إن حصلت فهي آخر الحروب..
محمد الكيلاني
العالم أصبح الآن متناقضاً بعد مؤتمر وارسو، من حضر هذا المؤتمر قام ببروتوكول لم يدرسه جيداً، فقط للحضور دون دراية كاملة بأبعاد مثل هذه الجلسات أو اللقاءات، من خلال الجلوس قرب أشخاص أو خلافه، فمقاطع الفيديو تثبت ذلك.
كان الهدف للشرق الأوسط ثم تحول إلى إيران ، يمكن القول إنه -إعلان حرب مستقبلية على إيران- من الناحية العسكرية، إيران في الظاهر أقوى مما كانت عليه في السابق.
أربعون عاماً من انطلاق الثورة ، وعقود من الحصار والمقاطعة لإيران ومحاولات فاشلة لزعزعة الأمن الداخلي الإيراني ، وإيران في الطليعة ، الحصار لأي دولة كانت يعتبر دماراً ، لكن لإيران أصبح عماراً، وهناك تطور ملحوظ في الصناعة العسكرية ، ووقوفها مع سوريا عسكرياً في الحرب ضد الإرهاب ، وغيره الكثير من الدلائل على القوة الإيرانية وتهديدها الصريح بتدمير الكيان الإسرائيلي الهالك .
إيران.. بعد القوة التي أصبحت لا تَخفى على أحد ليس لوحدها في أي عدوان عليها، فهناك دول عظمى تقوم بدعمها، روسيا –مثلاً- حاربت مع إيران في سوريا، وعلاقتها الطيبة مع الصين دليل على دعم إيران بكل الوسائل، وفي اجتماع وارسو دول كبيرة ومهمة لم تحضر هذا المؤتمر، لأنها تدعم إيران مثل: الصين، وكوريا الشمالية وماليزيا، وهناك الكثير من الدول الكبرى والمحورية ترفض مثل هذا المؤتمر التحريضي.
إذاً، إيران أدركت حجم المؤامرة عليها، فهي كما يعلن قادتها مستعدة لأي سيناريو كان، وخصوصاً العسكري، أما الحصار فهي ذو خبرة عالية، وتعلم كيف تتعامل مع هكذا حصار باعتبارها دولة قوية.
فعلاً، عندما ينقسم العالم إلى قسمين من أجل دولة، تكون هي آخر الحروب، فلم يعد لأمريكا دوراً في الشرق الأوسط، بعد الانسحابات من سوريا، وتخليها بشكل خجول عن إسرائيل، ومحاولة عمل “ربيع إيراني داخل إيران” على غرار الربيع العربي لكنه فشل، كما حاولوا ضرب الحرس الثوري الإيراني، ولكنهم فشلوا أيضاً.
عندما يتوقف محرك الشر في الشرق الأوسط وفارض نفسه انه هو شرطي المنطقة، لم يبقَ هناك حروب، فما تسعى له أمريكا من تدمير الوطن العربي لمصلحة إسرائيل، سيزول هذا الخطر، ليس هناك مصلحة في بقاء دولة إسرائيل في الوطن العربي، دول عظمى ستقف مع أي دولة كانت تريد إزالة هذا الكيان الهالك، الأحداث حُبلى في الفترة القادمة، وعلى العالم عدم الاستهانة بقوة إيران ومن يقف إلى جانبها.