الثورة نت/ متابعات
تكشف دراسة أن الأطفال قد يكونون أكثر حرصا من آبائهم بشأن مخاطر نشر الصور العائلية على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وتوصي بضرورة قيام الآباء بأخذ آراء أطفالهم قبل نشر أخبارهم وصورهم.
وتقول الكاتبة إيمي ووكر -في تقريرها الذي نشرته صحيفة ذي غارديان البريطانية بهذا الشأن- إن أمر نشر الصور العائلية ربما أصبح مقبولا في إطار مواكبة ما يفعله الأقارب والأصدقاء بهذا السياق. غير أنها تستدرك بأنه لو كان تلاميذ المدارس بمكان والديهم فلربما أن غالبية هؤلاء لن يقوموا بنشر الصور عبر شبكة الإنترنت.
وتضيف الكاتبة أنه وفقا لاستبيان -أجراه موقع “تصويت للمدارس” (فوت فور سكولز) البريطاني وشمل أكثر من 16 ألف طالب- فإن أكثر من 55% منهم قالوا إنهم لن يشاركوا أخبار أو صور أطفالهم عبر وسائل التواصل.
بعض الأطفال أعربوا عن قلقهم إزاء تعرض بياناتهم الشخصية للخطر (الصحافة البريطانية)
يقول التقرير: بينما كان بعض التلاميذ يعبرون عن الانزعاج إزاء الإحراج الذي قد يمرون به أو بشأن طول مدة وجود المحتوى على الإنترنت -والذي قد يبقى إلى أجل غير مسمى- أعرب آخرون عن قلقهم من تعرض بياناتهم الشخصية للخطر.
وتضيف الصحيفة أن أحد التلاميذ الذين شملهم الاستبيان قال إنه “على الرغم من أن آباءنا يفعلون هذا بحسن نية فإن آثاره في بعض الأحيان قد تكون كارثية”.
وتستدرك الكاتبة بأن تلاميذ المدارس الثانوية بهذا الاستبيان كانوا أقل معارضة إزاء ما يفعله الآباء بهذا السياق، في حين عارضه 60% من تلاميذ المدارس الابتدائية. لكن ما يزيد قليلا على 58% من الأولاد و54% من الفتيات قالو إنهم لن يشاركوا أخبار أو صور أطفالهم عبر الإنترنت.
وتضيف أنه ردا على هذا الاستطلاع، فإن إحدى الجمعيات الخيرية المعنية بالصحة العقلية للأطفال وأحد مكاتب المحاماة أنتجا ثلاثة أفلام قبل عطلة عيد الميلاد باعتبارها الفترة المثلى التي تشهد مشاركة الآباء صور وأخبار أبنائهم على الإنترنت.
وتضيف الكاتبة: في أحد هذه الأفلام المعنية بالتوعية بالأمان عبر الإنترنت، قال الطفل أدافان (عشرة أعوام) “إذا كنت تشارك أي شيء مع عائلتك، فستعرف من سيراه. ولكن إذا كنت تشاركه علانية، فهناك ملايين الأشخاص الذين يمكنهم رؤية صورتك”.
وتشير الصحيفة إلى أن جو هانكوك (خبير بأمن الإنترنت) في هذا السياق شجع الآباء على المشاركة بحكمة واعتدال.
وأضاف هانكوك “الخطوات البسيطة، مثل التحقق من إعدادات الخصوصية ومطالبة الآخرين بعدم مشاركة محتوى أطفالك على حساباتهم إذا لم يقوموا بتحديث إعدادات الخصوصية الخاصة بهم، تعد بداية جيدة لنشر المحتوى العائلي. وكما عرفنا من الأطفال أثناء التصوير فإن الحصول على موافقتهم أساسي”.
وتضيف الصحيفة أن هذه الدراسة تمثل نقلةً بعيدا عن النقاش المعتاد بشأن تعليم الأطفال استخدام الإنترنت بأمان.
ونسبت لرئيسة قسم الأسرة بمكتب المحاماة ساندرا ديفيز القول إن الأطفال خبراء في التأثير الحقيقي والفوري لمشاركة الوالدين صورهم، وهو الحد الأقصى الذي لا يمكننا أن نعرفه بعد “يجب أن نتأكد أننا نستمع إلى الأطفال ونأخذ آراءهم في الاعتبار في الحاضر لتجنب أي عواقب غير مقصودة في المستقبل”.
وتشير الكاتبة إلى أنه لم يكن جميع الأطفال قلقين بشأن عواقب مشاركة الوالدين صورهم، غير أن أحد الذين شاركوا بالاستبيان قال “إذا كان لدي أطفال عندما أكبر، فعلى الأرجح أنني سأقوم بمشاركة صورهم على موقع فيسبوك، إلا أن هذا سيكون في بعض المناسبات فقط وفي المقام الأول لأنني سأكون فخورا بطفلي وإنجازاته”.
المصدر “الغارديان”