رشا محمد
ان لليالي والأيام في هذا الشهر الفضيل لدى أبناء محافظة حجة نفحات مميزة رغم قسوة الظروف الاقتصادية بسبب العدوان الغاشم ولحصار الجائر التي لامست معظم الأسر إلا أن بركة رمضان تحل في كل منزل، وتشع أنوارها في كل قلب.
لـ(رمضان) طقوس وألوان من العادات الشعبية المتنوعة لدى أبناء محافظ حجة، في شتى الاتجاهات ربما تشترك مع عدد من المحافظات في بعضها غير أن هناك ما يتميز به أبناء المحافظة في قضائهم لأوقات هذا الشهر المبارك، أهمها القرآن وتدارسه بشكل يومي فرادى وجماعات، فدواوين القرى المختلفة تجمع أبناء الحي او القرية إن كانت صغيرة ممن يجيدون القراءة بعد صلاة العشاء والتراويح لتدارس القرآن وغالبا ما تتم قراءة جزأين كل يوم.
وتجري هذه العادة في معظم مناطق المحافظة، خاصة الريفية منها، أما في مركز المحافظة والمدن الثانوية التي دخلت عليها مظاهر المدنية فقد تلاشت هذه العادة بعد أن كانت متداولة بين الناس .
الأكلات وأنواعها
المأكولات التي تشتهر وترتبط بشهر رمضان تتنوع من منطقة لأخرى نظرا لأن المحافظة تضم السهل والجبل والساحل والوادي، غير أن الغالبية توجد في مائدته وجبة “الشفوت” التي تقدم مع موائد رمضان، كما يتم في مناطق الشرفين تقديم “الحلبة الممزوجة بالخل”.
كما تمتاز بعض المناطق بوجبة تسمى “مجموز” وهي عبارة عن فطيرة خبز من حب الدخن أو الذرة يتم خلطها مع قليل من السمن البلدي وتضغط بقبضة اليد ليأكلها الصائم بعد التمرة ومع كوب من القهوة كما يقول عنها عبدالرحمن الرحوي من أبناء مديرية كحلان الشرف.
وفيما يتعلق بالمدينة, فقد طغت “السنبوسة” على باقي الأكلات التي تقدم في مائدة الإفطار إلى جانب تقديم العصائر على العشاء.
وتعد طبيعة محافظة حجة بخضرتها الخلابة خاصة مع نزول الأمطار عليها من أجمل مناطق الجمهورية حيث تكسوها حلة خضراء تسر الناظر إليها، حيث تجد ألوانا من التجوال بين جنبات الوديان والهضاب، ومع وقت العصر في رمضان تحلو زيارة (عين علي) حيث شلال الماء فيها وخضرتها الجميلة لتجد فيها راحة النفس وهدوء البال وكذلك لمناطق مبين وكحلان عفار وغيرها من المناطق الزراعية “وقع في النفوس لما حباها البارئ من جمال طبيعتها بعد أن منّ الله عليها بالأمطار الوافرة التي سقت الزرع وسقت النفوس بالرحمة وراحة البال.
ومع مرور أيام هذا الشهر الفضيل ولياليه يعيش المواطن بمحافظة حجة وغيرها من المحافظات أجواء إيمانية ولحظات إخاء وتكاتف وتراحم تقول بلسان الحال ليت أيام السنة كلها كرمضان لما لهذا الشهر من فضائل ومزايا ليست في ما سواه من الشهور. وتبقى العبرة والعظة في التزود من معاني شهر رمضان المبارك التي هدف اليها الدين الإسلامي لنشرها بين المجتمع لكي تصاحبنا في باقي أيام السنة من عطف على الفقير والمسكين، وعفو عن المسيء، وتقوية لأواصر المحبة والإخاء بين أفراد المجتمع وغير ذلك.