المؤتمر السنوي الثاني بصنعاء خطوة هامة للفت أنظار المجتمع المحلي والدولي للمأساة
مرضى الفشل الكلوي في اليمن معاناة متفاقمة وإمكانيات شحيحة في العلاج والرعاية
الثورة / حمدي دوبلة – ابراهيم الاشموري
وقف الطفل مهند القدسي ذو الـ13ربيعا والمصاب بمرض الفشل الكلوي امام مئات الأطباء والمختصين في العمل الطبي والإنساني المشاركين في المؤتمر الثاني لمرضى الفشل الكلوي الذي اقامته الخميس الماضي بصنعاء كل من هيئة المستشفى الجمهوري بالأمانة ومؤسسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان ..وقوف الطفل القدسي لم يدم طويلا وهو يلقي كلمة المرضى ليسقط مغشيا عليه في قاعة السلال بالمستشفى الجمهوري قبل ان يهرع عدد من الاطباء اليه في محاولة لإسعافه ونقله الى الطوارئ في مشهد مؤثر للغاية أسال دموع وآهات الكثير من الحاضرين.
ثوانٍ معدودة تحدث فيها مهند عن معاناته مع المرض وكيف يتوجب عليه الانتظار الدائم لجلسات الغسيل الصناعي الذي تبقيه على قيد الحياة كانت كافية لتوضح وبأبلغ الصور ما يواجهه عشرات الآلاف من مرضى الفشل الكلوي من الاطفال والنساء والرجال في البلاد ممن تفاقمت أوضاعهم بسبب الأوضاع الكارثية التي تعيشها البلاد في ظل الحرب والحصار المتواصلين منذ أكثر من أربعة أعوام.
وتشير الإحصائيات إلى أن اعداد المصابين بالفشل الكلوي في اليمن ارتفع بسبب هذه الاوضاع إلى اكثر من خمسين الف مريض ومريضة في وقت لا تستطيع فيه مراكز الغسيل المتوفرة استيعاب جميع الحالات ما يجعل آلاف المرضى امام خطر الموت المحقق ..ويقدر المختصون نسبة الذين يفارقون الحياة جراء عدم تمكنهم من تلقي الخدمة الطبية من هؤلاء المرضى بـ50% من العدد الاجمالي للمصابين.
إمكانيات محدودة
الطفل المريض مهند القدسي تحدث بمرارة خلال تلك الثواني القليلة عن غياب عمليات زراعة الكلى في اليمن وعن الطوابير الطويلة التي تتنظر دورها في الغسيل وقد تحصل عليه وقد يتعذر ذلك بسبب قلة الكراسي المخصصة للغسيل ومحدودية الجلسات المعتمدة في المستشفى الجمهوري وغيره من المرافق القليلة التي تتوفر فيها اجهزة الغسيل في الوقت الذي تتزايد فيه اعداد المصابين بالمرض باستمرار.
ويقول الدكتور/عبيد الاديمي نائب رئيس هيئة المستشفى الجمهوري للشؤون الفنية والسريرية أن المستشفى يعمل ليل نهار وبواقع 4ورديات في اليوم الواحد ومع ذلك لا يستطيع استيعاب جميع المرضى حيث يستقبل يوميا 80حالة بينما عدد الجلسات المعتمدة له من قبل الصليب الاحمر 68جلسة وبواقع عجز 12جلسة يومياً الأمر الذي يؤكد – كما يقول الدكتور الاديمي – على ضرورة تدخل كل الداعمين والجهات والمنظمات الانسانية والعمل على تعزيز جهود الشراكة والتنسيق للوصول الى اكبر عدد ممكن من المرضى المحتاجين لجلسات الغسيل في اليمن, مشيرا الى أن المؤتمر السنوي الثاني الذي اقيم بالتعاون مع مؤسسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان يعد خطوة هامة في سبيل لفت الانظار الى معاناة مرضى الفشل الكلوي وتعزيز الجهود الرامية الى مساندتهم طبيا ونفسيا واجتماعيا .
رفع الطاقة الاستيعابية
يوجد في المستشفى الجمهوري حاليا 20جهازغسيل أحدها مخصص للمرضى النازحين وهي تتعرض لضغط شديد بسبب ازدياد الاقبال وخاصة من قبل النازحين من مناطق الصراع, ويقول الدكتور/عادل الهجامي مدير مركز الغسيل الكلوي بالمستشفى الجمهوري أن المركز الذي تم افتتاحه في يونيو من العام 2014م بعدد 14جهازاً يستوعب حاليا 480حالة مرضية خلال الاسبوع ومن بين هذه الحالات عدد من النازحين الذين توجد أسرّة خاص بهم, مشيرا إلى أن المركز يعاني من شحة الامكانيات وقلة المواد والمستلزمات الطبية وخاصة مع ازدياد عدد المصابين وتحديدا في اوساط النازحين ولذلك يسعى الى رفع طاقاته الاستيعابية الى 40جهازا على الاقل وذلك لن يتم الا بتكاتف جهود المؤسسات الرسمية والمجتمعية, مؤكدا أن المؤتمر الثاني لمرضى الفشل الكلوي المنعقد مؤخرا في صنعاء خرج بنتائج وتوصيات هامة يجب العمل لترجمتها على ارض الواقع وبالتالي الاسهام في الحد من معاناة هذه الشريحة الاجتماعية الأكثر تضرراً من الأوضاع التي يعيشها البلد.
توصيات هامة
المؤتمر السنوي الثاني لمرضى الفشل الكلوي الذي اقيم في صنعاء بالتزامن مع اليوم العالمي لمرضى الفشل الكلوي شهد مشاركة واسعة من قبل المختصين وممثلي كثير من المنظمات والهيئات الرسمية والمدنية اكتسب أهمية كبيرة للفت أنظار المجتمع المحلي والدولي الى معاناة مرضى الفشل الكلوي وكان من أبرز توصياته العمل على تفعيل عملية زراعة الكلى في المستشفيات الحكومية لأهميتها في دعم مرضى الفشل الكلوي .
تصوير/فؤاد الحرازي