ما جرى فى حجور هو نتاج فقدان الهوية الإسلامية والوطنية

 

د/ هشام محمد الجنيد

ما جرى – وتم إنهاؤه بعون الله وبصمود المقاتلين في سبيل الله المجاهدين الشرفاء – من تمرد من قبل مرتزقة وقطَّاع طرق وخلايا نائمة داعشية في حجور (العبيسة ، كشر) ووقوفها مع العدوان السعودي الأمريكي وحلفائه ضد النظام المدافع عن الدين والوطن وأبنائه وثرواته ، إنما هو نموذج لما جرى ومازال يجري من قبل المنافقين والمرتزقة والدواعش أذناب الفكر الوهابي في مدينة تعز وفي مديرية الصلو والقبيطة ،بل في المحافظات الجنوبية والشرقية عموما، فسلوكيات عناصر هذا النموذج هي تجسيد لواقع ثقافي إسلامي منحرف تعيشه ، ففي سلوكياتها تجسيد لمعتقدات باطلة تمارسها عناصر مغرر بها ضحية النظام السابق (هداها الله إلى الصراط المستقيم) ، عناصر لا تمتلك رؤية ، تعيش حالات فقدان الهوية ، وهو الأمر الذي جعلها تخدم مخططات وأهداف العدوان وتقف ضد مصلحتها في الدنيا وتضر نفسها في الآخرة دون إدراكها ذلك ، فهي إذن جزء من هذا العدوان ، بل هي أخطر من العدوان (تيار المنافقين) ، لأنها تقول لا إله إلا الله وتعيش بين الشرفاء المجاهدين المخلصين .
ومن أبرز مظاهر فقدان هويتها الإسلامية والوطنية موالاتها أنظمة أولياء الشيطان وأولياء الشيطان دون أولياء الله وأنظمة ولاة الأمر على أمر الناس وفق المضمون القرآني. تقاتل مع العدوان ضد من يقاتل في سبيل الله. تقاتل مع العدوان الذي قتل عشرات الآلاف من الأبرياء اليمنيين أطفالاً ونساء ومسنين ودمَّر البنية التحتية والمنشآت الحيوية والإنتاحية وفرض الحصار والحرب الاقتصادية وعاث بالفساد الأخلاقي بكل أشكاله في المحافظات الواقعة تحت سيطرته. تقاتل مع هذا العدوان السافر ضد من يدافع عن الوطن وأبنائه ومقدراته، نتيجة فقدان هويتها الإسلامية والوطنية التي تشكلت وتراكمت منذ فترات زمنية طويلة إثر إهمال السلطات السابقة التعليم الصحيح الديني والتاريخي وغيره ، وإثر تغاضي السلطات السابقة نشر المد الوهابي التكفيري الشيطاني ، إثر ضعف وغياب الوازع الديني لدى العناصر التي وقفت بجانب العدوان بفقدان هويتها الإسلامية والوطنية كان كل ذلك إثر مرض يحدِّق في عمقها وتحت مسميات وعناوين سياسية ومناطقية ومذهبية ، وجميع هذه العناصر الواقفة مع العدوان هي في نهاية المطاف عناصر منافقة لا تنتمي في خصائصها إلى عراقة وأصالة القبائل اليمنية .
لقد ركَّز أعداء الإسلام والأوطان والإنسانية في حربهم التاريخية العدوانية على مسارين رئيسيين هما : نشر الإسلام المنحرف (التضليل الديني) ، وديمومة ظاهرة الفقر ، ونتيجة موالاة النظام السياسي السابق الأنظمة الشيطانية ، فقد أدى ذلك إلى نشر الإسلام المنحرف ، وترتب على ذلك تجميد وانحراف توجه الدولة في تنفيذ مسؤولياتها في سبيل الله في مختلف مناهج العلوم الدينية والسياسية والاقتصادية والعلمية وغيرها ، ليبقى حضور الدين محصورا فقط في جانب العبادات ، باعتبار أن الجوانب الأخرى لم يشملها الدين الإسلامي في الأصل ، ومن هنا يفهم لماذا روج أعداء الإسلام ما يسمى مبدأ فصل الدين عن الدولة (العلمانية) ؟ . وقد طبقت هذه الفكرة الشيطانية الأنظمة الإسلامية العميلة ومنها النظام السابق ، لأغراض: تجهيل الناس بمضمون الدين الإسلامي الأصيل ، رسم صورة انغلاقية عن الإسلام صورة غير حضارية عن الإسلام ، عدم اتباع مؤسسات النظام مبادئه في مختلف المجالات كونها مبادئ وتعليمات مثالية . والغاية من ذلك هي بقاء نظام الدولة تابعا غير مستقل ، وضعيفاً عسكريا واقتصاديا وأمنيا وعلميا، وضعيفاً في غيرها من المجالات ، وبقاء الفرد فقيرا .
