“العدوان” ونقاط التحول
أحمد يحيى الديلمي
بعد أربع سنوات من العدوان الهمجي السافر على اليمن يبدو أن الإدارة الأمريكية لا تستفيد من دروس التاريخ وتحاول أن تزج بحلفائها إلى محارق الموت، إذ رأت في ذلك تحقيقاً لمصالحها رغم الحقائق المثيرة والانتكاسات المروعة لهذه الدولة في العديد من دول العالم ، إلا أنها لم تسلم بحقيقة أن الاحتلال إلى زوال مهما بلغت قوته وأن الشعوب لا ترضخ ولا تستكين حتى تظفر بالحرية وتنال الاستقلال الكامل .
رغم الخسائر البشرية والعسكرية والاقتصادية والمعنوية إلا إنها لا تزال تصر على المضي في الغي وتسرف في استخدام القوة الفتاكة والمحرم استخدامها دولياً، مع ذلك تزداد مقاومات الشعوب وتوظف كل ما لديها من أدوات للمقاومة والصمود والتحدي .
ما يثير الاهتمام أن استفتاء للرأي شارك فيه أكثر من (7500) شخص من (15)دولة أجرته المفوضية الأوروبية وضع السعودية في مقدمة الدول الداعمة للإرهاب فكرياً ومادياً وأعطى دولة الكيان الصهيوني 59% كأول دولة تهدد السلام في العالم بينما احتلت أمريكا المرتبة الثانية ، ودلالة هذا الاستفتاء عميقة ومعبرة .
أولاً لأنها صادرة عن هيئة أوروبية على صلة قوية بدولة الكيان الصهيوني.
ثانياً وهو الأهم أنها كشفت الستار لأول مرة عن الانتصارات الكبيرة و الإرادة الفولاذية الصلبة لدى الانقلابين بحسب وصف ذات الهيئة وقال التقرير ( بمرور الأيام والسنين تزداد سلطة الأمر الواقع صلابة وتماسكاً لم تفت عضد المقاتلين ولم تؤثر على إرادتهم لا الصواريخ ولا القنابل التي سقطت على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ ، ولا يزالون بنفس المستوى من الصمود والتحدي ، والواجب اليوم أن تسلط كل أضواء الإعلام العالمية والإقليمية على هذه الحقائق لتضع شعوبها أمام حقيقة ما يجري في البقعة الجغرافية من الأرض خاصة أن هذه المليشيات انتقلت إلى مرحلة التصنيع العسكري وباتت تهدد الرياض وأبو ظبي بالردع والقوة ) انتهى كلام الوثيقة .
ما يلفت النظر أيضاً أن الوثيقة أظهرت الصلة العميقة بين اليمين الإسرائيلي المتطرف وبين السلطات السعودية من حيث أسلوب التعامل مع الشعوب المغلوبة على أمرها وكل أعمال المراوغة والتسويف وإهدار أي فرصة للسلام ، تعاطيت مع التقرير بتصرف ومن خلاله تتضح معالم الخطة الأمريكية الصهيونية المشتركة تجاه اليمن وتحديد مسارات العدوان وكلها حقائق هامة تؤكد الحقيقة المروعة التي طالما تحدثنا عنها ومفادها أن اليمن يتعرض لمؤامرة دولية حقيرة استطاع شعبنا بصلابة وقوة إرادة أبنائه اسقاطها وإفشال مراميها ، واليوم يدخل اليمنيون بنفس الإرادة والصلابة والقوة العام الخامس ولن يهدأ بال كل يمني شريف وطني حر إلا بخروج آخر محتل من كل شبر على الأرض اليمنية ، وهذا هو الخيار الوحيد الذي لا بديل عنه ، وعلى العالم أن يقرأ رسالة اليمنيين من خلال الحشود المليونية الكبيرة في ميادين الكرامة والعزة .. والله من وراء القصد.