهلة للقيام والإشراف على الصيانة المستمرة لهذه الآليات والمعدات سواء الونشات أو السيارات والدراجات النارية الموتورات والتي معظمها معطلة وخارج نطاق الخدمة ولا بد من تطوير الموقع الموجود الخاص بورشة الصيانة وإنشاء ورشة صيانة متكاملة ومن حيث توفير آليات جديدة نقول بأن العمل المروري في العاصمة يتطور وتزداد المهام المطلوبة وبالتالي فإنه لا يواكب هذه الزيادة أية زيادة في الآليات والمعدات والمطلوب عمل خطة متكاملة لما يمكن توفيره سنوياٍ لمرور الأمانة أكان من قبل وزارة الداخلية أو أمانة العاصمة أو منهما معاٍ بالتنسيق مع الإدارة العاصمة لشرطة السير والجهات الأخرى ذات العلاقة.
نظام متكامل
هل دخل جهاز المرور اليمني عصر تكنولوجيا المعلومات وشبكة الربط الآلي.. خاصة في العاصمة.. وما هي آلية مراقبة حركة السير..¿!.
من العيب أن نظل نعمل ونتعامل بنفس الوتيرة التي كنا نعمل بها قبل خمسين عاماٍ فالعالم يتطور ويتقدم علمياٍ وتقنياٍ ونحن ما نزال نراوح مكاننا إذا لا يمكن أن تتطور أعمالنا دون دخول أجهزة الكمبيوتر فهي الوسيلة المهمة لتحقيق نقلة نوعية لدخول القرن الواحد والعشرين ولا بأس هنا أن نشير إلى أننا في إدارة سير العاصمة قمنا مؤخراْ بتوفير أجهزة كمبيوتر لقسم المخالفات في محاولة عبر برنامج يشمل جميع الأعمال المتصلة بالمرور على أن يكون هناك جهاز مركزي (سرفر) ذو قدرة استيعابية عالية وأجهزة طرفية في جميع المناطق والأقسام المرورية التابعة لإدارة سير الأمانة وهذا يعني أن يتم توفير وتركيب جهاز مركزي وأربعين جهازا طرفيا قابلة للتوسع..
وكمرحلة أولى نأمل أن يتم توفير وتركيب عشرين جهازا أي يتم البدء في إنشاء مركز الإصدار الآلي في الإدارة وثلاث مناطق مرورية يتم اختيارها لاحقاٍ لتفادي النقص في الإيرادات وتعطل مصالح المواطنين بسبب التراكم والضغط في مركز الإصدار الآلي الموحد التابع لوزارة الداخلية.
ونظراٍ لأن مدينة صنعاء- عاصمة دولة الوحدة- قد حظيت بدراسة متكاملة للحركة المرورية فإننا نأمل سرعة تنفيذ ماجا في هذه الدراسة من توصيات ومقترحات لحل المشاكل المتعلقة بالحركة المرورية لأن ذلك سيؤدي إلى التخفيف من الاختناقات المرورية وتفادي الكثير من الحوادث وسيخفف العبء على الخدمات المرورية.
Prev Post
قد يعجبك ايضا