إن ديمومة ظاهرة الفقر في ظل غياب تعليم الثقافة القرآنية ساعد على سهولة استغلال واستقطاب العناصر الفقيرة وتعليمها الإسلام المنحرف ، بل والاعتقاد به . ما يعني أن المسارين مكمَّلان لبعضهما ، والنتيجة العامة ضعف عام للدولة والمواطن وهيمنة الثقافة المغلوطة والمعتقدات الباطلة لدى عامة الناس ، وهو ما يعني فقدان الهوية الإسلامية والوطنية الذي أدى إلى خدمة العدو من طرف العناصر الواقعة في هذا النفق الفكري المظلم ، ومن هنا يتبين لنا : لماذا شدد الشهيد القائد / حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- على ضرورة معرفة من نحن ومن هم ؟ ، ولماذا سعى الشهيد القائد لإحياء الشعور بالمسؤولية الدينية ؟ .
إن تركيز العدوان بصفة خاصة في مخططاته الشيطانية ضد اليمن يأتي على خلفية الأدوار التاريخية الجهادية المخلصة لقبائل الأنصار مع أعظم قائد عرفه تاريخ البشرية قائد ومرشد الدولة الإسلامية رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولطبيعة إخلاص الشرفاء اليمنيين في موالاة وطاعة أولياء الله أعلام الهدى ، فهذه الخصائص هي شروط أساسية للانتصار على أعداء الله .
وما ساعد الأنظمة الشيطانية في ترسيخ ثقافة فقدان الهوية الإسلامية والوطنية هو غياب استقلال النظام في القرار السياسي ، وخضوعه لتوجيهات هذه الأنظمة بالسماح بنشر وتدريس الفكر الوهابي الظلامي ، وتطبيقه برامج وتوصيات مؤسسات التمويل الدولية في المسارات الاقتصادية والمالية ، والنتيحة كانت غياب التوازنات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والتجارية ، وغياب الإلمام بالثقافة القرآنية ، وهو الأمر الذي أدى إلى فقدان الهوية الإسلامية والوطنية ، لتصبح العناصر المتأثرة بالفكر الوهابي والعناصر المنافقة والمرتزقة أدوات وقنابل موقوتة تستخدم من قبل صانعيها ومعديها في إحداث المشاكل والقتل والدمار في المكان والزمان المحددين ، وفي تغطية هذه الأحداث بالطابع الوطني والديمقراطي .
وما قامت به العناصر الإرهابية التكفيرية قبل الحرب في أمانة العاصمة وفي حضرموت ، وما قامت به أثناء العدوان (وما زالت حتى الوقت الحاضر) في المحافظات الجنوبية والشرقية ، وما جرى في حجور من قبل عناصر قطاع الطرق والمرتزقة المنافقين ، وما تقوم به الخلايا النائمة من التفجيرات وغيرها ، وكذلك ما تقوم به الخلايا الاستخباراتية المرتبطة بالعدوان السعودي والإسرائيلي والأمريكي وغيرها من عناصر الشر التي تخدم العدوان ، ما قامت به وما تقوم به مختلف تلك العناصر إنما هو حصاد ثقافة فقدان الهوية الإسلامية والوطنية ، حصاد ما زرعته الأنظمة الشيطانية وأجهزتها الاستخباراتية بتواطؤ أذنابها المنافقين في السلطة .
ما يجب هو قراءة وفهم فكر الشهيد القائد / حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله- عليه والانخراط في الدورات الثقافية لمعرفة حقيقة الدين الإسلامي ، وللاستفادة في واقعنا الثقافي والسياسي والاقتصادي والمالي وفي كل مناهج الحياة ، لتوجيه مسؤولياتنا (النظام والفرد) بما يؤدي إلى سلامة الدين وتقوية كيان الدولة ووحدة الأمة الإسلامية وخدمة المجتمع والفرد ليعيش واقع الحرية والإباء والكرامة وغيرها من الأهداف الإسلامية والإنسانية.. لنقف صفا واحدا ضد هذا العدوان باتباع توجيهات مولانا سفينة النجاة المجاهد العلم السيد / عبدالملك بدر الدين الحوثي نصره الله ، والله ولي النصر والتوفيق . نسأل الله أن ينصر إخواننا المجاهدين الجيش واللجان الشعبية والمقاومة الإسلامية في المنطقة على أعداء الإسلام والأوطان والإنسانية إنه سميع الدعاء .

قد يعجبك ايضا