د. أنيس الأصبحي
*باروخ زكي مزراحي* (1926 – 2005م)، ضابط مخابرات إسرائيلي (من أصل مصري) وبعد تزوير جواز له باسم تاجر مغربي ثم استدعاه مديره قال في لهجة تشف عن أهمية الأمر وخطورته: إن الفلسطينيين قد ضربوا إحدى السفن الإسرائيلية، أمام باب المندب، وهذا ما دفعهم إلى أن يسندوا إليه مهمة بالغة الخطورة، يعلقون آمالاً كبيرة على نجاحه فيها، وأن رئيسة الوزراء الإسرائيلية شخصياً، شديدة الاهتمام بما سيحققه فيها؛ إذ سيسافر أولاً إلى عدن ثم إلى تعز والحديدة وبعدها إلى دولة الإمارات.. ويريدونه أن يجمع أكبر قدر من المعلومات عن اليمن وموانئه وجزره ومتابعة نشاط منظمة التحرير الفلسطينية فيها، ويريدون أن يعرفوا بالتحديد، هل يتدرب الفدائيون هناك على ضرب ناقلات البترول الإسرائيلية في البحر الأحمر أم لا؟
إضافة إلى أهمية الجزر الإستراتيجية وعمل مسح بالتعاون مع سلطات اثيوبيا.
وبعد وصوله بفندق الأخوة بالحديدة والمراقبة ألقت السلطات الأمن اليمنية القبض عليه في صيف ١٩٧٢م أثناء تصويره ميناء الحديدة والموانئ على طول الشريط الساحلي اليمني والبوابة الجنوبية للبحر الأحمر ومضيقه الاستراتيجي باب المندب والجزر الاستراتيجية المتحكمة بالمدخل . وقد سلمته اليمن لمصر، التي قايضت به في تبادل الأسرى بعد حرب أكتوبر.
وفشلت كل محاولة الكيان الصهيوني الوصول إلى باروخ إما بتحريره أو قتله وذلك عندما أرسلت مجموعة من الفرق الخاصة من أصول يهود اليمن عبر إثيوبيا ولكن تمكنت الأجهزة الأمنية اليمنية من القبض على احدهم الذي أرشد عن مخبأ سبعة من زملائه وصدر بيان فيما بعد صباح السبت ٢٩من يوليو ١٩٧٢م بأن ثمانية من اليمنيين قد أعدموا.
وقال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وكان رئيس هيئة الأركان العامة انه في غنى عن مناقشة دوافع المصريين للحصول على باروخ ولكنه يمنح تأييده بلا حدود حتى لا تتمكن إسرائيل من إحباط الخطط المصرية لنقله لمصر والاستفادة به بالمواجهة الحربية بين الكيان ومصر وصافح ضابط المخابرات المصرية التي أرسلته دائرة الاستخبارات المصرية مع مجموعة من الضباط للتحقيق وأهمية المعلومات التي بحوزة الجاسوس الضابط الإسرائيلي فقال: صافحت رئيس هيئة الأركان إبراهيم الحمدي ولاحظت في عينيه نظرات الإكبار ومشاعر الحب مرتسمة على وجهه وعلى نجاح المهمة وتم الإشراف المباشر من القائد الحمدي على مجريات النقل والسرية التامة.ومن ثم كانت للشهيد الحمدي وسالمين استراتيجية موحدة لمواجهة الأخطار الصهيونية على البوابة الجنوبية والجزر اليمنية واستغلال ثروات البحر الأحمر وبدء أول مؤتمر للدول المتشاطئة للبحر الأحمر وعقد في تعز ٢٣مارس١٩٧٧م ولم تحضره كل من الأردن ومصر والسعودية لأهميته الإستراتيجية ومواجهة التحديات الأمريكية والإسرائيلية لتدويل البحر الأحمر وجزره ومضائقه الاستراتيجية ولذلك كان مشروع الحمدي يمثل خطرا على الكيان الصهيوني والأمريكي وحلفائهما وتم التخلص من الحمدي وسالمين.
ولقد كان للكيان الصهيوني دور كبير مع السعودية بمقتله وتشويه صورته من خلال الفرنسيات فحقيقة ذلك أن الكيان الصهيوني ادخل وساطة فرنسية والتي بموجبها حصول اليمن على صفقة سلاح إضافة لعشرة ملايين جنيه إسترليني وكان ذلك بواسطة محام فرنسي لإجراء المفاوضات مع الحكومة المصرية مقابل تسليم الجاسوس الإسرائيلي (بارزخ مزراحي ) ونقله مباشرة من اليمن إلى إثيوبيا ثم إلى إسرائيل وتدخلت الحكومة الفرنسية وذلك مقابل الإفراج عن فتاتين فرنسيتين بالسجون الإسرائيلية تعملان تم القبض عليهما تعملان جاسوستين لصالح الاستخبارات الفرنسية وعندما فشلت المهمة وأصرار اليمن لنقله إلى مصر تم نقل الفرنسيتين بواسطة الاستخبارات الإسرائيلية والتخلص منهم ومن الحمدي وإلصاق التهمة بالحمدي وأخيه عندما وجدوهما مقتولتين بجانبهما فكانت الموساد هي من شاركت بذلك انتقاما من الحمدي الذي سلم اخطر جاسوس إسرائيلي لمصر ورفض عرض عشرة ملايين جنيه استرليني إضافة لصفقات أسلحة.
Prev Post