تحالفُ العدوان واستهدافُ جامعة صنعاء

د. نجيبة مطهر
معروفٌ أن الجامعاتِ الحكوميةَ قد تعرضت لتدمير ممنهج طال جامعةَ عمران وصعدة وجامعة صنعاء وجامعة الحديدة وجامعة ذمار، وجامعات تعز والبيضاء وإب، وقد وصلت التقديراتُ الأوليةُ للخسائر المادية إلى 300 مليون دولار، كما تم إقفالُ الجامعات في عدن وحضرموت وكلية أبين وشبوة، وأصيبت بأضرار جسيمة في مبانيها وتجهيزاتها؛ جراء استهدافها من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي الذي استهدف أَكْثَــرَ من عشر جامعات حكومية و12 جامعة أهلية في أمانة العاصمة ومختلف المحافظات.
هذا الاستهدافُ تجاوَزَ كُـــلّ الشرائع السماوية والقيم الإنْسَــانية والأعراف والقوانين الدولية ومواثيق الأُمَــم المتحدة التي تنُصُّ على تحييد المؤسّسات التعليمية والمدنية أثناء الصراعات والحروب.
لذلك لم يكن بالأمر الغريب أن يجعلَ العدوانُ مؤسّساتِ التعليم في رأس قائمة بنك أهدافه الخبيثة، لكنه لم ولن يفلحَ في كسر الإرادة الفولاذية لأبناء الشعب اليمني الذين صمدوا ببسالة منقطعة النظير أمام آلة القتل والتدمير، وأصروا على مواصلةِ التعليم في مختلفِ المؤسّسات التعليمية، غيرَ آبهين بالتهديدات الأمنية؛ ليثبتوا للعالم كُلِّه عظمةَ وإباءَ وشموخ هذا الشعب العظيم.
الجامعاتُ اليمنيةُ ومؤسّساتُ البحث العلمي والأكاديمي نالت نصيباً وافراً من غارات الحقد والوحشية، ومع ذلك بقيت وفيَّةً لرسالتها الإنْسَــانية العظيمة في خدمةِ العلم وتأهيل الإنْسَــان.
جامعةُ صنعاء نالت نصيبَها من العدوان الذي تسبب في خسارة كبيرة فيها، خَاصَّــةً للطلبة الوافدين العرب والأجانب وعودتهم إلى بلدانهم، فضلاً عن فقدان الجامعة معظم الأساتذة والعاملين الذين تم تدريبُهم وتأهيلُهم وهم الذين اكتسبوا خبرةً كبيرةً في العمل وتركهم وظائفهم أَو الاستغناء عنهم؛ بسَببِ عدمِ قدرة الجامعة على تحمل رواتبهم.
ولم يكتفِ تحالُفُ العدوان بهذا الإجرام، بل اليوم وبسبب الهزيمة والإفلاس يأتي هذا المسخُ مدِّعياً إطلاق صاروخ بالستي من حَرَم جامعة صنعاء، بهذه الافتراءات والادّعاءات الكاذبة التي زعمت إطلاقَ صاروخ من حرم جامعة صنعاء”.
وهل يوجدُ في الجامعة -أيها الغبي- مواقعُ عسكريّةٌ للجيش واللجان الشعبيّة أَو مواقع للأمن، أم أن الجامعةَ مؤسّسةٌ تعليمية أكاديمية؟!
يبدو أن تحالف العدوان موجوعٌ، واتّهامُكم دليلُ الهزيمة النفسية وحالة الإفلاس التي وصلتم إليها بعد أكثر من أربعة أعوام من القتل والحصار والتجويع دون أن يضعُفَ ذلك من صمود اليمنيين.
جميعُ المؤسّسات الجامعية، بما فيها جامعة صنعاء ملتزمةٌ بالقانون واللوائح ورسالتها النبيلة في إعداد الأجيال وفقاً لرؤيتها وأهدافها المرسومة.
على مكتب الأُمَــم المتحدة في صنعاء ومنظمة اليونسكو تحمل مسؤولياتهما من أجل حماية المؤسّسات الأكاديمية والتربوية؛ لتواصل رسالتها التعليمية والكف عن التحريض عليها كمقدمة لاستهدافها، كما فعلوا في السنوات الماضية وفي المؤسّسات المدنية.
الجامعةُ ستفتحُ أبوابَها للمنظمات المعنية ووسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية لزيارة مرافِقِها والاطلاع عن كَثَبٍ على حقيقة الأمر ودحضِ تلك الأكاذيب المضللة.
والأمرُ الذي لا مِراءَ فيه أن استهدافَ الجامعات بالقصف أمرٌ مجرَّمٌ دولياً، ويتنافى مع كافةِ المواثيق والأعراف الدولية.

قد يعجبك ايضا