المرحوم المطري
عبدالجبار المعلمي
عظيمة هي المواقف الوجودية لشخصيات لها ثقلها ومكانتها في المجتمع أخذت على عاتقها مسؤولية انتشال الأندية من وضعها المأزوم والنهوض بواقعها المتهالك وقواعدها المترنحة ومداميكها الركيكة وفق رؤية حصيفة المعاني والأبعاد ترتكز أساسياتها على رؤية متعاظمة الحداثة وشموليتها الخلاقة وأهدافها وتقنياتها المتطورة الخالية من كل الشوائب.
مثل هكذا اختلالات محورية هشة اثخنوا بها جراح الأندية وأخرجوها من طور التماسك والتميز بين ما هو إيجابي أو سلبي ما أدى ذلك إلى خلط أوراقها الغرض من ذلك خلق حالة من الارتداد الفكري للقائمين على شؤونها وهم بهذه الفكريات الهدامة عقدوا العزم على إفراغ الأندية من مسمياتها متناسين تبعات هذه الالتفافات المبطنة على الأندية ومستقبلها ما يؤكد حقيقة عدم قدرة هؤلاء النفر على إيجاد حلول عاجلة لهذه المعاناة المزمنة فالوضعية المزرية دفعت بشخصيات مقتدرة على خلق بدائل متوهجة تعيد التوازن والاستقرار لأكثر من صرح رياضي.
يأتي في مقدمة هذه الشخصيات الشيخ المرحوم محمد علي المطري أحد أبرز رجالات اليمن الأوفياء الذين سطروا بعطاءاتهم السخية وكرمهم الحاتمي على بساط الجدارة نماذج متفردة من الروائع والإبداعات القيمة كونها روائع سوف تظل خالدة في أذهان وقلوب وعقول كل منتسبي نادي الوحدة صنعاء تتداولها الأجيال من منطلق أن أحرف جماليتها مطرزة بمناقب نقشت كلماتها على جدران منشآت الوحدة النموذجية وفق مصفوفة من علم الانتماء والحب والعشق لهذا الصرح الرياضي الكبير الذي ظل ولسنوات عديدة حبيس مقره القديم الكائن في التحرير غير قادر على مغادرته والأسباب يعرفها كل مؤسسيه ونجومه وجماهيره وعشاقه ومحبيه كضرورة حتمية ليس له القدرة على الخروج من جلبابه المعتم ونفقه المجهول الذي شل حركة استنهاض الهمم والتغلب على آثاره كونه مرضاً أصاب الوحدة في مقتل منذ سنين غابرة حتى وقت قريب رغم تعاقب العديد من قيادات الدولة وأصحاب الشركات والبيوت التجارية ورؤساء النادي إلا أن حال النادي ظل على ما هو عليه يصارع البقاء والاستمرارية وزاد وضعه سواءً ولم يشفع له تاريخه وعراقته وبطولاته وانجازاته.
دارت الأيام ولم يلتفت إلى معاناته احد ليقيض الله لهذه القلعة الرياضية الشيخ المغفور له بإذن الله محمد بن علي المطري الذي تدخل بقوة ليضع حدا لتلك المهازل المزرية التي يمر بها ناد بحجم الوحدة من خلال تبنيه مشروع إعادة ترتيب البيت الوحداوي من الداخل عبر منظومة من علم البناء والبنيان المتطور كتوجه ملزم للجميع.
أقولها وبكل صراحة لولا تدخل الشيخ محمد رحمه الله ومنحه النادي أرضاً مترامية الأطراف كهدية مقدمة منه لكل الوحداويين الذين اثنوا عليه وعلى مكرمته الثمينة التي نقلت الوحدة من حالة الضياع والتشرد إلى مصاف الأندية الحديثة وليصبح حلم الأمس قلاعاً شامخة شموخ اليمن بطوله وعرضه ..ما وصل إليه النادي من مكانة عالية يعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى لهذه الشخصية الراحلة إلى جوار ربها حقيقة لا ينكرها إلا جاحد أو ناكر جميل.. رحمك الله يا من منحت أبناء الوحدة ثقة الارتقاء بناديهم نحو العلا كنت وفياً للوحدة ولا زلت حيا في قلوبنا رغم رحليك ومن باب الإنصاف يجب على القائمين على شؤون النادي مبادلة الوفاء بالوفاء وإطلاق اسمه على ملعب الوحدة كتكريم له.