الأسرة- خاص
“الولادة الطبيعية أصبحت شيئا من الماضي وأصبحت الولادة القيصرية هي ولادة المرأة العصرية ” هكذا استهلت أم حسام حديثها وهي تجهز ملفاً لولادتها قيصريا في أحد المستشفيات الحكومية بصنعاء.
أم حسام أنجبت مرتين بولادة قيصرية وها هي الآن تتوجه الى العملية القيصرية مرة ثالثة رغم تشجيع الأطباء لها في ولادتها السابقة بأنها يمكن أن تلد طبيعيا ولا داع للعملية غير أن هذه الأم تعتبر أن الولادة الطبيعية وتحمل آلام المخاض أصبح شيئاً من الماضي وأن المرأة المتحضرة والعصرية لا تلد الا قيصريا .
فيما تعتبر سارة سليمان أم لأربعة أطفال بأن الولادة القيصرية أنما هي لإنقاذ حياة الأمهات اللاتي تتعسر ولادتهن أو لأسباب أخرى تتعلق بحياة الأم أو الجنين وأنه لا داع لها أن كانت تستطيع المرأة الحامل أن تلد طفلها طبيعيا وتقول : انجبت اطفالي الأربعة ولادة طبيعية وأنا أفضلها على القيصرية حيث أن الأخيرة تستمر آلامها ومتاعبها فترة طويلة حوالي شهر أو شهرين وربما أكثر ناهيك عن خطورتها وعلى الآثار المترتبة عليها .
وترى أم عبدالله “أم لعشرة أبناء” أن كثيراً من المستشفيات تقرر للمرأة الحامل ولادة قيصرية رغم أنه يمكن أن تلد طبيعيا وتقول : كلما تذهب امرأة حامل لإجراء فحوصات واجهزة لتحديد موعد الولادة يقوم الأطباء بتحويلها الى العملية القيصرية حيث ينظر الكثير من الأطباء الى الربح من ولادة المرأة الحامل قيصريا والى التكاليف الكثيرة التي سيحصلون عليها جراء تكلفة هذه العمليات التي زادت في الفترة الأخيرة.
مؤشرات خطيرة
وبحسب الاحصائيات فإن هناك زيادة في معدل الولادة القيصرية في انحاء العالم بمقدار الضعف تقريبا ليصل الى مستويات مثيرة للقلق في بعض الدول بحسب آخر الدراسات وتشير دراسة إلى أن هناك اعتماداً اكثر من اللازم على الجراحة القيصرية التي من المفترض اللجوء إليها في حال تعثر الولادة الطبيعية في أكثر من نصف دول العالم.
وصرحت أستاذة العلوم الاجتماعية وصحة المرأة في جامعة كينغز كوليدج لندن جين سوندول وهي ضمن المشاركين في إعداد دراسة حول مخاطر الولادة القيصرية أن المخاطر التي تواجه الأم والجنين من الولادة القيصرية تنقسم إلى نوعين مخاطر قصيرة الأجل وأخرى طويلة الأجل.
وأضافت إن عملية التعافي من آثار الولادة القيصرية تتسم بالتعقيد بالنسبة للأم وتؤدي إلى تشوهات في الرحم، وهو ما يرتبط بالنزيف والنمو غير الطبيعي للمشيمة، والحمل خارج الرحم وموت الجنين والولادة المبكرة، وذلك في مرات الحمل التالية للولادة القيصرية.
وشددت على أهمية ضرورة الانتباه لهذه المخاطر التي رغم ضآلتها قد تشكل خطرا كبيرا على الأم والجنين في مرات الحمل التالية.
وأشارت إلى أن تعرض الأم والجنين لهذه المخاطر يزداد كلما تكرر خضوع الأم لولادة قيصرية جديدة. وقالت إن هناك “أدلة ظهرت في الفترة الأخيرة على أن هناك مخاطر صحية تتعلق بالهرمونات، والحالة البدنية، والبكتيريا، والإجراءات الطبية المتبعة التي قد تنتج عن الولادة القيصرية، والتي قد تقلب الحالة الصحية للأم والجنين رأسا على عقب”. وأكدت أن مخاطر المدى القصير تتضمن تغيرات في تطور الجهاز المناعي قد تؤدي إلى الإصابة بأنماط من الحساسية والربو وتغيير أنواع البكتيريا الموجودة في المعدة.
ونشرت منظمة الصحة العالمية تقريرا إرشاديا عن الحاجة إلى تقليل الاعتماد على هذا الإجراء الطبي غير الضروري، في إشارة إلى الولادة القيصرية، التي وصفها التقرير بأنها “لا يمكن تبريرها طبيا”. وقال التقرير إن “من المهم أن يكون إجراء الولادة القيصرية ممكنا عندما تحتاج إليه النساء لأن ذلك قد ينقذ حياتهن”، وذلك مع التأكيد على ضرورة تجنب اللجوء إلى الولادة القيصرية حتى لا “نجعل الأمهات والمواليد عرضة للخطر”.
