كل الخيارات على الطاولة؟
زيد البعوة
على أكثر من صعيد وفي أكثر من جبهة وميدان وبمختلف الأسلحة وبشكل تدريجي وضع ابطال الجيش واللجان الشعبية كل الخيارات العسكرية في مواجهة تصعيد العدوان ومرتزقته على الطاولة ليس حباً في استمرار المعارك ولا تنصلاً عن اتفاق السويد ولا عرقلة لمساعي السلام وانما تصدير لأمر فرضه العدوان على الواقع حين رمى بكل جهود السلام عرض الحائط ومضى في التصعيد العسكري والاجرامي في مختلف الجبهات والمحافظات
لطالما تحلى رجال الجيش واللجان الشعبية بالصبر وضبط النفس امام الأعمال العسكرية التي يقوم بها العدوان ومرتزقته خلال المرحلة الماضية منذ ما قبل توقيع اتفاق السويد إلى بداية شهر فبراير الحالي ولا يزالون يضبطون أعصابهم قدر الإمكان امام خروقات وغطرسة العدوان في الحديدة وفي عدد من الجبهات لكن صبرهم بدأ ينفد خصوصاً عندما وصلوا الى يقين ان العدوان ليس لديه أي نوايا جادة لتحقيق السلام ولم يترك فرصة للسلام وانه يسعى للتصعيد العسكري والإجرامي لعرقلة تنفيذ اتفاق السويد
ولكن بعد ان اوغل العدوان وتمادى وتجاوز كل الحدود كان لزاما على رجال الله من ابطال الجيش واللجان الشعبية ان يضعوا حداً لهذه الغطرسة وأن يثبتوا له ان صبرهم ليس ضعفاً ولا خوفاً وانما اتاحة فرصة للسلام والتزاماً بما تم الاتفاق عليه لأن ذلك بالنسبة لهم نابع من قيمهم ومبادئهم حتى في ميدان الصراع وحين شاهدوا أن العدو يريد ان يستغل الاتفاق لمواصلة مشواره الاجرامي والاستعماري حزموا امرهم وقرروا ان لا يتركوا مجالاً للعدوان فمضوا على القاعدة القرآنية التي تقول خذوا حذركم
في يوم واحد وفي معركة واحدة تمكن رجال الله من أبطال الجيش واللجان الشعبية من السيطرة على 20 موقعاً عسكرياً للعدوان ومرتزقته قبالة جيزان شرق جبل النار في الجبهات الحدودية الشمالية حيث تمكنوا بفضل الله من اغتنام عدد من الأسلحة المتوسطة والخفيفة وقتل وجرح عدد كبير من مرتزقة العدوان وتأمين منطقة جغرافية واسعة فمثلت تلك العملية صفعة كبيرة في وجه العدو الذي كان يظن انه قد صار قاب قوسين أو ادنى من تحقيق أهدافه وكان يفكر أن الجيش واللجان الشعبية قد اصبحوا في موقف الضعف والدفاع فحصل ما لم يكن في الحسبان
وهكذا الحال بالنسبة لمختلف الجبهات في الجوف ونهم والبيضاء ونجران وعسير وغيرها من الجبهات بدأت العمليات النوعية للجيش واللجان تعود بشكل تدريجي في التصدي لتصعيد العدوان ومرتزقته بمختلف الخيارات العسكرية منها عمليات برية ومنها عملية جوية بالطائرات المسيرة ومنها عمليات صاروخية ومدفعية وعمليات قنص وعمليات مضادة للدروع تنفذها وحدة الهندسة حتى تحولت أيام وليالي العدوان ومرتزقته الى جحيم لا يطاق من القتل والتدمير والخسائر الكبيرة والهزائم المروعة في صفوفهم على ايدي رجال الله
وعلى العدوان ان يدرك جيداً انه اذا لم يترك مساحة للسلام ان يتم وفرصة لاتفاق السويد ان ينفذ فإن رجال الجيش واللجان الشعبية سوف يواصلون عمليات العسكرية بشكل اكبر واكبر وعلى اكثر من صعيد وفي اكثر من جبهة خصوصاً اذا استمر التصعيد العسكري للعدوان ومرتزقته لأنه لا يوجد أي خيار اخر امام الشعب اليمني والجيش واللجان سوى التصدي والمواجهة بكل الوسائل والطرق الممكنة وبالاعتماد على الله تعالى.