فإن الولادة القيصرية ارتفعت بنسبة كبيرة خاصة في المدن اليمنية حيث تشير تقارير صادرة من وزارة الصحة إلى أن الولادة القيصرية بلغت 50 % مقابل الولادة الطبيعية ويرجح الأطباء أن سبب ذلك هو بسبب الحروب وبقايا صواريخ طائرات العدوان التي بعثت غازاً مسموما ولوثت الهواء فتصبح حالة الأم والجنين في خطورة وتتعسر الولادة لدى الحامل وتتضاعف الخطورة عليها وعلى الجنين .
نسبة خطر بسيطة
تنصح منظمة الصحة العالمية بأن تُجرى الولادة القيصرية بناء على حاجيات طبية فقط ويقول الأطباء المختصون بالحمل والولادة: إن الولادة القيصرية هي عملية جراحية حيث يتم إحداث شَق أو أكثر في بطن الأم والرحم لإنجاب طفل أو أكثر ويتم تنفيذ هذه العملية عندما تُعرِّض الولادة المهبلية حياة الطفل أو الأم أو صحتهما للخطر وقد يتم إجراؤها عند الطلب بدون سبب طبي حيث ان الجراحة القيصرية تتسبب بزيادة بسيطة عامة في النتائج السيئة للحمل ذي نسبة الخطر البسيطة وهذه النتائج تتمثل بأن لا يتم إجراء هذه العملية قبل 39 أسبوعاً من الحمل بدون التي قد تحدث وتختلف من تلك التي قد تحدث مع الولادة المهبلية .
أسباب اللجوء الى الولادة القيصرية
وتقول اخصائية التوليد الدكتورة هناء محمد مطهر: إن اللجوء الى اجراء العملية القيصرية عندما تكون الولادة الطبيعية متعسرة وليست كل الحالات يجرى لها عملية قيصرية بل يظل اجراؤها بقرار من الطبيب المختص لرفع المخاطر عن الأم والجنين وهناك بعض الحالات التي نجري لها عمليات قيصرية بطلب من المرأة الحامل نفسها التي لا تريد أن تلد طبيعيا وتفضل الولادة القيصرية وهنا يكمن الخطر حيث ان الولادة القيصرية لأم قد تلد طبيعيا يكون الضرر اكثر ومن أهم الأسباب التي تدفع الطبيب الى اجراء عملية قيصرية مضاعفات المخاض والعوامل التي تعيق الولادة الطبيعية عبر المهبل وطول مدة المخاض وتمزق جدار الرحم أو زيادة في ضغط الدم لدى الأم أو الطفل بعد تمزق الغشاء السلوي والزيادة في معدل ضربات القلب لدى الأم أو الطفل وعدم فعالية طلق الولادة بعد مرور عدة ساعات على بدئها ايضا تعذر الولادة الطبيعية ومجيء الجنين بالعرض وتعسر الولادة بسب حجم الجنين وضيق حوض الأم والمشاكل في الحبل السري كالأوعية المتقدمة والمشيمة المتعددة الفصوص وتدلي الحبل السري .
وتضيف الدكتورة هناء: ان الولادة القيصرية المخطط لها من قبل الأطباء تحمل مخاطر أقل لموت الطفل مقارنة بالولادة الطبيعية المهبلية وتكون الولادة القيصرية ضرورية أيضاً في حالة تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم وحدوث نزيف دموي يهدد حياة المرأة خلال الولادة وتخطي عمر الجنين 40 اسبوعا وعدم بدء الولادة وعندما يهدد حياة الجنين خطرا مما يستدعي ولادته قبل ان يمت في بطن امه الحامل وكسل الرحم وتوقف الطلق وتعب المرأة وتوقفها عن الاشتراك الفعال في عملية الولادة وفي حال كانت المرأة تعرضت لعمليات قيصرية من قبل .
وتقول اخصائية التوليد هدى الجماعي إن الأطباء يقررون ولادة قيصرية طارئة في حالة كان الطفل لا يحصل على كمية كافية من الأكسجين أو بسبب تغييرات في ضربات قلب الطفل أو كان الطفل في وضع غير طبيعي أو كانت ولادة الأم متعسرة وأيضاً في حالة التوأم.
واضافت: إن هناك إمكانية لتعرض الأم والجنين للمخاطر التي تنطوي عليها الجراحات بصفة عامة، مضيفة أن الولادة القيصرية تؤدي إلى معدلات أعلى من وفيات الأجنة مقارنة بالولادة الطبيعية.